طالب الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء بالحكم بالإعدام على "ولد الفشوش"، المتهم الرئيسي بقتل الشاب بدر، نتيجة جناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، كما طالب بالإعدام للمتهم الذي اعترف في جلسة سابقة أنه هو من كان يقود السيارة لحظة دهس الشاب بدر وليس "أشرف. ص".
وقال ممثل الحق العام، خلال مرافعته: "بدر له قاتلان، من قام بقتله بفعله ومن قام بقتله باعترافه أمام هيأتكم الموقرة، محاولا تضليلها بكلام متذبذب"، مضيفا، أنه سبق وقام المتهم" أشرف.ص" بقتل شخص آخر دهسا بالسيارة وسجلت القضية على أنها حادثة سير. كما قام بمحاولة دهس سيدة في طريق مراكش بسبب مشكل بينها وبينه، حول أحقية استعمال الطريق، وهو ما اعترف به المتهم "س الكوتش"، وذلك بعد عملية دهس بدر والهرب من موقع الجريمة.
واعتبر الوكيل العام هذه الجريمة من أبشع الجرائم، مؤكدا أن ظروف التشديد في جريمة القتل العمد تحمل عقوبتين لا ثالث لهما، المؤبد عن القتل العمد وفي حالة وجود ظروف التشديد، وهو الإصرار والترصد، وهناك ظرف اخر موجب للتشديد وهو، حسب الفصل371، وجود ازهاق الروح بفعل فاعل متعمدا حصول هاته النتيجة.
وأشار الوكيل العام للملك إلى قيام المتهم بصدم بدر بولجواهل بالسيارة وسحله مسافة طويلة، مستندا على التقرير الطبي لجثة الضحية، والذي خلص إلى أن الموت كان نتيجة نزيف داخلي بالرأس وصدمة بالجمجمة مع وجود كسر بالكتف الأيمن والترقوة والضلوع وفقرات العمود الفقري مع سحل الظهر كاملا، مؤكدا قيام القصد الجنائي.
وأضاف أن ذلك يتضح جليا من خلال التقرير الطبي الذي يظهر ان نية ازهاق الروح ثابتة، مع توفر القصد الجنائي الخاص في هذه القضية، مع وجود عنصر سبق الإصرار والترصد وهو العزم المصمم على الإيذاء وهو ظرف من ظروف التشديد.
وتناول ممثل النيابة العامة الوقائع والأدلة بالتحليل، ليظهر توافر ظروف التشديد في هذه القضية، منها عنصر الإصرار والترصد، المسبوق بالتفكير والتدبر. باعتبار ما تم بسطه من وقائع حدثت في ازمنة متباعدة، منحت المتهم الرئيسي الوقت الكافي للتراجع عن قراره دهس وسحل الضحية ومرافقيه بواسطة السيارة، بدل الخروج من المخرج المخصص للمطعم، مع القيام بتغيير لوحة ترقيم السيارة حتى لا يتم الوصول إلى هويتها".
ولفت ممثل النيابة العامة الى ان المشرع في الفصل الجنائي 137 ، أكد على ان السكر وتناول المخدرات لا ينفي او يلغي المسؤولية الجنائية، وهو ما قام به الجناة، قبل اقدامهم على افعالهم البشعة التي انتهت بإزهاق روح طيبة، أنهوا معها أحلامه وأحلام أسرته، وحرموا الوطن من طاقة علمية فذة ذو أخلاق عالية، دفعته غيرته على بنات بلده الى الدفاع عنهن، وتقديم حياته ثمنا لدفاعه عن مبادئ اخلاقية اقبرها الجناة بفعلهم الجرمي الشنيع
وقال الوكيل العام :"روح بدر الطاهرة معلقة بين السماء و الأرض لحين بت المحكمة و محاسبة المجرمين لأنها تتقمص دور الله فوق الأرض لحين الحساب الإلهي" معبرا عن استيائه وامتعاضه في كل مرة يشاهد فيها فيديو الاعتداء، متسائلا :"كيف لبشر ان يقترف مثل هذا الاعتداء الشنيع فهذا لا يستسيغه العقل السليم.
واعتبر الوكيل العام شريط الفيديو بمثابة دليل علمي ينطق بالحقيقة عند كل تفصيلة اعتداء قام بها المتهمون والتي زكتها اعترافات الجناة، بالإضافة إلى الوقائع وتسلسلها المنطقي ومع وجود أدلة علمية تؤكد تورط "اشرف ص" ومن معه بالقتل المتعمد مع سبق الإصرار والترصد.
موضحا ان هذه التفاصيل تتوافق مع كل المتابعات التي سطرتها النيابة في حقهم، ليبقى موضوع من كان سائقا نقطة خلاف بين متهمين، وللمحكمة الموقرة ترتيب الآثار القانونية على المتهم الذي غير أقواله في إشارة لرياض بعد اعترافه انه من كان يسوق السيارة لحظة ارتكاب الجريمة.
والتمس ممثل الحق العام حكم الإعدام للقاتل الفعلي والقاتل باعترافه ومعاقبته كمشارك في جناية القتل العمد مع سبق الإصرار ، مع معاقبة باقي المتهمين كل بحسب المنسوب إليهم، مشددا على أن الاثبات في نازلة الحال يبقى اثباتا لا يمكن أن تتسرب إليه ذرة شك.
وقرر قاضي الجلسة علي الطرشي تأجيل النظر في قضية مقتل الطالب بدر بولجواهل دهسا بمرآب أحد مطاعم الوجبات السريعة بكورنيش عين الذئاب الى الثلاثاء المقبل لاستكمال المرافعات.