قدم خبراء من واشنطن، قراءتهم بخصوص موقف الإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من النزاع الإقليمي، حول قضية الصحراء المغربية، وكذا مسألة اعتراف واشنطن بسيادة الرباط على صحرائها، معتبرين أن داخل دهاليز الإدارة الأمريكية هناك تمسك بمسألة الاعتراف الأمريكي والعمل على بلورته بشكل قوي من خلال الزيارات المكوكية لمسؤولين أمريكيين للمغرب. آراء خبراء في مجملها تشير إلى أن جملة من التشابكات في ملفات عدة على المستوى الاقتصادي والأمني، وكذلك فيما يتعلق بمصالح كبرى في المنطقة تحكم مسار الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء. كما تذهب الآراء إلى أن الاتفاق الثلاثي الموقع بين إسرائيل وأمريكا والمغرب لا يمكن التراجع عنه لارتباطه باتفاقيات مرتقبة، وكذلك فيما يتعلق بالمصالح الأمريكية في المنطقة الأفريقية وعلاقة بايدن بأوروبا.
ونقلت قصاصة لوكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك"، أن الخبراء من واشنطن يرون أن إدارة بايدن لديها الكثير من الملفات ذات الأولوية، وأن السياسية الأمريكية تقوم على بعض الأسس التي يصعب معها التراجع عن هذا الاعتراف، خاصة بالنظر للسباق الدولي نحو أفريقيا.
الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، كان قد قال عقب توقيع اتفاق يعترف بسيادة المغرب على الصحراء، إن "اقتراح المغرب الجاد والواقعي بحكم ذاتي، هو الأساس الوحيد لحل عادل ودائم من أجل السلام والرخاء".
ووفقا للإعلان الذي وقعه ترامب، تعتقد إدارة الولاياتالمتحدة، أن إقامة ''دولة مستقلة'' في الصحراء المغربية، ليس خيارا واقعيا لحل الصراع.
في هذا الإطار، قال نبيل ميخائيل أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن، في تصريح للوكالة الروسية، إن هناك احتمال أن يلتزم بايدن بقرار الاعتراف بسيادة المملكة المغربية على صحرائها.
من جانبها، أوضحت سامانتا بور، رئيسة هيئة التنمية الدولية،أن إدارة بايدن قد تتعامل مع قضية الصحراء على أنها قضية عربية، وليست أفريقية لتجنب المشاكل مع الدول الأفريقية التي تعارض ضم الرباط لصحرائها، حسب تعبيرها.
فيما قال توفيق حميد، الكاتب والمحلل السياسي بواشنطن، إن إدارة بايدن لن تتخذ أي قرار معاكس للاعتراف السابق على الأقل على المدى القصير، معتبرا أن هناك عدة أسباب تحول دون اتخاذ بايدن أي خطوة معاكسة في الوقت الراهن، منها أن الرئيس الأمريكي لديه الكثير من الصراعات الأخرى، ولن يميل نحو تصعيد لا يشكل أولوية في الوقت الراهن.
وأشار إلى أن النقطة الثانية تتمثل في تهديد جماعات الإرهاب والهجرة غير الشرعية لأوروبا، وهي عوامل يمكن أن تتزايد حال التراجع الأمريكي عن الاعتراف بمغربية الصحراء، خاصة أن بايدن يسعى لعلاقات طيبة مع أوروبا لتعويض الأزمات التي وقعت أثناء حكم ترامب.
ويعول خصوم الوحدة الترابية للمملكة المغربية، على إقناع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بالتراجع عن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء تحت مبرر الحفاظ على المصالح مع الجزائر، لكن مصادر دبلوماسية، أشارت أن الإدارة الأمريكيةالجديدة، لن تتراجع عن قرار الرئيس الأسبق دونالد ترامب.
ويعتبر مراقبون، أن خرجة وزير الخارجية الأمريكي، أنثوني بلينكين، خلال أول مؤتمر صحفي بواشنطن، ودعمه اتفاقيات "أبراهام" وتجنبه الحديث بشكل مباشر عن اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء، يعتبر مسألة طبيعية في أي إدارة أمريكية جديدة التي تراجع بعض اتفاقيات الإدارة السابقة، لكنها قد لا تمس بأي حال من الأحوال مكتسبات اتفاقيات أبراهام للسلام مع إسرائيل، من ضمنها الاتفاق مع المغرب الذي ينص على الاعتراف الصريح الولاياتالمتحدةالأمريكية بمغربية الصحراء، وفتحها لقنصلية لأهداف اقتصادية بالداخلة ودعمها لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل وحيد للنزاع المفتعل حول الصحراء.