يسعى النظام العسكري الجزائري منذ عملية تطهير منطقة الكركرات من مرتزقة البوليساريو، والاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، الى دفع موسكو للتعبير عن مواقف أكثر وضوحا وتقدما في قضية الصحراء، ومحاولة التأثير على المكاسب الدبلوماسية التي حققتها المملكة في هذا الإطار. وفي هذا الصدد تندرج المكالمة الهاتفية التي أجراها وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، مع وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، حيث تباحثا، وفقا لبيان صادر عن الخارجية الروسية، قضية الصحراء المغربية. وأشار المصدر ذاته إلى أن بوقادوم ولافروف "أكدا بشكل خاص خلال هذه المكالمة الهاتفية على الحاجة إلى حل هذا النزاع، الذي يعد من أقدم النزاعات في إفريقيا، في إطار القانون الدولي المعترف به عالميًا". وقبل هذه المكالمة الهاتفية، التقى في ال 25 يناير الجاري، في أديس أبابا، مفوض السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي، الجزائري إسماعيل شرقي، بالسفير الروسي في إثيوبيا يفغيني تيريكين، حيث كان النزاع الإقليمي المصطنع حول مغربية الصحراء ضمن نقاط المباحثات. وخلا هذا الأسبوع، أيضا، أجرت مجلة "الحوار"، الناطقة بالعربية مقابلة مع سفير موسكو في الجزائر إيغور بيلييف، حيث طغت بطبيعة الحال، المواضيع المتعلقة بالتأخير في تعيين مبعوث جديد للأمين العام للأمم المتحدة الى الصحراء،وعملية الجيش المغربي في الكركرات، واعتراف الولاياتالمتحدة بمغربية الصحراء، على باقي القضايا والمواضيع التي تهم العلاقات الجزائرية الروسية. هذا "الضغط" الجزائري على روسيا، العضو الدائم في مجلس الأمن، اتضح بشكل جلي بعد فشل جنوب إفريقيا التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن في إقناع أعضاء المجلس بإصدار قرار يدين الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء. كما أن التخوف الجزائري، والسعي الدائم الى الاستنجاد بموسكو، مرده أيضا الى دعم العديد من المداخلات بمجلس الأمن لموقف الولاياتالمتحدةالأمريكية بخصوص مبادرة الحكم الذاتي، علاوة على أن الجزائر تضغط من أجل تعيين مبعوث أممي جديد إلى الصحراء في أسرع وقت ممكن، وذلك بعد المكاسب التي حققها المغرب في قضية الصحراء، منذ تحرير معبر الكركرات، ووصولاً إلى القرار الأمريكي الذي شكل صدمة لدى داعمي ميليشيات البوليساريو، وحاضنتهم الجزائر.