أرجأت محكمة الاستئناف في مدينة الدارالبيضاء، مساء الثلاثاء، النظر في ملف جريمة قتل بدر، إلى الأسبوع المقبل لمواصلة مرافعات الدفاع. وشهدت جلسة اليوم تقديم مرافعة دفاع المطالبين بالحق المدني؛ حيث التمس دفاع أسرة الشاب بدر، الذي قتل دهسا الصيف الفائت من المحكمة القصاص مستدلا بآيات قرآنية في سورة النساء، وقال إن بدر ذنبه الوحيد يتجسد في محاولته قيد حياته منع سلوك غير أخلاقي يتمثل في التحرش بفتيات، غير أن عقابه كان الإهانة واللكم قبل القتل. وشدد المحامي عبد الجليل طوطو، الذي يمثل أسرة الهالك ضمن مرافعته، على أنه عاجز عن حصر الأضرار التي لحقت بالشاب بدر نظرا لهول وبشاعة الجريمة. وساق مثالا على ذلك، أن بدر بجريمة تصفيته حرم من تحقيق أحلامه وطموحاته وإتمام دراسته، إلى جانب حرمانه من أن يصبح زوجا وأبا وأن لا ينقطع رحمه من هذه الدنيا. وذكر المحامي نفسه، أن جميع المتهمين المتورطين في هذا الملف أكدوا أن المتهم الرئيسي "ولد الفشوش" أول من بادر في التحرش بالفتيات ولكم الضحية بالإضافة إلى نزع اللوحة الرقمية لسياراته ودهس الهالك . وأضاف المحامي "طوطو" أنه على الرغم من أن جميع الدلائل في الملف تشير إلى أن "ولد الفشوش "هو القاتل إلا أن الأخير سعى إلى زرع الشك والريبة. وأثناء مرافعتها، التمست النيابة العامة الإعدام للمتهم الرئيسي في قتل بدر، وقالت إن بدر شاب من خيرة شباب هذا الوطن، كان يتمتع قيد حياته بأخلاق وثقافة عالية. وخاطب ممثل النيابة العامة "ولد الفشوش"، قائلا، "ستؤدي ثمن من قتلت سابقا ومن قتلت حاليا" وأردف ضمن مرافعته أن الهالك ضحية شرذمة من المجرمين، وأن روحه تبقى معلقة بين السماء والأرض لحين محاسبة المحكمة هؤلاء المجرمين. وذكرت النيابة العامة "قيام المتهمين بضرب وسحل الضحية، إلى جانب ما خلص إليه التقرير الطبي الشرعي المجرى على الجثة، بأن الوفاة كانت نتيجة صدمة بالجمجمة مع نزيف دماغي وكسر الضلع الأيمن وكدمات في كل الضلوع وفقرات العمود الفقري". وشددت على أن هذا يؤكد "الإصرار والسبق لهذه النتيجة وهي إزهاق الروح، وتكون من الوقائع ما يكفي لقيام القصد الجنائي بجريمة قتل الضحية بدر". وأشار إلى أن "المتهمين وسائق السيارة عوض الخروج من المخرج المخصص للمطعم، فقد قفلوا راجعين إلى موقع النزال حيث كان بدر مغمى عليه في الأرض، وهذا التدبر والتفكير قبل ارتكاب فعل الاعتداء كان من خلال وقائع محددة". وسجل الوكيل العام أن ما يؤكد التدبر والتفكير في ارتكاب الجريمة ويقوم معه عنصر سبق الإصرار هو أنه المتهم الرئيسي كان يعلم الفعل الذي سيقوم به ونتيجته الوخيمة، إذ تم القيام بإخفاء هوية السيارة لعدم الوصول إليه. وأشار ممثل الحق العام إلى أن أي شخص سوي شاهد شريط الفيديو الذي يوثق الجريمة سيصدم من هول خطورته، وقال إنه في كل مرة يشاهده فيها ينتابه الإحساس ذاته الذي انتابه لحظة مشاهدته للمرة الأولى. وعرج الوكيل العام على تصريح "ولد الفشوش" أمام المحكمة بكونه لا يذكر تفاصيل الجريمة لأنه كان مخمورا، وشددت النيابة العامة في هذا السياق، على أن المشرع المغربي ينص على أن السكر لا ينفي مسؤولية ما حدث كما أنه لا يفلت من العقاب. وأضاف المصدر نفسه أن السكر يبقى عنصر تشديد المتهمين باستثناء "ا.س" استهلكوا الخمر والمخدرات وقرروا ازهاق روح بدر. واعتبرت النيابة العامة أنه من غير ممكن قتل شخص لمجرد نزاع، وأبرز أن هذا دليل على أن "المتهمين مجرمين عتاة لم يترددوا في لكم الضحية وأسقطوه أرضا وسرقوه، ولكن كل هذا لم يكن كافيا بالنسبة لهم بل عادوا لدهس الشاب وقتله".