في الوقت الذي أعرب فيه مندوب ليبيا لدى الأممالمتحدة، طاهر السني، عن استغرابه من اختزال أزمة ليبيا في تعيين مبعوث جديد للأمين العام للأمم المتحدة، مشيرا في تغريدة له عبر حسابة بموقع "تويتر" أمس الثلاثاء ونقلها عنه الموقع الليبي "بوابة الوسط"، إلى أن نجاح أي مبعوث يرتبط بالتأثير الدولي وكواليس مجلس الأمن الدولي، خرجت حكومة الوحدة الوطنية بليبيا التي يرأسها عبدالحميد الدبيبة بموقف رافض لمقترح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريتس بتعيين الدبلوماسي السينغالي عبدالله باتيلي مبعوثاً أمميا إلى البلاد.
طاهر السني ورغم انحيازه للموقف الذي اتخذته الحكومة الليبية من المبعوث الجديد المرتقب أكد في نفس التغريدة أن ليبيا عرفت إرسال 8 مبعوثين حتى الآن ولم يتغير الحال حيث قال "8 مبعوثين والحال لم يتغير، فهل المشكلة فيهم؟ لم يمر علينا مبعوث إلا وانتقده الجميع، فهل كلهم سيئون؟ أم المشكلة في المنظومة الدولية؟ أم غياب الإرادة الوطنية؟"، مضيفا أن حكومة الوحدة الوطنية اعترضت على ترشيح السنغالي عبدالله باتيلي لمنصب المبعوث الأممي إلى ليبيا، ليس لشخص المرشح. وأضاف: "نحن نطمح لأن يكون المبعوث الجديد من أفريقيا، لكن الشخص يجب أن يكون مؤهلا أكثر"، وهو ما رد عليه الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، قائلا إن المنظمة "لم تعلن عن أي شخص بعد"، مشيرا إلى الصعوبات التي واجهتها لاختيار المبعوث نظرا لحالة الانقسام داخلها، لكن نفس الشخص عاد ليقول بأن الأممالمتحدة تسير بالسرعة الممكنة لاختيار رئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم لدى ليبيا، وستعلن اسمه بمجرد التوافق عليه، لافتا إلى التواصل المستمر بين الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، والسني بشأن هذه المسألة، لكنه عاد وقال إن عملية الاختيار "ليست قضية خاصة بليبيا".
وارتباطا بالموضوع تم أمس الأول الاثنين التداول في ترشيح الديبلوماسي السينغالي لتولي المهمة المناطقة به من طرف الأمين العام للأمم المتحدة داخل مجلس الأمن حيث لم يلق اقتراحه أي اعتراض من طرف أعضاء المجلس في انتظار إجراءات المصادقة عليه من طرف غوتيريتس لمباشرة مهامه، لكن خلفاً للسلوفاكي يان كوبيتش، فيما تعلل حكومة الدبيبة رفضها بسبب عدم التشاور معها على تكليفه، خاصة وأن الملف الليبي يحتاج إلى كفاءة خاصة، فيما نقلت قناة "ليبيا الأحرار" عن رئيس حكومة الوحدة الوطنية دعمه لتولي هذه المهمة من طرف وزير الخارجية الجزائري الأسبق صبري بوقادوم لقيادة الجهود الأممية القادمة لحل الأزمة الليبية.
يشار إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريتس رشح للمنصب، الوزير السنغالي السابق عبدالله باتيلي حيث لم يلق هذا الاختيار أي معارضة من الدول الأعضاء في مجلس الأمن، علما أن باتيلي كان وزيرا للبيئة في حكومة السنغال من عام 1993 إلى 1998، ووزيرا للطاقة من عام 2000 حتى 2001. كما عمل دبلوماسياً لدى الأممالمتحدة، وشغل منذ عام 2014 منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في وسط إفريقيا.