أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، مباحثات مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، يان كوبيش، بحسب ما أعلنت عنه البعثة الأممية للدعم في هذا البلد، الجمعة. وأوضحت البعثة، في بيان، أن هذه المحادثات تندرج في إطار سلسلة مشاورات يجريها، المبعوث الأممي، منذ يومين، مع كبار المسؤولين من الدول والمنظمات الإقليمية والدولية حول الشأن الليبي. وأضاف المصدر ذاته، أن كوبيش، وهو أيضا رئيس البعثة الأممية للدعم في ليبيا، أجرى، في هذا الإطار، اتصالات مع وزراء خارجية العديد من الدول، منها، على الخصوص، ألمانيا، والمملكة المتحدة، وروسيا، وتونس، ومصر، ومسؤولين بمنظمات دولية، مثل حلف شمال الأطلسي، والاتحاد الأوروبي، والجامعة العربية، وكذا مع عدد من المبعوثين والممثلين الدائمين لدى الأممالمتحدة بنيويورك وجنيف. وذكر بأن المسؤول الأممي واصل اتصالاته التمهيدية مع الفرقاء الليبيين، مشيدا بعملهم لتحقيق التقدم في الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية. وكان رئيس الوزراء الليبي المنتخب، عبد الحميد محمد الدبيبة، قد رحب، الخميس الماضي، عقب اتصال هاتفي مع بوريطة، بتأكيد المغرب مواصلة دعم المصالحة الوطنية بليبيا. وأعرب الدبيبة، الذي انتخب يوم 5 فبراير الجاري بسويسرا، لتولي منصب رئيس الوزراء، في تغريدة على حسابه على موقع «تويتر»، عن «سعادته بمكالمة السيد بوريطة، ونقله تحيات الملك محمد السادس». كما رحب ب»تأكيد السيد بوريطة على استمرار دعم المغرب لليبيا، وحرصه على أن يبقى المغرب حاضنا لأي حوار بين الليبيين، وداعما رئيسيا للمصالحة الوطنية». وكانت منظمة الأممالمتحدة قد أشادت، مؤخرا، ب»الدور البناء» للمغرب الذي ساهم منذ اندلاع الأزمة الليبية في الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى حل سلمي للنزاع في ليبيا. وأكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن «المملكة المغربية لعبت، منذ بداية الأزمة الليبية، دورا بناء وساهمت في جهود الأممالمتحدة الرامية إلى التوصل لحل سلمي للنزاع الليبي». وقال دوجاريك، في تصريح للصحافة، إن «الاتفاق السياسي الليبي الموقع سنة 2015 في الصخيرات يبرهن على التزام المغرب الراسخ بإيجاد حل للأزمة الليبية إلى جانب الأممالمتحدة». وتابع «إننا مقتنعون بأن هذه المبادرة المغربية الأخيرة سيكون لها أثر إيجابي على تيسير الأممالمتحدة للحوار السياسي الذي يجريه ويقوده الليبيون». وقال المتحدث إن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، «يدعم كل المبادرات التي من شأنها أن تدفع وتكمل جهود السلام الجارية» من أجل حل الأزمة الليبية، وذلك في إشارة إلى الحوار الليبي الذي انطلق الأحد في بوزنيقة بين وفدي البرلمان الليبي والمجلس الأعلى للدولة».