مباشرة بعد التصريحات "الغير اللائقة" لوزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل اتجاه المغرب و التي اتهم فيها البنوك المغربية و الخطوط الملكية المغربية للطيران بتبييض أموال الحشيش، هاجمت مجموعة من الوسائل الإعلامية الجزائرية مسؤولهم الوزاري. واعتبرت المنابر الإعلامية للجارة الشرقية تصريحات وزير خارجية بلادها بأنها تصريحات "غير مفهومة و غير لائقة"، واصفة إياها ب "كلام المافيا" و "البلطجية". أحد الصحفيين الجزائريين قال في برنامج تلفزيوني خصص لنقاش تصريحات مساهل، بأن الأخير مغربي الأصل كرئيس البلاد عبد العزيز بوتفليقة، مضيفا "كي يتنصل من أصوله هاجم المغرب… وعيب على من صفق على تصريحاته". ذات المتحدث ندد بتصريحات وزير خارجية بلاده اتجاه المغرب قائلا: "أنا أندد بهذه التصريحات، والشعب الجزائري يندد بها أيضا"، مؤكدا أن الجزائر تريد الاختباء وراء المغرب بعدما سجلت مجموعة من الإخفاقات على جميع المستويات. صحفي جزائري آخر وصف تصريحات وزير خارجية بلاده بأنها غير مسبوقة و غير متزنة، مضيفا "لا يجب على مسؤول كبير في الخارجية أن يلجئ إلى هذا الكلام البعيد كل البعد على الأعراف الدبلوماسية". قناة النهار الجزائرية أوضحت أن بهذا التصرف الصبياني لوزير خارجية الجزائر أدخل البلاد في أزمة جديدة مع المغرب يصعب الخروج منها. صحيفة الجزائر تايمز قالت إن حكومة بلادها تتكون مما سمتهم "ابن الحرام" وإنه بعدما استفاق الشعب و بدأ يستوعب أن خيرات بلاده تنهب من طرف المسؤولين الذي ينهجون سياسة التفقير اتجاه الشعب الجزائري، بدؤوا (المسؤولين) في إشعال فتيل الحرب الكلامية مع المغرب. وقالت الصحيفة إن الاقتصاد المغربي في تطور مستمر بدون غاز ولا بترول و لا حديد ولا ذهب، وإن الاقتصاد الجزائري في الحضيض و البلاد خُرّبت بسياسة التفقير للمسؤولين الجزائريين. وكان وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل قد اتهم في تصريحات أدلى بها خلال أشغال الجامعة الصيفية لمنتدى رؤساء المؤسسات الاقتصادية في بلاده، الجمعة، شركات وبنوك مغربية عاملة في إفريقيا بالعمل على تبييض أموال الحشيش. وقال مساهل، إن "المغرب يقوم بتبييض الأموال الناجمة عن الاتجار بالمخدرات، وهذا الكلام مؤسس، وأن العديد من القادة والزعماء الأفارقة يعرفون هذا الأمر ويقرون به"، وتابع "لا أحد يخيفنا، وإن شركات النقل المغربية التي تقوم برحلات نحو دول إفريقية لا تقوم فقط بنقل المسافرين". كلام وزير الخارجية جاء للرد على رجال الأعمال الجزائريين الذين اعتبروا أن المغرب نموذج يحتذى به فيما يتعلق بالاستثمار في القارة السمراء. وردت شركة الخطوط الملكية المغربية على التصريحات اللامسؤولة لوزير خارجية الجزائر، وهددت، على غرار الأبناء المغربية، بأنها ستستعمل كل السبل القانونية المتاحة لرد الاعتبار للشركة ولفرض احترام شرف 4 آلاف متعاون داخلها ول7 ملايين مسافر وضعوا ثقتهم فيها. من جانبه انتفض التجمع المهني لأبناك المغرب ضد ادعاءات وزير الخارجية الجزائري معتبرا أنها تدل على الجهل التام والفاضح بقواعد الحكامة والأخلاقيات التي تسير أنشطة الأبناك المغربية في العالم، و القارة الإفريقية.