قالت عائلة رجل بريطاني حكمت عليه محكمة في منطقة أوكرانية موالية لروسيا، بالإعدام، لقتاله إلى جانب الجيش الأوكراني، إنه أُبلغ بأنه سيتم تنفيذ الحكم بإعدامه. وحكم بالإعدام على كل من البريطانييْن آيدن أسلين وشون بينر، من قبل محكمة غير معترف بها دوليا، في ما يسمى بجمهورية دونيتسك الشعبية التي يسيطر عليها الإنفصاليون الروس ولا تعترف بها أي دولة باستثناء روسيا. وشمل حكم الإعدام أيضا شابا مغربيا يدعى إبراهيم سعدون. وأخبر أسلين أسرته بأن سجانيه قالوا إنه لم تكن هناك أي محاولة من قبل المسؤولين البريطانيين للتفاوض من أجل استرجاعه. وكانت وزيرة الخارجية والتنمية الدولية البريطانية ليز تروس ناقشت قضيته مع أوكرانيا في وقت سابق من هذا الشهر. وقالت تروس إنها تحدثت مع نظيرها الأوكراني دميترو كوليبا عن "الجهود المبذولة لتأمين الإفراج عن أسرى الحرب المحتجزين لدى الوكلاء الروس"، ووصفت الأحكام بالإعدام بأنها "زائفة وبلا شرعية على الإطلاق". ومن المعروف أن وزارة الخارجية تحقق بنشاط في قضايا الرعايا البريطانيين المحتجزين في أوكرانيا، وتقدم الدعم لعائلتي أسلين وبينر. وقالت أسرة أسلين إنهم تحدثوا إليه في مكالمة هاتفية قال فيها إن خاطفيه أخبروه بأن "الوقت ينفد". وقالت باميلا هول، جدة أسلين، لبي بي سي: "لا توجد كلمات، لا كلمات، هذا أسوأ كابوس لأي شخص، أن يتعرض أحد أفراد عائلتك للتهديد بهذه الطريقة". وأضافت: "كان آيدن منزعجا للغاية عندما اتصل بوالدته هذا الصباح. خلاصة القول هي أن آيدن قال إن جمهورية دونيتسك الشعبية أخبرته بأن أحدا من المملكة المتحدة لم يتواصل معهم، وبأنه سيتم إعدامه". وتابعت: "يجب أن أصدق ما قاله آيدن لنا، أنه إذا لم تتلق جمهورية دونيتسك الشعبية اتصالا، فسوف يعدمونه. من الواضح أنني آمل ألا يكون ذلك صحيحاً". وسافر كل من أسلين وبينر إلى أوكرانيا في عام 2018، وخدما في صفوف القوات المسلحة الأوكرانية لعدة سنوات قبل الغزو الروسي. ولدى كليهما شريكة أوكرانية واتخذا من أوكرانيا وطنا. وتم القبض عليهما بعد قضائهما أسابيع في الدفاع عن مدينة ماريوبول المحاصرة. لكن المحكمة وصفت المحكوم عليهم ب "المرتزقة" قائلة إنهم أُرسلوا للقتال في صراع خارجي مقابل المال. ووجهت إليهم تهم بارتكاب جرائم بما في ذلك الاستيلاء العنيف على السلطة وخضوعهم للتدريب بهدف تنفيذ أنشطة إرهابية، وفقا لوكالة أنباء ريا نوفوستي الروسية. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أخبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الطلاب البريطانيين بأن ما تفعله روسيا مع المتهميْن البريطانييْن "عادة مأساوية" وقال "لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر لمثل هذه الأعمال". وقال إنها "إشارة قوية جدا وخطيرة" للدول الأخرى بأن روسيا "تتصرف بهذه الطريقة تجاه مواطني أي بلد". وقالت حكومة المملكة المتحدة إنه يجب معاملتهم كأسرى حرب بموجب القوانين المنصوص عليها في اتفاقيات جنيف. وقالت جدة أسلين لبي بي سي إنها بكت كثيراً، "لكن البكاء لا ينفع". وأضافت: "بعد مكالمة آيدن هذا الصباح، ما الذي يفترض بي أن أفكر فيه؟ لا أريد أن أفقد الأمل ولكن الأمر صعب للغاية". وأضافت: "لا يسعني إلا أن أقول إنه ينبغي إجراء اتصال بين المملكة المتحدةوروسيا". لكن مصادر حكومية بريطانية تشير إلى أن الوزراء غير مستعدين حالياً للتفاوض مع روسيا مباشرة، لأن ذلك يمكن أن يعزز الرواية الروسية التي توصف بالكاذبة بأن الرجلين هما من المرتزقة. وكان من المقرر أن يتزوج أسلين قريبا من خطيبته الأوكرانية، التي انتقلت إلى المملكة المتحدة منذ أن تم القبض عليه. وقالت جدته: "أعلم أن بوريس جونسون ( رئيس وزراء بريطانيا) ذهب إلى كييف وتحدث مرة أخرى إلى الرئيس زيلينسكي، وآمل أن يكونا قد تحدثا عن هذين الرجلين". خلال الأسابيع الأخيرة، تعرض أسلين وبينر للسخرية من قبل المذيعين في البرامج التلفزيونية المؤيدة للكرملين في روسيا، والتي كانت تعرض مقاطع فيديو للرجلين في الأسر. وقال أليكس توباسن، الذي كان انضم أيضا إلى مشاة البحرية الأوكرانية مع أسلين وبينر، إن الرجلين أصبحا معروفين الآن باسم "الأبطال" بين العديد من الجنود الأوكرانيين الذين يواصلون القتال. وأضاف أن الحكم بإعدامهما قد زاد من عزيمة القوات الأوكرانية. وقال في حديث من أوكرانيا لبي بي سي "إن ذلك في الواقع يحشد المزيد من الناس خلف قضيتهما". وأضاف: "لدينا روابط عائلية هنا. أنا أقاتل من أجل أصدقائي، من أجل عائلتي، من أجل منزلي، هكذا بالضبط رأى آيدن الأمور". وتابع: "آيدن أسلين وشون بينر أتيا إلى هنا قبل أن يبدأ هذا الغزو، واستقرا في هذا البلد". وأشار الى أنهما "تجندا في الجيش كجنود مشاة البحرية بالتعاقد، تماما مثل أي شخص ينضم إلى الجيش سواء في المملكة المتحدة أو الولاياتالمتحدة". وأضاف: "ذهب الرجلان إلى المكتب وخضعا للإجراءات الطبية اللازمة ولفحوصات الخلفية وقاما بالتسجيل وأقسما على التزامهما. إنهما ليسا مرتزقين، هذا واضح". وتابع: "لكننا، نرى الروس يتجاهلون ذلك تماما". وفي ما يتعلق بالتهديد بتنفيذ حكم الإعدام، قال توباسن: "إنه أمر مروع للغاية، في هذه المرحلة، آمل حقا أن تتدخل حكومة المملكة المتحدة وكذلك الحكومة الأوكرانية لإيجاد طريقة ما للتفاوض بشأن إطلاق سراحهما". وأضاف: "هذا كل ما يمكنني أن أتمناه وهذا كل ما أصلي من أجله". ويتم التخطيط لمسيرة احتجاجية لدعم أسلين من قبل المجتمع الأوكراني في نوتنغهام في بريطانيا خلال نهاية الأسبوع الحالي.