تحاول الجزائر إعادة ترتيب أوراقها من أجل الدخول إلى مراكز صناعة القرار في الأجهزة الكروية الإفريقية، وذلك بعد سلسلة من الهزائم القاسية رياضيا ودبلوماسيا أمام المغرب ومصر في انتخابات عدد من المقاعد واللجان. ومن الواضح أن الجارة الشرقية لم تستسغ بعد فشل الرئيس السابق للاتحاد الجزائري لكرة القدم خير الدين زطشي، وقبله محمد روراوة، في منافسة واحد من أكبر المسؤولين نفوذا وتأثيرا في القارة الإفريقية، وهو فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، حيث شرعت في التحرك من أجل إعادة الاتصالات رفقة رؤساء الاتحادات الإقليمية والعالمية وبناء شبكة علاقات قوية تساعدها على العودة إلى مراكز صناعة القرار.
الرئيس الجديد للاتحاد الجزائري لكرة القدم، شرف الدين عمارة، حاول لقاء رؤساء الاتحادات الإقليمية والعالمية، خلال تواجده في قطر أثناء سحب قرعة مسابقة "كأس العرب"، والتقى برئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، باتريس موتسيبي، من أجل تقديم "طلب خاص" إليه، كما كان له حديث أيضًا مع رئيس الاتحاد الدولي للعبة، جياني إنفانتينو.
وقال شرف الدين عمارة : "تربطنا علاقة جيدة مع باتريس موتسيبي، وأكدنا له على ضرورة تواجد الجزائر في هيئات الكاف، وأشرنا أن بلادنا لا تحظى بالتمثيل الكافي في مراكز القرار".
وتابع: "طلبت من موتسيبي بصفة مباشرة وصريحة إشراك الجزائر في كل الهيئات ومشاريع كرة القدم الأفريقية".
ثم ختم حديثه موضحًا: "ناقشنا أمور أخرى لها علاقة بالمنتخب الجزائري والمنافسات القارية، وسنقوم بالكشف عنها في الوقت المناسب".
وتسعى الجزائر إلى استجماع قوتها من أجل منافسة المغرب بالشكل اللائق، حيث مني المسؤولون الجزائريون بخسائر متعددة أمام فوزي لقجع، بداية عندما أطاح بالجزائري محمد روراوة في انتخابات اللجنة التنفيذية للكونفيدرالية الأفريقية لكرة القدم، التي شهدت كذلك انتخاب المالغاشي أحمد أحمد خلفا للكاميروني عيسى حياتو، ثم أبعد مواطنه خير الدين زطشي، من انتخابات عضوية المكتب التنفيذي للفيفا، قبل أن يفوز بها، رفقة المصري هاني أبوريدة، بالإضافة إلى نجاحه في تنظيم عدد من التظاهرات القارية بالصحراء المغربية، مما أثار غضب الجارة الشرقية.
وعادة ما تتهم الصحافة الجزائرية فوزي لقجع بالتدخل في أي قرار لا يصب في صالح كرة القدم الجزائرية حتى إن تعلق الأمر بقرارات تحكمها آليات ديموقراطية.