عبر عدد من الفلاحين بإقليم الخميسات عن ارتياحهم للتساقطات المطرية التي تشهدها المنطقة منذ الثلاثاء الماضي، وإلى غاية الأحد، حسب النشرة التي تصدرها مصلحة الأرصاد الجوية الوطنية. وأوضحوا في تصريحات متفرقة ل"الصحراء المغربية" أن استمرار تساقط الأمطار طيلة المدة المذكورة وبكميات جيدة، من شأنه إغناء التربة بما يكفي لنمو المزروعات بشكل عاد. وأكد محمد الناجي، عضو الغرفة الفلاحية لجهة الرباطسلاالقنيطرة ل"الصحراء المغربية" أن التساقطات المطرية التي تشهدها المنطقة خلال هذا الأسبوع تؤشر على بداية موفقة للموسم الفلاحي للسنة الجارية، موضحا أن الفلاحين سيباشرون أعمال الزراعة خلال هذه الأيام، بعدما قاموا بإعداد التربة ومعالجتها من النباتات الشوكية (السدرة) حيث كانوا ينتظرون الأمطار فقط للبدء في الزراعات المبكرة، كالشعير. وأضاف أن معظم الفلاحين سيعتمدون خلال هذا الموسم على عملية البذر المباشر لما لها من إيجابيات على نمو المزروعات، التي تتم بشكل سريع، لأن البذر المباشر يخفف من تعميق الحبوب الزراعية عكس الحرث العادي، حيث يكون عمق المزروعات أعمق وبالتالي يحتاج إلى كميات كبيرة من المياه ووقت أطول للخروج من التربة. وأفاد الناجي أن المناطق الفلاحية بجماعة المعازيز استفادت هذه السنة من مشروع معالجة الأراضي الزراعية من النباتات الشوكية، إذ استهدف المشروع عشرات الهكتارات التي كانت تغطيها بقع نباتات السدرة التي تعرقل عمليات الحرث وتكون بيئة حاضنة للأعشاب الضارة والقوارض، موضحا أن المديرية الإقليمية لوزارة الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات أشرفت على هذه العملية التي سجلت نجاحا مهما ولقيت استحسان الكثير من الفلاحين المستفيدين. من جهته قال موسى (36 سنة)، فلاح بتعاونية الإصلاح الزراعي الراشيدية بجماعة الكنزرة، في حديثه ل"الصحراء المغربية" أن الأمطار التي تشهدها المنطقة حاليا تعمل على تخصيب التربة وتأهيلها للزراعات البورية على وجه الخصوص، حيث ستباشر الأشغال الزراعية انطلاقا من بداية الأسبوع المقبل على أبعد تقدير، موضحا أنه رغم تأخرها شيئا ما إلا أن الكميات المسجلة من التساقطات المطرية واستمرارها لأربعة أيام متتالية وبنسب مهمة سيعطي انطلاقة جيدة للمزروعات، لأن التساقطات المطرية جاءت في الوقت المناسب. وأضاف المتحدث أن هذه الأمطار لها وقع إيجابي على القطاع الزراعي، كما ستعود بالنفع على الأشجار المثمرة والكروم ونباتات إنتاج الأعلاف، التي يستغلها الفلاحون في تغذية المواشي، كما تساهم في توفير الكلأ بالمراعي من خلال النمو الطبيعي للأعشاب واستغناء الفلاحين والكسابة على استهلاك الأعلاف وما يترتب عنها من تداعيات سلبية. ويأمل الفلاحون بالخميسات أن تستمر التساقطات المطرية طيلة السنة وبانتظام، ليكون المحصول الزراعي والحيواني جيدا، على اعتبار أن المنطقة فلاحية بامتياز، وتعتمد على الفلاحة البورية الموسمية فيما تحتل المساحات السقوية نسبة ضئيلة جدا.