في ظل تضارب الأنباء حول الاسم الذي سيشغل منصب رئيس البرلمان الإيراني الجديد بعد انتخابات يوم الجمعة المقبلة، تعززت فرصة محمد باقر قاليباف البالغ من العمر ثمانية وخمسين عامًا، باعتباره قائدا سابقا للقوات الجوية للحرس الثوري، وقائداً حربياً مخضرماً، فضلًا عن كونه رئيساً للشرطة الوطنية. غير أن فرصة نجاح قاليباف تتوقف على كسب ثقة المتشددين، الذين عانوا كثيراً للتوصل إلى توافق في الآراء، بشأن قائمة واحدة لمرشحي طهران، ولا تزال القائمة تتسع لأسماء مرشحين يمكن إضافتهم خلال الأشهر المقبلة. ويشك البعض، في أن البرلمان قادر على إحداث التغيير اللازم، إذ يحدد خامنئي والحرس الثوري الاتجاه العام للبلاد، من خلال السيطرة على وسائل الإعلام والقوات المسلحة وأجهزة المخابرات ومعظم الموارد المالية. هذا وسيختبر التصويت لعضوية المجلس المكون من 290 مقعداً دعم الشارع الإيراني للمؤسسة الدينية، وهو المجلس الأول منذ انسحاب واشنطن من معاهدة نووية دولية مع إيران، وإعادة فرض العقوبات عليها. هذا و حاول قاليباف، قبيل الانتخابات، كسب الناخبين من أصحاب الدخول المتوسطة والضعيفة، من خلال التركيز على المصاعب الاقتصادية الناجمة إلى حد كبير عن العقوبات الأمريكية، فضلاً على التركيز على معالجة المصالح الخاصة، يأتي هذا بعد انسحابه من انتخابات رئاسية سابقة لتجنب تقسيم الأصوات المتشددة. و ينظر المحللون إلى خامنئي، الذي تتعرض قبضته على السلطة لضغوط متزايدة من واشنطن، وتزايد السخط داخليا، على أنه يعتمد على المتشددين أو كما يطلق عليهم "الصقور الأمنية"، مثل قاليباف، لتشكيل برلمان مخلص ومتوافق، هذا وضمن مجلس صيانة الدستور، وهو هيئة متشددة تقوم بفحص المرشحين أن الغالبية ستكون من الموالين لخامنئي، من خلال إبعاد الإصلاحيين. و على الرغم من ذلك، لا يزال العديد من الناخبين في طهران ينظرون إليه كشخصية لها تأثير ويأتي على رأس قائمة المرشحين المتشددين لمقاعد البرلمان الثلاثين، كمرشح يمكنه إنجاز المهمة بنجاح. المصدر: الدار وكالات