بغية الإساءة للوحدة الترابية للمملكة، ولخطوة إعادة استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وتل أبيب، أججت قطر علماء ومفكرين وأكاديميين مغاربة برئاسة أحمد الريسوني لمعاداة المملكة المغربية عبر ذراعها الديني ممثلا في "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" بقيادة عرابه أحمد الريسوني، المقيم في الدوحة، والمستفيد من أموال النظام القطري. وتناست الدوحة و معها هذا الاتحاد، الذي ينفث سم الكراهية الزعاف في بلاغاته وبياناته، وعرائضه التحريضية ضد سيادة وقرارات البلدان، أن وظيفة عالم الدين هي تعريف الناس بأصول العقدية والدين والعمران، ولا يتدخل في السياسة، بل والسعي نحو الوحدة والتفرقة، لا سيما أن إعادة استئناف المغرب لعلاقاته مع اسرائيل يرتبط بتقديرات وتقييمات سياسية واستراتيجية عديدة لا تدخل مطلقا في نطاق عملهم. وتروم قطر من خلال هذه الخطوة تأليب الموقعين على العريضة ضد مؤسسات المغرب السيادية، ودفعهم الى مهاجمة المملكة المغربية ببيانات وبلاغات كما هو دأب الاتحاد، الذي يتخذ من قطر مقرا له، والذي يتمرغ أغلب المنتمين اليه في نعيم "نظام الحمدين" مقابل تنفيذ وقيادة أجندات تخريبية في الوطن العربي، وشق صفوف الالتحام الوطني في عدد من الأقطار العربية كما تحاول جاهدة اليوم في المغرب من خلال الركوب على القضية الفلسطينية. وتعمل قطر جاهدة على تغليف مساعيها السياسوية المقيتة و الدنيئة بزي الأخلاق، والتدين، والدين من خلال "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، الذي يضم في صفوفه أسماء لها سوابق في الدعوة والتحريض على التطرف والعنف والكراهية، بعقل وتراث فقهي جامد غير قادر على وزن الأمور بسياقها ومآلاتها. وتجر قطر وراءها سجلا حافلا بالمتاجرة بالقضية الفلسطينية، وبمعاناة الفلسطينيين، مختبئة وراء شعارات الطهرانية، و معاداة "التطبيع"، اذ يأبى النظام القطري إلا أن يكون كما هو، يرفض أن يتغير أو يتبدل، و يصرّ على سلوك الطريق الوعر المشبوه. والنتيجة هو ضبط هذا النظام متلبسا بالإرهاب والعلاقات السرية مع إسرائيل، والارتهان للخارج القريب والبعيد، والتآمر على الأشقاء والمقربين من البلدان العربية، كما هو الحال اليوم مع المملكة المغربية، التي لا دخل لأحد في قراراتها السيادية. و سبق أن كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية في تقرير مطول، قبل أسابيع أن قطر تنتهج أسلوب الخداع في التصريح بعلاقاتها مع إسرائيل التي امتدت على مدار سنوات، حيث أعرب مسؤولون فلسطينيون عن قلقهم من توجه قطر نحو "تطبيع" علاقاتها مع إسرائيل، مؤكدين أن " مثل هذه الخطوة ستسهل تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، المعروفة أيضًا باسم "صفقة القرن". كما تحاول قطر بعد قرار المغرب السيادي والتاريخي بإعادة استئناف علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل، تقديم نفسها بمثابة طرف لا يتعامل مع إسرائيل، كما لا تتوانى عن المزايدة على دول أخرى تقيمُ علاقات مع إسرائيل، علما بأن تقارير استخباراتية أمريكية تتحدث عن لجوء الدوحة سرًا إلى خدمات التقنية والأمن المقدمة من قبل شركات إسرائيلية. هذا التعاون القطري الإسرائيلي برز مؤخرا إلى الواجهة، بعدما احتدم نزاع قانوني في إسرائيل بشأن عقد حول توفير خدمة الأمن لمونديال كرة القدم الذي يرتقب أن يقام في الإمارة الصغيرة سنة 2022. وبعد كل هذه المعطيات، تأتي الدوحة عبر "الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين" الواجهة السياسية لتنظيم الاخوان بقيادة عرابه المقيم في الدوحة، والمستفيد من أموال "نظام الحمدين" أحمد الريسوني، لتعطي الدروس للمملكة المغربية، التي تتخذ قراراتها عن قناعة و صدق مع الذات وبمنهج الرشد والاتزان في القول والفعل، كما أكد على ذلك جلالة الملك محمد السادس في عدد من المحطات. أما البنية التي لجأت اليها قطر لمعاداة المغرب بعد قراره التاريخي اعادة استئناف علاقاته مع إسرائيل، فهو "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين (الواجهة السياسية لتنظيم الإخوان)، ومقره قطر، الذي يحاول عبر قياداته الاخوانية الإيهام عبر فتاوى وتصريحات بأن نظام الحمدين من الداعمين والمناصرين للقضية الفلسطينية. ويؤكد مراقبون أنه في الوقت الذي يهاجم فيه الاتحاد الإخواني إعادة استئناف العلاقات والاتصالات بين المغرب وإسرائيل عبر عريضة، تغافل أن دولة قطر التي تحتضن وتأوي الاتحاد وقياداته، تربطها بتل أبيب علاقات قوية تعود لعام 1995. واستهلت الدوحة علاقاتها مع تل أبيب عقب مؤتمر مدريد، حيث كان أول لقاء قطري إسرائيلي بين حمد بن خليفة آل ثان وشيمون بيريز حيث كان رئيسا للوزراء حينها عام 1996. وخلال زيارة بيريز للدوحة، جرى افتتاح المكتب التجاري الإسرائيلي، وتوقيع اتفاقيات تصدير الغاز القطري إلى إسرائيل، ثم إنشاء بورصة الغاز القطرية في تل أبيب. وعلى مدار سنوات طويلة، اشتكت السلطة الفلسطينية مراراً وتكراراً من الاتصالات التي تجريها قطر مع إسرائيل وحركة حماس، كما أن تصريحات رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني، وقبله يوسف القرضاوي، ظاهرها الغيرة على القدس الشريف والقضية الفلسطينية، لكن في حقيقتها توظيف الدين لأغراض سياسية، وخدمة أجندات معينة.