منذ توقيع الاتفاق الثلاثي المغربي الأمريكي الإسرائيلي، الذي يقضي باعتراف واشنطن بالصحراء مغربية و دعم مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، وعودة العلاقات المغربية الإسرائيلية وتطويرها وكذا التزام كافة الأطراف بدعم و الدفاع عن مكتسبات هذا الاتفاق التاريخي، سخرت الجزائر وسائل إعلامها لانتقاد الاتفاق المغربي-الإسرائيلي، ونعت المغرب بكل الأوصاف السلبية. حتى على مستوى الجزائري الرسمي، لم يسلم اتفاق استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل، من الانتقاد كما جاء على لسان، رئيس الوزراء الجزائري عبد العزيز جراد، الذي أعرب عن ما وصفه ب" استياء" بلاده" من استئناف الرباط علاقاتها مع تل أبيب، معتبرا أن الأمر هو استهداف لاستقرار الجزائر داعيا النخب والطبقة السياسية إلى التكاتف لمواجهة ذلك.
ومع تسلم الإدارة الأمريكيةالجديدة، مقاليد الحكم، طفت على السطح مجموعة من التكهنات، كانت ترجح تراجع بايدن عن جل الاتفاقيات التي أبرمتها إدارة الرئيس الأسبق دونالد ترامب، مع بعض الدول العربية، ومن بينها المغرب، ومعها، تهدأ الدعاية الجزائرية في انتقاد الاتفاق المغربي-الإسرائيلي.
لكن رغم جل القراءات التي برزت في هذا الشأن، فإن تصريح مسؤول أمريكي، أنهى الجدل بخصوص موقف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، من اتفاق استئناف العلاقات بين المغرب وإسرئيل، مؤكدا دعم اتفاقات أبراهام التي بموجبها تم إعادة العلاقات المغربية الإسرائيلية و تطبيع علاقات الأخيرة بدول عربية أخرى.
وقال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، الأحد، إن إدارة الرئيس جو بايدن تنوي بناء سياستها في المنطقة على أساس "نجاح اتفاقات السلام بين الدول العربية مع إسرائيل".
وأكد مستشار الأمن القومي الأمريكي خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي، أن إدارة بايدن ستعمل عن كثب مع إسرائيل بشأن قضايا الأمن الإقليمي وللبناء على اتفاقيات السلام الإقليمية.
كما ناقش الجانبان، فرص تعزيز الشراكة خلال الأشهر المقبلة، بما في ذلك من خلال البناء على نجاح اتفاقيات التي وقعتها إسرائيل مع الإمارات والبحرين والسودان والمغرب".
وأضاف بيان صادر من مكتب مستشار الأمن القومي أن سوليفان وجه دعوة للشروع في حوار استراتيجي في الأجل القريب. وسبق لمرشح الرئيس الأمريكي بايدن لمنصب وزير الخارجية أنتوني بلينكن، أن أشاد خلال حديثه عن رؤيته لقضايا منطقة الشرق الأوسط، في كلمة ألقاها أمام مجلس الشيوخ الأمريكي ب"اتفاقات إبراهيم"، التي أبرمتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بين إسرائيل وعدة دول عربية، من بينها المغرب.
وكان ترامب قد اعترف بمغربية الصحراء في سياق استئناف المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل، في إطار اتفاق بتاريخ 22 دجنبر الماضي.