عرفت الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء المنصرم، سجالا حادا بين السفيرين المغربي والجزائري حول الصحراء المغربية. وبعد أن ألقى السفير المغربي عمر هلال كلمة بلاده خلال المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة، طلب السفير الجزائري عمار بن جامع حق الرد للدفاع عن جبهة البوليساريو.
بدوره طلب السفير المغربي عمر هلال حق الرد على ما أدلى به نظيره الجزائري، قائلا: "لا يمكن للمرء أن يذرف دموع التماسيح ويهاجم في الوقت نفسه بلداً لا يزال يعيش مأساة".
وأضاف: "أنتم تعبّرون عن تضامنكم ودعمكم، لكنّكم في نفس الوقت تدسّون سمّكم، وتهينون الموتى، وتهينون المغاربة".
وشدّد السفير المغربي على أنّ "مبادرة الحكم الذاتي في إطار سيادة المغرب ووحدة أراضيه تظلّ السبيل الوحيد لطيّ صفحة هذا الصراع الإقليمي المفتعل".
وأكد هلال أن "المغرب موجود في صحرائه وسيبقى كذلك إلى انقضاء الدهر". تعليقا على هذا السجال قال الخبير في الشأن الصحراوي صبري الحو، أن المغرب في غنى عن جدال ومناكفات تصل حد اللجاجة. وأشار الحو في تصريح "للأيام24″، إلى أن المملكة في ملف نزاع الصحراء متقدمة، وتحتاج إلى الإستمرار في هذا النجاح وتحصينه، والبحث عن لمسة لإستصدار اشهاد دولي لإنهاء النزاع، وهو الهدف الذي لن تستطيع الوصول إليه بالمناكفات.
وأضاف المتحدث، أن المغرب بمثل هذه المرافعات، يظهر للعالم أن الجزائر طرف أساسي، بيد أن ذلك الآن أولوية، والعالم يعرف ذلك، حيث أن الأممالمتحدة تدعوها للحضور على أساس أنها طرف رئيسي.
وأكد المحامي والخبير في الشؤون الدولية، على حاجة المغرب إلى مرافعات مقنعة و مستمرة حول مبادرته بالحكم الذاتي، في شرعية حقوق المغرب التاريخية ورجحانها القانوني، وكذلك في مطابقتها للقانون الدولي، وفي ادماج الساكنة ومطالبتهم بتطبيقها وقبولهم بها، وأيضا في كونها عامل للتنمية والأمن والاستقرار.
وخلص صبري الحو، إلى أن المغرب ليس بحاجة إلى جدال يختزل النزاع في مبارزات ومناكفات بكلام حاد وسليط، يتجاوز حدود الاعتدال ومضيعة للوقت، ويسقط المغرب من حيث لا يدري في مصيدة وخطة الجزائر، التي تبحث عن فرصة للعودة وكبح سرعة المغرب.
واعتبر الحو، أنه مهما بلغ تفوق سفير المغرب على نظيره الجزائري، فإن العبرة بماذا تحقق من نتيجة على إثر هذا النزال.