قام وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، بالاتصال بالممثل الخاص للرئيس الروسي المكلف بالشرق الأوسط وإفريقيا، نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، للتداول في مسألة النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية وما جرى في جلسة مجلس الأمن الأخيرة. وكشفت الخارجية الروسية، في بيان على موقعها الرسمي، أن الاتصال الهاتفي تمحور أساساً حول تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بنزاع الصحراء المغربية. ويأتي التحرك الجزائري بعد الجلسة التي عقدها مجلس الأمن، خلال الأسبوع الجاري، بطلب من ألمانيا، حيث عرضت الولاياتالمتحدةالأمريكية، لأول مرة، وجاهة ودقة الإعلان الأمريكي الصادر في 10 دجنبر الجاري، الذي يعترف بسيادة المغرب التامة والكاملة على صحرائه. وبرز التخوف الجزائري، وفق مصادر متطابقة، بعدما دعمت العديد من المداخلات بمجلس الأمن موقف الولاياتالمتحدةالأمريكية بخصوص مبادرة الحكم الذاتي، وهي الرسائل التي التقطها جنرالات الجزائر ليسارعوا إلى الاستنجاد بموسكو، أكبر حليف دولي للجزائر. وتضغط الجزائر من أجل تعيين مبعوث أممي جديد إلى الصحراء في أسرع وقت ممكن، وذلك بعد الدينامية الإيجابية وغير المسبوقة التي شهدتها الأقاليم الجنوبية منذ تحرير معبر الكركرات، ووصولاً إلى القرار الأمريكي الذي شكل صدمة لدى داعمي ميليشيات البوليساريو. وأثارت تصريحات السفير الأمريكي المعتمد لدى المملكة المغربية، دايفيد فيشر، صدمة لدى من كانوا يروجون أن الإدارة الأمريكيةالجديدة بقيادة جو بايدن ستتجاهل قرارات دونالد ترامب بخصوص مغربية الصحراء وقنصلية الداخلة. وتناقلت وسائل إعلام جزائرية، من بينها صحيفة “الشروق”، مضامين تصريحات السفير الأمريكي وتأكيده أن اعتراف ترامب بمغربية الصحراء سيظل قائماً مع الإدارة الأمريكية المقبلة. وكانت صحيفة “جون أفريك” كشفت أن النظام الجزائري يعوّل على لوبي أمريكي يعمل لحسابه من أجل دفع الإدارة الأمريكية إلى التراجع عن موقف دونالد ترامب، القاضي بالاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء وفتح قنصلية بالداخلة. واستغرب السفير فيشر من بعض التحليلات التي تحدثت عن إمكانية تراجع الرئيس المقبل جو بايدن عن قرارات الرئيس ترامب بخصوص مغربية الصحراء، وقال إن العلاقات بين المغرب وأمريكا قديمة منذ عام 1777 من خلال الديمقراطيين والجمهوريين، وشدد على أن القرار الرئاسي لترامب "سيظل قائما، وستكون لدينا علاقة اقتصادية دافئة ورائعة، سواء من خلال الإدارة الجمهورية أو الديمقراطية". وشرعت واشنطن عملياً في تنزيل قرارات الرئيس ترامب، إذ وافقت وزارة الخارجية الأمريكية، أمس الخميس، على إجراءات بدء إنشاء قنصلية أمريكية في مدينة الداخلة، وهو ما يعكس التزام الإدارة الأمريكية بمضامين التصريح المشترك الذي جرى توقيعه بين الرباطوواشنطن وتل أبيب.