على مر التاريخ، منذ اندلاع النزاع المصطنع حول مغربية الصحراء، ظلت دولة الامارات العربية المتحدة على الدوام، احدى الدول العربية التي لطالما كانت سباقة الى اعلان دعمها الثابت للوحدة الترابية للمملكة المغربية، وهو ما تجسد بقوة في اعلان افتتاحها قنصلية في مدينة العيون المغربية، كأول دولة عربية تقدم على هذه الخطوة المهمة. وقد شكل افتتاح التمثيلية الدبلوماسية الاماراتية في كبرى حواضر الصحراء المغربية، خطوة نوعية تجسد موقف الامارات الثابت في الدفاع عن حقوق المغرب المشروعة وقضاياه العادلة، ووقوفها الدائم إلى جانبه في مختلف المحافل الجهوية والدولية. تاريخية الخطوة الإماراتية تتمثل، أيضا في كون دولة الإمارات العربية المتحدة، تمثل أول دولة عربية تفتح قنصلية عامة في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، في خطوة تعكس عمق العلاقات الاستراتيجية بين الإمارات والمغرب، وحقها في بسط سيادتها على الأقاليم الجنوبية كاملة، ضمن القانون الدولي وحق سيادة المغرب على كافة أراضيها. دعم أبوظبي لمغربية الصحراء، ليس وليد افتتاح القنصلية بمدينة العيون، بل عبرت دولة الإمارات، في مختلف المحافل الدولية، عن دعمها المستمر لمغربية الصحراء، و لمبادرة الحكم الذاتي التي قدمتها المملكة المغربية كأساس لأي حل. ويندرج الموقف الأخوي للإمارات الداعم للوحدة الترابية للمغرب ضمن نهج شامل واستراتيجي، يقوم على تشجيع الحل السياسي لقضية الصحراء المغربية، والتوافق بين كافة الأطراف، على أسس المبادرة المغربية للحكم الذاتي، كما أن المواقف الإماراتية الداعمة للوحدة الترابية للمغرب، تندرج ضمن صوابية النهج الإماراتي في عدم ترك الأزمات مفتوحة بدون حلول، ذلك أن الأزمات المفتوحة تستنزف ثروات الشعوب وفرص التنمية والازدهار وتهدر طاقات هي أحوج ما يكون إليها المجتمع والدولة لتحقيق النهضة والتقدم. في واقع الأمر، الدعم الاماراتي لمغربية الصحراء، ليس وليد اليوم، بل شاركت الامارات العربية لقوة، وبتمثيلية على أعلى المستويات، في المسيرة الخضراء التي دعا إلى تنظيمها الملك الراحل الحسن الثاني، طيب الله ثراه، عام 1975 لتحرير الصحراء من الاستعمار الفرنسي، وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة، أصغر مشارك في المسيرة الخضراء، وعمره آنذاك لا يتجاوز 14 عاماً. وقبل الإعلان عن افتتاح القنصلية الإماراتية بمدينة العيون، تواصل الدعم الإماراتي المملكة المغربية في قضيتها الوطنية الأولى، على مدار السنوات، لتكون الإمارات من أوائل الدول الداعمة للموقف المغربي بشأن تطهير معبر الكركرات، إبان عرقلة الحركة المدنية والتجارية فيه من طرف ميليشيات جبهة البوليساريو، حيث أكد بيان الخارجية الإماراتية عن دعم قرار الملك محمد السادس بوضع حد للتوغل غير القانوني بالمنطقة العازلة للكركرات، بهدف تأمين الانسياب الطبيعي للبضائع والأشخاص. أما افتتاح القنصلية الإماراتية فقد شكلت شارة انطلاقة، أو تشجيعاً غير مباشر للعديد من الدول العربية الأخرى لنهج نفس السلوك المُعزز للتضامن والتلاحم العربي القوية، خاصة في القضايا المصيرية، كما تمثل دعم الامارات القوي لمغربية الصحراء، في إشادتها بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والقاضي بالاعتراف بسيادة المملكة المغربية على كافة منطقة الصحراء المغربية، حيث أكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الاماراتية، أن " موقفَ دولة الإمارات التاريخي والثابت في دعم المغرب في سيادته على كافة أراضيه، مبرزة أهمية القرار الأمريكي في الإسهام في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة". الدعم الاماراتي الثابت والمتواصل لسيادة المغرب على كافة أقاليمه الجنوبية، تؤطره العلاقات الأخوية والثنائية الوطيدة، بين الرباط و أبوظبي، والتي تتعزز يوما بعد يوم في مختلف المجالات، والقطاعات، قوامها التضامن والدعم المستمر، و التفاهم النموذجي في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والحضارية والروحية. وقد تحقق هذا التفاهم والاتساق في المواقف والرؤى، بفضل العلاقات الأخوية، والصداقة الكبيرة التي تصل إلى درجة العلاقات الأسرية بين قادة البلدين، و التي تتجسد في الزيارات المتبادلة بشكل كثيف ومتواصل بين جلالة الملك محمد السادس، وبين كبار أمراء وشيوخ الإمارات، وعلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الامارات العربية المتحدة. وتتمثل السمة البارزة لهذه العلاقات النوعية و الثنائية الوطيدة والقوية التي تربط بين المملكة المغربية وبين دولة الإمارات العربية المتحدة، في كونها ليست علاقات وليدة سياقات معينة، أو وليدة اليوم، بل تعود جذورها التاريخية إلى عهدي الملك الراحل الحسن الثاني ومؤسس الإمارات الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، اللذان أرسا دعائم ومرتكزات هذه العلاقات الوطيدة، التي تبصم اليوم على نجاحات باهرة في مختلف المجالات.