تفجّر سجال حاد بين سفيري المغرب والجزائر بالأممالمتحدة، أمس الثلاثاء في نيويورك، حول قضية الصحراء، انطلقت شرارته عندما ألقى السفير الدائم لدى الأممالمتحدة عمر هلال كلمة باسم المملكة خلال المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة، ليطلب السفير الجزائري عمار بن جامع حق الرد، متهما نظيره ب"تحريف" كلام الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون. وقال السفير الجزائري تعقيبا على كلمة السفير عمر هلال: "لكل معسكره. نحن الجزائريين اخترنا معسكر العدالة وإنهاء الاستعمار والحرية وتقرير المصير وحقوق الإنسان"، مضيفا أن ما وصفه ب"الشعب الصحراوي" "ينتظر منذ ما يقرب من نصف قرن أن تحقق له الأممالمتحدة العدالة".
واحتج بن جامع على موقف المغرب الذي يعتبر جبهة "البوليساريو" "ميليشيا إرهابية"، قائلا: "كل القوى المهيمنة حاولت دوما شيطنة المقاومين والمناضلين في سبيل الحرية"، مقدما في الوقت نفسه تعازي بلاده للمغرب إثر الزلزال المدمر الذي ضرب بعض مناطق المملكة في الثامن من شتنبر الجاري، وهي التعزية التي وصفها عمر هلال ب"دموع التماسيح".
واعتبر هلال، الذي طلب بدوره بحق الرد على ما أدلى به نظيره الجزائري، أنه "لا يمكن للمرء أن يذرف دموع التماسيح ويهاجم في الوقت نفسه بلدا مايزال يعيش مأساة". وأضاف مخاطبا السفير الجزائري: "أنتم تعبرون عن تضامنكم ودعمكم، لكنكم في نفس الوقت تدسون سمكم، وتهينون الموتى وتهينون المغاربة". وختم السفير المغربي تعقيبه بالتشديد مرة أخرى على أن "مبادرة الحكم الذاتي في إطار سيادة المغرب ووحدة أراضيه تظل السبيل الوحيد لطي صفحة هذا الصراع الإقليمي المفتعل"، مؤكدا أن "المغرب موجود في صحرائه وسيبقى كذلك أبد الدهر".