افتتحت اليوم الجمعة في أبوجا الندوة العلمية الدولية لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة حول موضوع "التراث الإسلامي الإفريقي بين الذاكرة والتاريخ". ويشارك في هذا الحدث العلمي الدولي، نحو 400 مشارك من العلماء والباحثين والجامعيين من 34 دولة، لمناقشة وتحليل مكنونات التراث الإسلامي الإفريقي، ومكوناته ومراحل تطوره، والمساهمات التي أثرته عبر التاريخ من لدن الدوائر المختلفة والشخصيات البارزة لا سيما العلماء والفقهاء والصوفيون. كما يتناول هذا اللقاء الدولي القوة الإبداعية للتراث الإسلامي الإفريقي وآليات التواصل والتثاقف، وذلك من خلال عدد من العروض الأكاديمية التي تلامس مختلف الجوانب التاريخية والراهنة للتراث الإسلامي الإفريقي. ويبحث اللقاء الذي سيتواصل الى غاية 31 أكتوبر أيضا في سبل الحفاظ على المخطوطات الإفريقية الإسلامية بشكل خاص، من خلال التعرف على طبيعتها، ومواطنها والمشكلات والمخاطر التي تهددها وسبل تعزيزها وصونها من التلاشي والضياع. كما تسعى هذه الندوة الدولية إلى وضع آليات علمية لاكتشاف المخطوطات وفهرستها وتوزيعها وحفظها باستخدام التقنيات الحديثة، وكذلك ترميم ما تضرر منها ورقمنتها وإتاحتها للعموم وبالخصوص الباحثين. وقد تميز حفل الافتتاح بعرض شريط وثائقي لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة. وسيتم بالمناسبة على هامش أعمال الندوة عرض مجموعة مختارة من المخطوطات المغربية والنيجيرية. وقد حضر حفل افتتاح الندوة على الخصوص سلطان سوكوتو، رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية النيجيري، محمد سعد أبو بكر، ووزير إقليم العاصمة الاتحادية لنيجيريا، محمد موسى بيلو، وسفير المغرب بنيجيريا موحا أو علي تاغما، وسفراء الدول العربية والإفريقية المعتمدون في أبوجا، ورئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بنيجيريا الشيخ شريف إبراهيم صالح الحسيني، ورؤساء فروع المؤسسة في إفريقيا والعديد من الشخصيات والعلماء والمفكرين. وتتناول الندوة الدولية أربعة محاور هي: "تراث المخطوطات الإسلامية الإفريقية: المفهوم والأصل والتطور"، و"التثاقف بين الشعوب الإسلامية الإفريقية من خلال التراث المشترك"، و"تراث المخطوطات الإسلامية في نيجيريا الاتحادية" و"واقع التراث الإسلامي الإفريقي: التحديات والآفاق ". وتتميز هذه الندوة على وجه الخصوص بتنظيم أربع ورشات تكوينية بإشراف متخصصين مغاربة، حول تقنيات وطرق حفظ المخطوطات.