رفعت الولاياتالمتحدةالأمريكية، مؤخرا، السرية عن مجلدات من الوثائق والمتضمنة لسجل شامل ودقيق من الأوراق الرئاسية، سواء المحفوظة في مكتبة ريغان أو مكاتب البيت الأبيض ووزارة الخارجية والوكالات الفيدرالية الأخرى، بما فيها مجلس الأمن القومي ووكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الدفاع وهيئة الأركان المشتركة. ورفعت السرية عن معظم المصادر الخاصة بالسياسة الخارجية والنشاط الدبلوماسي لحكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال تلك الفترة، حيث يتعلق الأمر بالمجلدات التي بدأ رفع السرية عنها سنة 2017 واكتمل في 2023 علما بأن 11 وثيقة حجبت بالكامل فيما حذفت بعض الفقرات من 20 وثيقة تقريبا مقابل عمليات شطب طفيفة طالت أزيد من 40 وثيقة.
ويوثق الفصل الأخير من هذا الأرشيف، سياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية تجاه قضية الصحراء المغربية، حيث حاولت إدارة ريغان مثل سابقاتها إنهاء الحرب في المنطقة.
ومن بين الوثائق التي تم رفع السرية عنها برقية من السفارة الأمريكية في الرباط لوزارة الخارجية والسفارة في تركيا بتاريخ 5 دجنبر 1985. وفي ما يلي أهم ما ورد في هذه البرقية:
"كان من الجدير بالملاحظة أن الملك الحسن الثاني لم يشر ولو مرة واحدة إلى احتياجات المغرب لمعدات عسكرية إضافية لاستخدامها في الصحراء.
وبدلا من ذلك، وبما يتوافق مع التصريحات التي أدلى بها للأدميرال إنمان قبل يومين، بدا أن الملك يضع كل آماله على النفوذ الدبلوماسي، أي على نتيجة إيجابية لمحادثاته المتوقعة مع الرئيس الشاذلي.
أبدى الملك الحسن الثاني تفاؤله بشأن ذلك الاجتماع والنتائج الإيجابية التي ستنجم عنه. وخلال جولته مع وزير الدفاع الأمريكي كاسبار وينبيرغر، أفصح مرارا وتكرارا عن أسرار كانت مفاجئة أمام هذا الحضور الكبير.
وكونه فعل ذلك هو دليل على العلاقة الوثيقة المتزايدة، ولكن المتكتمة، التي يسعى إلى إقامتها مع الولاياتالمتحدة.
إن مزاج الحسن الثاني الحالي مطمئن إلى نفسه، سواء في ما يتعلق بالصحراء أو بالشؤون العربية البينية، بحيث أنه، كما أشار مرارا، يتطلع كثيرا إلى لقاء الرئيس ريغان بمناسبة "زيارة العمل" التي سيقوم بها الملك إلى الولاياتالمتحدة، والتي من المفترض أن تتم في يناير".