جدد أكثر من مسؤول في إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، دعم هذه الأخيرة، لاتفاقات أبراهام التي بموجبها تم إعادة العلاقات المغربية الإسرائيلية وتطبيع علاقات الأخيرة بدول عربية أخرى. الاتفاق الذي وقعه المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل، يقضي باعتراف واشنطن بالصحراء مغربية و دعم مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية و عودة العلاقات المغربية الإسرائيلية و تطويرها و كذا التزام كافة الأطراف بدعم و الدفاع عن مكتسبات هذا الاتفاق التاريخي.
ويعول خصوم الوحدة الترابية للمملكة المغربية، على إقناع إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن بالتراجع عن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء تحت مبرر الحفاظ على المصالح مع الجزائر، لكن مصادر دبلوماسية، أشارت أن الإدارة الأمريكيةالجديدة، لن تتراجع عن قرار الرئيس الأسبق دونالد ترامب.
لكن رغم جل التصريحات الداعمة لاتفاقيات أبراهام، فإن جواب وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكين، خلال أول مؤتمر صحفي بواشنطن، أمس الأربعاء، والذي جاء فيه "نحاول أيضا التأكد من أن لدينا فهما كاملا لأي التزامات قد تكون قد تم التعهد بها لتأمين تلك الاتفاقيات وهذا ما ننظر فيه الآن"، قد فتح باب التكهنات بخصوص السياسة التي ستتبعها إدارة الرئيس جو بايدن، في التعامل مع الاتفاقيات التي وقعتها الإدارة السابقة مع عدد من الدول العربية، من بينها المغرب، وما إن كان دعمه ل"أبراهام"، يخص أيضا مسألة الصحراء المغربية، باعتبارها جزءا من اتفاق استئناف العلاقات بين الرباط وتل أبيب.
ويعتبر مراقبون، أن خرجة وزير الخارجية الأمريكي، جو بايدن، ودعمه اتفاقيات "أبراهام" وتجنبه الحديث بشكل مباشر عن اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء، يعتبر مسألة طبيعية في أي إدارة أمريكية جديدة التي تراجع بعض اتفاقيات الإدارة السابقة، لكنها لن تمس بأي حال من الأحوال مكتسبات اتفاقيات أبراهام للسلام مع إسرائيل، من ضمنها الاتفاق مع المغرب الذي ينص على الاعتراف الصريح الولاياتالمتحدةالأمريكية بمغربية الصحراء، وفتحها لقنصلية لأهداف اقتصادية بالداخلة ودعمها لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل وحيد للنزاع المفتعل حول الصحراء.
في ذات السياق، أعرب محمد أكضيض، الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، في تصريح ل"الأيام24′′، عن "اعتقاده أن الإدارة الأمريكيةالجديدة، لن تغير من مسألة الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، باعتبار أن هناك عامل أساسي على مر تاريخ السياسات الأمريكية، وهو أن قرارات الرئاسية الأمريكية ظلت تحترم من رئيس إلى رئيس، وهذا يعطي هذا الزخم لجودة القرار الأمريكي بالاعتراف بمغربية الصحراء، ولفاعليته ودستوريته كذلك، ناهيك عن إعادة استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل، وهذا ضمانة أخرى للمملكة".
وأضاف أكضيض، "نحن نعلم أن واشنطن هي شريك وحليف استراتيجي لتل أبيب، وتدافع عنها في المحافل الدولية، ومع وجود جالية يهودية مغربية كبيرة في إسرائيل، فإنه من المستبعد أن يقدم الرئيس جو بايدن، على إلغاء القرار الأمريكي بالاعتراف بمغربية الصحراء، نظرا للدور الذي تلعبه الجالية المغربية في رسم سياسات بين إسرائيل والولاياتالمتحدة، ولا تقبل أي مس بالوحدة الترابية للمملكة، مادام أن الأمر يتعلق بتعلق مغاربة يهود بوطنهم الأم، ونحن نعلم أن هناك يهود يؤثرون في القرارات الكونغرس الأمريكي، ولهذا فإن السياسة الأمريكية تجاه المغرب ستستمر بنفس القوة التي لم تعرفها من قبل".
وأوضح الخبير الاستراتيجي، "أن إعادة استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل، ووجود جالية يهودية مغربية قوية في إسرائيل، قد تعطي ضمانات كافية لطي ملف النزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية، ولا شيء غير هذا الاتجاه".
وأشار المتحدث ذاته، إلى أن "المملكة المغربية تصنع الحدث التاريخي من خلال فتح قنصليات سواء لدول إفريقية شقيقة أو عربية، وأن المسألة الأخرى التي بصمت بصمة كبرى عبر مسار الوحدة الترابية للمملكة، هو اعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، ثم فتح قنصلية عامة لواشنطن بالداخلة لأغراض اقتصادية بحثة، فهذه أحداث قد قلبت الموازين في مسار قضية الصحراء المغربية".