في حدث استثنائي يضج بالدلالات، ظهرت الجزائر معزولة تماما خلال انعقاد جلسة مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، مساء الخميس 31 أكتوبر، للتصويت على قرار أعدته الولاياتالمتحدةالأمريكية بشأن قضية الصحراء المغربية، عندما أسقط الأعضاء، على رأسهم أمريكا وفرنسا والصين، التعديلات التي تقدمت بها الجارة الشرقية على مشروع القرار.
القرار الجديد الذي يمدد بعثة الأممالمتحدة في الصحراء لسنة إضافية مع دعوة الأطراف المعنية، بمن فيها الجزائر، إلى استئناف جولات الموائد المستديرة باعتبارها الإطار الوحيد والأوحد للتوصل إلى حل سياسي بخصوص هذا النزاع الإقليمي؛ حصل على 12 صوتا، مقابل امتناع عضوين اثنين، بينما اختار ممثل الجزائر الانسحاب كليا من جلسة التصويت.
خطوة الانسحاب الفردي للجار الشرقي من جلسة التصويت، تحيل على أن الجزائر "دولة تعيش في وهم أحادي وفي زمن استثنائي"، يقول أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات، مشيرا إلى أنها "تعتقد أن وزنها أكبر مما هو عليه الأمر حقيقة على المستوى الدولي، فجاءت نتائج مجلس الأمن لتوضح حقيقة الأمر: أنها معزولة".
وأوضح الشيات ل"الأيام 24″ أن "عضوية الجزائر كدولة غير دائمة في مجلس الأمن هو وجود أملاه تناوب زمني ومجالي بين الدول في الأممالمتحدة، ولا يتعلق باعتبارات ترتبط بقوة الدول أو بمعيار آخر"، مضيفا أن "إدخال تعديلات على مشروع قرار صاغته الولاياتالمتحدةالأمريكية يعكس محاولة للتناطح مع قوة عالمية أكبر منها بكثير، باءت بالفشل في نهاية المطاف".
ويرى أستاذ القانون الدولي في عدم تصويت روسيا على مقترحات الجزائر المذكورة، "تأكيد على أن جارة المغرب لا تملك أي قوة أو إمكانات تجعلها تتحالف مع قوة أخرى في العالم"، مشددا على أنها في وقت تدعي فيه الدفاع عن الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن وتدعم جهود الأمم، ترفض في الن ذاته الانخراط في الآليات القانونية والاستراتيجية التي تحكم عمل جهاز مثل هيئة مجلس الأمن.