Getty Images زادت شعبية سكالوني بشكل جنوني في الأرجنتين خلال الاستعداد لنهائيات كأس العالم 2022 بقطر بعد عام من اعتزاله كرة القدم، شعر ليونيل سكالوني بفراغ هائل من الصعب تجاهله، فقد افتقد الظهير السابق لنادي وست هام يونايتد كرة القدم لدرجة أنه كان على استعداد للتواصل مع مسؤولي نادي سون كاليو للهواة، والمجاور لمنزله في جزيرة مايوركا، ليخبرهم بأنه على استعداد للعمل مع الناشئين بالنادي إذا كان ذلك ممكنا!. وقد حدث ذلك بالفعل وتولى سكالوني تدريب الناشئين في نادي الهواة في عام 2016. وبعد إحدى الحصص التدريبية، سمع سكالوني بعض التقارير التي تشير إلى أن ليونيل ميسي قرر اعتزال اللعب الدولي مع منتخب الأرجنتين. لم يُصدق سكالوني ذلك، ونشر صورة لزميله السابق من المباراة النهائية لكأس أمم أمريكا الجنوبية (كوباأمريكا) مصحوبة برسالة يائسة تقول: "هذه الصورة تقول كل شيء... لا تذهب يا ليو". وبعد ست سنوات على ذلك، يستعد سكالوني لقيادة الأرجنتين في المباراة النهائية لكأس العالم أمام فرنسا، بعد أن تمكن حتى الآن من مساعدة ميسي على تقديم أفضل مستوياته على الإطلاق في كأس العالم، وبعد أن قاد راقصي التانغو للفوز بلقب كوباأمريكا في البرازيل عام 2021، منهيا بذلك سنوات عجاف دامت 28 عاما بدون الحصول على أي بطولة. ومنذ ذلك الحين، أصبح يُطلق على منتخب الأرجنتين اسم "لا سكالونيتا"، في إشارة إلى التأثير الهائل الذي أحدثه المدير الفني الشاب منذ توليه المسؤولية. والآن، أصبح المدير الفني البالغ من العمر 44 عاما هو الرجل الأكثر شعبية في البلاد. ووصل الأمر لدرجة تجديد عقد سكالوني مع المنتخب الأرجنتين حتى عام 2026، حتى قبل أن تبدأ منافسات كأس العالم. وكان مارسيلو بيلسا آخر مدير فني للأرجنتين يستمر في منصبه بعد كأس العالم في عام 2002. في الحقيقة، تعد هذه شهادة على شعبية سكالوني الهائلة، فهناك ثقة عمياء من الفريق بأكمله والجماهير في المدير الفني الشاب. وقال رودريغو دي بول، لاعب خط وسط أتلتيكو مدريد: "لو كانت الساعة العاشرة صباحا وأخبرنا سكالوني أننا بالليل، فهذا يعني أننا بالليل!" وعلى عكس ما كان يحدث في الماضي، ينظر ميسي ورفاقه الآن إلى غرفة خلع الملابس ليجدوا واحدا منهم هو من يتولى تدريبهم. والآن، يسعى لاعبو الأرجنتين للفوز بكأس العالم للمرة الأولى منذ عام 1986. يقول لاعب خط الوسط السابق لوتشو غونزاليس لبي بي سي: "لدينا طاقم تدريبي يضم سكالوني ولاعبي كرة قدم سابقين آخرين مثل بابلو أيمار وروبرتو أيالا ووالتر صامويل، الذين لديهم خبرات هائلة بقميص الأرجنتين، ويعرفون قيمته جيدا، وهم قادرون على تحقيق هذا الإنجاز". ويضيف: "ويمكنك أن ترى بوضوح شديد أن لدينا مجموعة من اللاعبين، الذين يعملون بسعادة عندما يجتمعون معا. لدينا أيضا أفضل لاعب في العالم، لكن الفريق يجعله يشعر بأنه بحالة جيدة ولا يعتمد عليه بمفرده، وهذا أمر مهم للغاية". * كأس العالم 2022: هل يعد ليونيل ميسي أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم؟ * كأس العالم 2022: عبقرية ميسي تقود الأرجنتين إلى نهائي كأس العالم Getty Images يضع عشاق المنتخب الأرجنتيني آمالا عريضة على ميسي لتكرار إنجاز مارادونا والفوز بكأس العالم للمرة الأولى منذ عام 1986 "سيذهب إلى كأس العالم للدراجات النارية، وليس كأس العالم لكرة القدم" زادت شعبية سكالوني بشكل جنوني في الأرجنتين خلال الاستعداد لنهائيات كأس العالم 2022 بقطر، لكن لم يكن أحد يتوقع ذلك على الإطلاق عندما عُين الرجل القادم من قرية بوجاتو الصغيرة في البداية كمدير مؤقت بعد مشوار الأرجنتين الكارثي في مونديال روسيا 2018. وكانت الانتقادات لسكالوني شديدة لدرجة أن الأسطورة دييغو مارادونا قال في ذلك الوقت إن كأس العالم الوحيد الذي يمكن أن يخوضه سكالوني هو كأس العالم للدراجات النارية، وليس لكرة القدم. استمع سكالوني إلى كل ذلك، لكنه حافظ على هدوئه وتواضعه وفضل عدم الرد. ولم يكن بإمكان سكالوني أن يجادل كثيرا بشأن افتقاره للخبرات اللازمة، نظرا لأن كل خبراته التدريبية كانت تتمثل في العمل كمساعد لخورخي سامباولي في إشبيلية ثم كمساعد معه أيضا مع المنتخب الوطني في روسيا. وقبل عامين فقط من الآن، كان سكالوني لا يزال يدرب الأطفال في نادي الحي الذي يقيم فيه!. يتذكر لوتشو ما حدث قائلا: "ذهبنا معا إلى كأس العالم 2006، لكن على الرغم من مسيرته الاستثنائية، لم أكن أتخيل أنه سينجح كمدير فني بهذا الشكل. من الطبيعي أن يتم التشكيك فيه في البداية، إذ لم تكن وسائل الإعلام تعرف الكثير عن قدراته، لكن اتضح أن الاعتماد عليه كان خطوة ذكية للغاية من جانب الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم". ويضيف: "أعتقد أن الوقت قد أظهر أنه إذا لم تركز كثيرا على النتائج المبكرة، فإن الأمور ستنجح. وقد نجحت بالفعل". ليس هناك طاولات منفصلة في "لا سكالونيتا" الإحساس السائد في الأرجنتين هو أن "لا سكالونيتا" تتمتع بقدر كبير للغاية من التعاون والجماعية، وهو الأمر الذي حدث وتطور على مدار عدة سنوات. فعندما احتفل لياندرو باريديس، لاعب خط وسط يوفنتوس، بعيد ميلاده في مدينة إيبيزا الإسبانية الصيف الماضي، سافر 13 لاعبا من لاعبي المنتخب الأرجنتيني للاحتفال معه. ويلتزم سكالوني بقاعدة ثابتة في معسكر المنتخب الأرجنتيني وهي أنه يجب أن يجلس جميع اللاعبين على نفس الطاولة حتى يتمكنوا من الحديث سويا والنظر في عيون بعضهم البعض. وبالتالي، لا عجب في أن هذه هي المرة الأولى منذ عام 2006 التي يؤمن فيها الأرجنتينيون حقا بأنهم قادرون على الفوز بكأس العالم. ولم يتغير هذا الاعتقاد حتى بعد الهزيمة المفاجئة أمام السعودية. يقول لوتشو: "في العادة لا يهم كيف تصل إلى هذه البطولات، لكن من الواضح أن الوصول إلى هذه البطولات كواحد من أقوى المرشحين لحصد اللقب وسط هذه الأجواء الرائعة يثير حماس وإثارة الجماهير". ويضيف: "إنها كأس عالم استثنائية، فهي الأولى لنا بدون مارادونا، الذي عشقه كل الأرجنتينيين - وخاصة أنا - لكن روحه ستظل دائما معنا في مثل هذه اللحظات. لكن ليس لدي شك في أنه يدعمنا من أعلى".