حمل التصريح الذي أدلى به الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، الاثنين الماضي، عن قضية الصحراء المغربية، الكثير من القراءات والرسائل للداخل الأمريكي والخارج، كما اعتبرت بعض التعليقات إلى أن ذلك التصريح كان مبهما ولم يحمل أي إشارة أن إدارة حو بايدن ستحافظ على قرار الرئيس السابق دونالد ترامب، القاضي باعتراف واشنطن بمغربية الصحراء. وقال رايس في جواب عن سؤال حول النزاع في الصحراء، إن الولاياتالمتحدة "ستواصل دعم المسار الأممي من أجل التوصل إلى حل عادل ودائم للنزاع الذي طال أمده في المغرب وسنواصل دعم عمل المينورسو لمراقبة وقف إطلاق النار ودرء العنف في المنطقة".
وعن موقف إدارة بايدن من قرار ترامب، رفض المتحدث الكشف عن معطيات صريحة، معتبرا أنه لا يملك تحيينا للأمر، ما يؤشر على استمرار الإدارة الامريكية في موقفها السابق.
واعتبر متتبعون، ان تصريح الخارجية الأمريكية حول قضية الصحراء المغربية، أصبح جزءً من الواقع وليست الإدارة الجديدة في حاجة لإعادة التأكيد عليه، مؤكدين أن واشنطن اعترفت بمغربية الصحراء بشكل رسمي وواضح من قبل إدارة الرئيس الأسبق، دونالد ترامب، وأن الأمر لا يتطلب التأكيد مرة أخرى أو مرات أخرى، حيث تعد الولاياتالمتحدةالأمريكية، هي دولة المؤسسات وليست دولة أشخاص يسيرون أمور الدولة حسب أهوائهم كما يفعل من يطالبون بايدن بالتراجع عن القرار.
في حين يؤكد آخرون، أن حل النزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية "يتطلب حكما ذاتيا سيضمن الاستقرار والتنمية، وأن مغربية الصحراء تبقى أساسا وحيدا لحل النزاع طويل الأمد، و كضامن للأمن والحريات".
الداه يعقوب المحلل السياسي الموريتاني بواشنطن، اعتبر تصريحات المتحدث باسم الخارجية لأمريكية حول الصحراء، تأتي دائما في إطار ما أشارنا إليه دائما، بأن إدارة بايدن لا تستطيع أبدا أن تخالف ما ذهب إليه إدارة ترامب من اتفاق مع المغرب حول مغربية الصحراء، بإضافة إلى استئناف العلاقات بين الرباط وتل أبيب، وبالتالي هذا اعتراف ضمني بإقرار الاتفاق السابق الذي حدث في الأيام الأخيرة من ولاية الرئيس الأسبق دونالد ترامب".
وأوضح المحلل الموريتاني، في تصريح ل"الأيام24″، أن الأيام القادمة سنشاهد اعتراف رسمي وواضح من إدارة بايدن بتثبيت القرار الذي اتخذته إدارة ترامب، بشأن مغربية الصحراء، نظرا لعدة أسباب استراتيجية، منها أن المغرب هو بوابة رئيسية لدخول الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى إفريقيا خصوصا أن المغرب لاعب أساسي وله علاقات قوية مع دول أفريقية، وكذلك العلاقات التاريخية بين الرباطوواشنطن، حيث تعتبر المملكة المغربية، أول بلد يعترف بأمريكا، إضافة إلى النشاطات الاقتصادية حيث هناك نوع من التبادل بين البلدين حولها، وأيضا وما يتعلق في المجال العسكري وما يقام من مناورات عسكرية سنوية بين الرباطوواشنطن".
وأضاف الداه يعقوب، أنه "وبالتالي إدارة بايدن لا تريد أن تخسر المغرب إن تراجعت عن قرار الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، نظرا لكل هذه العوامل، وكذلك تمسكا من إدارة بايدن بحلحلة عملية السلام ومواصلة قطار التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، واستئناف العلاقات من دولة كبيرة بحجم المغرب مع إسرائيل، هو يعتبر بمثابة ضوء لنمو علاقات بين إسرائيل والدول العربية خصوصا في الفضاء المغاربي، وبالتالي هذا القرار يأتي انتصارا للدبلوماسية المغربية وبتوجيهات من الملك محمد السادس، انشغلت كثيرا بخدمة الملف المغربي حول مغربية الصحراء، واستطاعت أن تنتزع من إدارة ترامب هذا الاعتراف".
وأشار الداه يعقوب، إلى أنه "شيئا فشيئا تتجه إدارة بايدن لإقرار هذا الاعتراف رغم الملفات التي تتصدر واجهة اهتمامات الإدارة الأمريكية الحالية، من قبيل الوضع الداخلي وأزمة العلاقات مع إيران، لذلك ننتظر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أو الرئيس جو بايدن، في الأيام القادمة للخروج بتصريح واضح وصريح بتأكيد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، والذي يعتبر أمر سيثبت في الأيام القادمة من قبل أهم شخصين في الإدارة الأمريكية الحالية، وهما بلينكن وبايدن.
الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، كان قد قال عقب توقيع اتفاق يعترف بسيادة المغرب على الصحراء، إن "اقتراح المغرب الجاد والواقعي بحكم ذاتي، هو الأساس الوحيد لحل عادل ودائم من أجل السلام والرخاء". ووفقا للإعلان الذي وقعه ترامب، تعتقد إدارة الولاياتالمتحدة، أن إقامة ''دولة مستقلة'' في الصحراء المغربية، ليس خيارا واقعيا لحل الصراع.