يعود تاريخ العلاقات المتميزة التي تجمع المغرب والإمارات الى سنة 1972 في عهدي الملك الراحل الحسن الثاني والشيخ زايد، طيب الله ثراهما، حيث كان المغرب من أوائل الدول التي دعَّمت قيام اتحاد دولة الإمارات العربية، وبالمقابل ظلت الامارات على الدوام، داعمة لمغربية الصحراء في مختلف المحافل الدولية والإقليمية. وشهدت العلاقات بين الرباط وأبوظبي، تطورًا متزايدًا في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والإعلامية والسياحية والثقافية والصحية. وسنحاول في موقع "الدار" الوقوف على تجليات هذه العلاقات المتميزة من خلال مقالات يومية نرصد من خلالها واقع هذه العلاقات من مختلف الجوانب، وآفاقها المستقبلية الواعدة. "وهي بالفعل، ذكرى جديرة بأن يخلدها البلدان الشقيقان، المغرب والإمارات، لما يجمع بينهما من علاقات تاريخية، وضع أسسها المتينة، والدنا المنعم، صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني، أكرم الله مثواه، وصاحب السمو الشيخ زايد، رحمه الله". كان هذا مقتطف من الرسالة التي وجهها جلالة الملك محمد السادس، يوم الأربعاء 28 نونبر 2018، إلى المشاركين في ندوة "الشيخ زايد ودوره في بناء العلاقات المغربية الإماراتية، التي نظمت تحت الرعاية الملكية السامية، بتعاون بين سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة وأكاديمية المملكة المغربية، إحياء للذكرى المئوية الأولى لميلاد المغفور له صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. في هذه الرسالة أعرب جلالة الملك محمد السادس عن عميق تقديره لهذه المبادرة، التي تخلد ذكرى هذا القائد العربي الكبير"، مؤكدا بأن " الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ساهم، بما كان يتحلى به من حكمة وتبصر، في ترسيخ أواصر الأخوة المغربية الإماراتية، وفي توطيد الوحدة والتضامن بين الدول العربية. كما أكد جلالته على أن " هذه الذكرى جديرة بأن يخلدها البلدان الشقيقان، المغرب والإمارات، لما يجمع بينهما من علاقات تاريخية، وضع أسسها المتينة، والدنا المنعم، صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني، أكرم الله مثواه، وصاحب السمو الشيخ زايد، رحمه الله. وأضاف جلالة الملك محمد السادس :" هو ما عبر عنه والدنا المنعم حيث قال :"إنني كلما أردت أن أصف العلاقات، بين شعب المغرب وشعب الإمارات العربية، لا يمكنني أن أقول إلا أنها علاقات لا أجد لها في القاموس إلا وصفا فوق العلاقات الأخوية، وفوق العلاقات البشرية. فهي علاقة توأمين لم يفرق بينهما إلا البعد الجغرافي". فالمغرب، ملكا وشعبا، يحتفظ بأصدق مشاعر التقدير لهذا القائد الجليل، ولأسرته الأميرية الكريمة، التي ظلت وفية لما يجمعها بأسرتنا الملكية وبالمغرب، من عهود الأخوة والوفاء". عمل المغرب والامارات على مر التاريخ، انطلاقا من الإيمان القوي بوحدة المصير، وبضرورة التضامن بين البلدان العربية، بصدق وإخلاص، على توفير شروط العمل الثنائي والعربي المشترك، لمواجهة التحديات، التي تقف أمام الشعوب العربية، حيث قام سمو الشيخ زايد، رحمه الله، ببناء دولة الإمارات العربية المتحدة، فنقل مفهوم الوحدة من "الحلم" إلى "الواقع"، وما تبع ذلك من تنمية وازدهار، كما شارك، بكل فعالية، في تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وفي نفس المرحلة، كان جلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله، يعمل على تحقيق الاتحاد المغاربي، باعتباره خيارا استراتيجيا ومطلبا شعبيا لتحقيق التنمية الشاملة والتكامل والاندماج. وهو ما يعكس الحكمة والتبصر، التي كانت تميزهما مع الإيمان بالوحدة والمشروعية والحوار، والالتزام بالدفاع عن القضايا العربية والإسلامية العادلة. واليوم تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تتميز العلاقات المغربية بروح اخاء، و بأواصر أخوة صادقة تجمع بين الشعبين المغربي و الاماراتي، كما تقوم العلاقات المغربية الإماراتية على التقدير المتبادل، والتعاون المثمر، والتضامن الفاعل. ويؤكد قائدا البلدين في مختلف المحافل الوطنية والدولية والإقليمية حرصهما الدائم على إثراء العلاقات الثنائية، والارتقاء بها في مختلف المجالات، بما يعود بالخير الوفير على شعبينا الشقيقين، وهو ما تكلل بموقف تاريخي للإمارات، تمثل في فتح قنصلية عامة في مدينة العيون، بالأقاليم الجنوبية للمملكة تجسيداً لموقف الدولة الثابت في الوقوف مع المغرب الشقيق في قضاياه العادلة في المحافل الإقليمية والدولية. روح الأخوة تجسدت من الجانب المغربي، أيضا، حينما جددت المملكة المغربية ملكا وحكومة وشعبا التأكيد على دعم المغرب القوي لكل قضايا دولة الإمارات العربية المتحدة العادلة، لاسيما سيادتها على مجموع ترابها. وفي هذا الاطار، بادر جلالة الملك محمد السادس الى اجراء اتصال هاتفي، مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وذلك على إثر الهجوم الإرهابي الذي شنته ميليشيات الحوثيين على أراضي دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، حيث أدان جلالته، بشدة، هذا العمل المشين الذي استهدف أبرياء ومنشآت مدنية. كما جدد جلالة الملك دعم المملكة المغربية الراسخ لجميع الخطوات التي اتخذتها دولة الإمارات العربية المتحدة من أجل الدفاع عن أراضيها وطمأنينة مواطنيها في مواجهة الهجمات الدنيئة لميليشيات الحوثيين ومن يقف وراءهم، كما أكد جلالته وقوف المملكة الدائم إلى جانب دولة الإمارات العربية المتحدة، وتقديمها لجميع أشكال الدعم لهذا البلد الشقيق من أجل الدفاع عن أمنه القومي وحماية مواطنيه. واليوم، يتطلع المغرب والامارات الى مواجهة مختلف التحديات بروح يطبعها الاخاء، والصداقة، والتقدير والاحترام المتبادل، حيث يؤكد الجانبان في مختلف المناسبات، على مواصلة العمل على تعزيز وتوطيد علاقات التعاون الثنائي، وتكثيف التنسيق والتشاور بين مؤسسات البلدين في مختلف المحافل الإقليمية والدولية حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، ودعم كل المبادرات التي من شأنها الدفاع عن القضايا العليا العادلة والثوابت الوطنية، وتعميق وتوطيد العلاقات المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين.