واصلت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، زوال اليوم الثلاثاء، الاستماع إلى المتهم الرابع في ملف مقتل الطالب بدر بولجواهل صيف السنة الماضية بعين الذئاب، حيث صرح أنه تلقى عرضا من "أ.ص"عن طريق سجينين ليغير أقواله أمام الهيئة.
وأكد المتهم " ع.ز " أمام المحكمة أن المتهم الرئيسي " أ.ص " لا يمكنه السماح لأي أحد بقيادة أو استعارة سيارته، الشيء الذي يفند كل تصريحات المتهم الملقب ب "الديدي" والذي غير أقواله الجلسة الفارطة، مؤكدا أنه هو من كان يتولى السياقة خلال واقعة دهس الشاب بدر بولجواهل بدل المتهم الرئيسي.
وكشف المتهم الرابع خلال جلسة الاستماع له، أن المتهم الرئيسي لم يترك لهم فرصة الحديث معه أو معرفة مايفكر فيه حينها قبل واقعة الدهس، موضحا: "لم نكن نعرف ما يريد القيام به"، مضيفا أن المتهم الرئيسي ساومه داخل السجن عن طريق سجينين بالسجن مقابل مبالغ مالية وطلب منه أن يغير أقواله وأن يقول إن المتهم الرئيسي " أ.ص " لم يكن يتولى قيادة السيارة لحظة واقعة دهس بدر.
وسأل القاضي الظنين كيف كانت حالة المتهم الرئيسي لحظة الواقعة، وهل كان أمامه طريق آخر للخروج ومغادرة المكان، فأجاب: "كان " أ.ص" عاديا وفي كامل قواه العقلية خلال الواقعة"، موضحا "أنه كان أمامهم مخرجا آخر للخروج بدل الذي سلكه المتهم الرئيسي لحظة دهس الضحية".
وفي معرض جوابه على سؤال ممثل الحق العام، عن تلقيه مبلغا ماليا لتغيير أقواله، أجاب المتهم ذاته بنعم، مضيفا أنه سمع أن متهما آخر تلقى عرضا مماثلا بغاية تبرئة المتهم الرئيسي في القضية.
وكشف المتهم نفسه في معرض جوابه عن أسئلة المحكمة أن عائلة الشاب أشرف عرضت المال على المتهم "الكوتش"، غير أنه لم يحدد من قدم العرض.
واضطرت المحكمة إلى إجراء مواجهة بين المتهم "ع.ز" والمتهم الرئيسي أشرف، بخصوص تقديم العرض المالي مقابل تغيير التصريحات، غير أن هذا الأخير نفى الأمر جملة وتفصيلا.
وقررت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء تأجيل النظر في القضية إلى غاية يوم الثلاثاء المقبل، لاستكمال الاستماع للمتهم الخامس وهو صهر المتهم الرئيسي ومن ثم بداية الاستماع لمرافعات الدفاع.
ويواجه المتهم الرئيسي تهما ثقيلة تصل عقوبتها إلى الإعدام بفعل ضلوعه في ارتكاب جناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، إذ لم يكتف بالتربص للضحية في مسرح الجريمة، بل عمد إلى الإيذاء العمدي والنية في تصفيته بعد دهسه بسيارته رباعية الدفع وتكرار العملية لإزهاق روحه، إضافة إلى تكوينه عصابة إجرامية بالاستعانة بخمسة أشخاص وقيامهم باستعمال أساليب العصابات بتحريض كلب شرس وإزالة لوحات ترقيم السيارة وسرقة هواتف المعتدى عليهم رفاق الراحل بدر.