منذ التصريحات غير المسبوقة لوزير خارجية الجزائر، عبد القادر مساهل، والتي اتهم فيها المغرب بتبييض أموال "الحشيش"، وبعد الرد المغربي باستدعاء سفيرا البلدين لاستنكار ما صدر على لسان الوزير الجزائري، ما تزال الحكومة الجزائرية تطبق مبدأ الصمت ولم تصدر أي رد رسمي، في الوقت الذي اختارت فيه أسلوب الخطاب الدعائي عبر العديد من المنابر الإعلامية الجزائرية. وبلغة الزمن الدبلوماسي يرى مراقبون أن تأخر الجزائر في الرد على الرباط، يرجح فرضية أن تصريح مساهل كان مقصودا.
وفي هذا الصدد قال خالد الشكراوي، الأستاذ بمعهد الدراسات الإفريقية بالرباط، إننا يجب أن نكون واضحين في كون العلاقات المغربية الجزائرية سيئة ومتوترة منذ سنة 1963، وهناك بعض فترات الانفراج ،أهمها في عهد الشادلي، مضيفا أن الجزائر كدولة تقوم أساسا على ضرورة استمرار المغرب كعدو أساس لها، "لذلك كان من المنتظر أن تصمت الجزائر عن تصريحاتها".
وأضاف الشكراوي في تصريح ل"الأيام24" أن مسألة اتهام المغرب بالمخدرات تؤمن بها حكومة الجزائر وجزء من الشعب، وما قاله مساهل يقوله باقي المسؤولين في خطابهم ودعايتهم الموجهة إلى الشعب الجزائري،موضحا أن "التصريحات لن يتراجع عنها الجزائريون، خاصة أنهم قاموا بفضائح أكثر من هذه ولم يتراجعو".
وكشف الأستاذ الجامعي أن الخطاب السياسي الجزائري لم يكن أبدا متوازنا ومتزنا، ولا يجب أن نستغرب من مثل هذه التصريحات لأننا اعتدنا عليها، مشددا على أن الأسلوب الجزائري هو الضرب على الطاولة حتى مع الغرب، "والذي تغير هو أن الموقف المغربي لم يعد يستحمل ذلك وأصبح أقوى"، يختم المتحدث ذاته.