أوصت الندوة العلمية الدولية التي نظمتها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة على مدى ثلاثة أيام بأبوجا بنيجيريا، بتأسيس هيئة علمية تسهر على صيانة المخطوط الإفريقي الإسلامي وتعنى بالإشراف على جرده، وفهرسته ورقمنته. جاء ذلك في اختتام هذه الندوة حول موضوع "التراث الإسلامي الإفريقي بين الذاكرة والتاريخ" مساء اليوم الأحد والتي عرفت مشاركة أزيد من 400 من العلماء والمفكرين والباحثين المغاربة والأفارقة.
ودعت الندوة لعقد دورات تكوينية في تحقيق المخطوطات الإفريقية وصيانة التراث الإفريقي الإسلامي في البلدان الإفريقية لتعميم العلوم المتعلقة بإنقاذ المخطوط وحفظه. كما دعا المشاركون الى إقامة اتفاقيات شراكة بين الخزائن الإفريقية والعالمية لصيانة المخطوط الإفريقي.
وحثوا على تنظيم ندوات وأيام أخرى في موضوع التراث الإفريقي الإسلامي في باقي البلدان الإفريقية لتعميق النظر في التدابير الواجب اتخاذها من أجل صيانة المخطوطات، وجمع التراث الشفهي الإفريقي وتوثيقه.
كما دعوا لإنشاء فهارس وطنية وإقليمية للمخطوطات المتاحة على المستوى المحلي والإقليمي والقاري، ويفضل أن يكون ذلك من خلال مشروع شبكة رقمية. وتضمنت التوصيات ترجمة كاملة لسلسلة جون هونويك Hunwick عن الأدب العربي لإفريقيا إلى اللغة العربية، علاوة على إعداد خطة لترميم وإصلاح خزائن المخطوطات.
وأكدت الندوة في توصياتها أهمية وضع مناهج دراسية في علم المخطوطات في الجامعات والتدريب في جميع الجوانب الفنية للمخطوطات، بما في ذلك الإصلاح والحفظ والرقمنة، ثم تبادل البطاقات الببليوغرافية بين المكتبات الإفريقية على غرار المكتبات الأوروبية والأمريكية، مما سيساعد الباحثين والمختصين في التعرف على تعدد واختلاف نسخ الكتاب التراثي المخطوط.
ودعا المشاركون لنشر الذخائر وتحقيقها متى توفرت الأسباب والإمكانات البشرية والمادية وذلك وفق خطة تقوم على تحديد الأولويات، ويتم الاتفاق عليها سلفا بين مراكز البحث والمختصين في هذا المجال.
ويأتي تنظيم هذه الندوة الدولية في إطار أنشطة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة التي تسعى من خلالها تفعيل وتنزيل أهدافها المتعلقة بإحياء التراث الثقافي الإفريقي الإسلامي المشترك من خلال التعريف به ونشره والعمل على حفظه وصيانته.
وشارك في هذا الحدث العلمي الدولي، نحو 400 مشارك من العلماء والباحثين والجامعيين من 34 دولة، حيث ناقشوا على مدى ثلاثة أيام مكنونات التراث الإسلامي الإفريقي، ومكوناته ومراحل تطوره، والمساهمات التي أثرته عبر التاريخ من لدن الدوائر المختلفة والشخصيات البارزة لا سيما العلماء والفقهاء والصوفيون.
وشهدت فعاليات هذه الندوة الدولية حضور ومشاركة العديد من العلماء والباحثين حيث حضر جلستها الافتتاحية بالخصوص سلطان سوكوتو رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية النيجيري، الحاج محمد سعد أبو بكر، ووزير إقليم العاصمة الاتحادية لنيجيريا، محمد موسى بللو، وسفير المغرب بنيجيريا موحا أو علي تاغما، وسفير نيجيريا الاتحادية بالمغرب البشير إبراهيم صالح الحسيني وسفراء الدول العربية والإفريقية المعتمدون في أبوجا، ورئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بنيجيريا مفتي جمهورية نيجيريا الشيخ شريف إبراهيم صالح الحسيني، وإدريس ابن الضاوية عضو المجلس العلمي الأعلى، ورؤساء فروع المؤسسة في إفريقيا والعديد من الشخصيات والعلماء والمفكرين.