تتجه أنظار العالم إلى التغييرات التي يُمكن أن يقوم بها رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية الجديد، جو بايدن، في الملفات الخارجية لبلاده، وخصوصا في العلاقات مع الصين وكوريا الشمالية وإيران ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويُتابع صناع القرار مسار السياسة الخارجية للولايات المتحدةالأمريكية في ظل عودة الديمقراطيين إلى البيت الأبيض، ومعلوم أنه في فترة حكم الديمقراطيين شهدت العلاقات بين الرباطوواشنطن توترات بين الفينة والأخرى بسبب ملف الصحراء، في وقت تحسنت فيه هذه العلاقة بشكل كبير خلال فترة الجمهوري دونالد ترامب. ومنذ انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدةالأمريكية تغيرت كثيراً لغة قرارات مجلس الأمن الدولي بخصوص نزاع الصحراء، وهي القرارات التي تعد مسودتها أمريكا؛ إذ تم خلال هذه المرحلة الإقرار بأن نزاع الصحراء نزاع إقليمي، والإشارة تحديداً إلى دور الجزائر، بالإضافة إلى استبعاد قرارات مجلس الأمن الصادرة في عهد ترامب لأي إشارة إلى خيار الاستفتاء في الصحراء. وأكدت ميزانيات قوانين المالية خلال حكم ترامب على سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، من خلال الإقرار بأن اعتمادات التعاون المخصصة للمغرب يمكن استخدامها أيضا للمساعدة في الصحراء المغربية، وعلى قدم المساواة مع باقي جهات المملكة. ولم ترضخ الإدارة الأمريكية خلال عهد الرئيس دونالد ترامب للضغوط التي مارسها مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، الذي كان يدعم إجراء الاستفتاء بالصحراء، ويعتبر "صديقاً" لجبهة البوليساريو. ويرى مراقبون أنه باستثناء فترة الرئيس بيل كلينتون، الذي تربطه علاقات صداقة مع المغرب، فإن أغلب المشاكل بشأن ملف الصحراء وقعت إبان حكم الديمقراطيين، وخصوصا في ما يتعلق ببعثة المينورسو ومشاريع قوانين مجلس الأمن ذات الصلة. وحاولت إدارة الرئيس الديمقراطي باراك أوباما سنة 2013 توسيع صلاحيات بعثة المينورسو بالصحراء المغربية لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، لكن بلاغا للديوان الملكي حينها أعلن بشكل واضح رفض المملكة للمسودة التي أعدتها واشنطن. في مقابل ذلك، يؤكد مراقبون أن العلاقات طويلة الأمد بين الرباطوواشنطن باتت استراتيجية على كافة المستويات ولا يمكنها أن تتأثر بتغير رؤساء الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهو ما عبر عنه سفير واشنطنبالرباط دايفيد فيشر، في حوار سابق مع هسبريس؛ إذ أكد أن العلاقات بين واشنطنوالرباط هي الأقوى على الإطلاق اليوم ولا مثيل لها. بايدن في المغرب في خطاب ألقاه بمناسبة انعقاد القمة العالمية لريادة الأعمال بمراكش سنة 2014 عندما كان نائبا للرئيس باراك أوباما، أكد جو بايدن على العلاقات الخاصة بين المغرب وأمريكا، وقال في هذا الصدد: ما لا يفهمه كثير من الناس أن المغرب له مكانة خاصة في قلب الأمريكيين. المغرب أول دولة في العالم اعترفت باستقلال أمريكيا منذ 270 سنة، في دجنبر 1777، جئت لكي أشكركم على هذا الاعتراف". وخلال استقباله من قبل الملك محمد السادس بالقصر الملكي بفاس في نونبر 2014، أكد نائب الرئيس الأميركي حينها جو بايدن على أهمية تنصيص بيان نونبر 2013 المشترك بين الولاياتالمتحدة والمغرب على حلّ نزاع الصحراء، مثنيا على جدية مقترح الحكم الذاتي. وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية أصدرت بياناً في أعقاب لقاء القمة بالبيت الأبيض بين الملك محمد السادس والرئيس الأمريكي باراك أوباما، أكدت من خلاله أن المخطط المغربي للحكم الذاتي بالصحراء "جدي وواقعي وذو مصداقية"، ويمثل "مقاربة ممكنة من شأنها تلبية تطلعات ساكنة الصحراء إلى تدبير شؤونها الخاصة في إطار من السلم والكرامة".