أدلى وزير الخارجية الأمريكي الجديد أنتوني بلينكن، بتعليقين اثنين حول اتفاقات اسرائيل ودول عربية من بينها المغرب، الأول جاء بعد ترشيحه لنيل المنصب الوزاري والثاني جاء مباشرة بعد وصوله إلى مقر الوزارة. وتحدث أنتوني بلينكن في مؤتمر صحفي حول السياسات الخارجية لخلف دونالد ترامب وعن المقابل الذي تم منحه للدول العربية الأربع التي وقعت اتفاقيات مع اسرائيل في إطار ما يسمى "اتفاقيات ابراهام"، وأوضح أن الدبلوماسية الأمريكية ستراجع الوعود التي قطعتها إدارة ترامب لهذه الدول، دون أن يشير إلى بالتحديد إلى المغرب الذي نال اعترافا رسميا بسيادة المملكة على كامل تراب صحرائها. بلينكن الذي يعتبر اسرائيل دولة "صديقة" ، فرغم معارضته لسياسات ترامب ومهاجمته لقراراته كلها تقريبا من الملف الإيراني إلى اتفاقية المناخ، توقّف عند اتفاقيات إقامات علاقات دبلوماسية بين العرب وإسرائيل وأيد ما قام به الرئيس السابق. هذا الجواب الصادر عن بلينكن تفادى جزءا مما جاء في سؤال أحد الصحفيين الذي تحدث فيه عن الاعتراف بمغربية الصحراء، حيث أجاب عن التزامات أو امتيازات الولاياتالمتحدة الممنوحة للدول التي وقعت اتفاقات مع اسرائيل دون أن يجيب عن مسألة الاعتراف بالصحراء المغربية، وهو ما يسمح بالتساؤل حول ما الذي تفكر فيه إدارة بايدن تجاه قضية الصحراء المغربية، فهل ستراجع بعض تفاصيل الموقف الذي أعلن عنه ترامب أم ستتراجع عنه؟ ويعتقد محمد بادين اليطيوي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة "لاس أمريكاس بويلبا" في المكسيك، أن وزير الخارجية الأمريكي تفادى توضيح ملامح سياسة بلاده المقبلة تجاه المغرب، لذلك يتوجب الانتظار حتى تمر بضعة أشهر وتتضح الصورة، معتبرا أن تصريحات بلينكن عن المراجعات وإعادة التقييم مرتبطة بالشأن الداخلي للبلاد وهي رسائل موجهة إلى الداخل لطمأنة الأنصار أنهم جاؤوا للتخلص من إرث دونالد ترامب. وأوضح اليطيوي في حديثه ل"الأيام24″ أن الإدارة الجديدة بقيادة جو بايدن لا تريد خسارة أي من أطراف النزاع في الصحراء، وستنتظر بعضا من الوقت أو وقتا أطول قبل الكشف عن أوراقها التي ستلعبها في هذا الملف. لكن إذا ما فكّرت الولاياتالمتحدة في التراجع عن إعلان ترامب، فإنها ستتعرض لضغط كبير من "آيباك" اللوبي اليهودي القوي في أمريكيا، الذي لن يسمح بتضرر مصالح إسرائيل، يضيف المتحدث ذاته ل"الأيام24″. وفي قراءتها لتصريحات أنتوني بلينكن، ربطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية حديثه عن مراجعات للامتيازات التي مُنحت مقابل إقامة علاقات مع إسرائيل، بإعلان ترامب اعتراف الدولة الأمريكة بسيادة المملكة على كامل ترابها، وهذا استنتاج لكاتبة المقال لم يرد على لسان وزير الخارجية الجديد. وقال بلينكن في أول مؤتمر صحفي كوزير للخارجية الأمريكية، بعد استلامه مهام عمله رسميًا: "ندعم عملية التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، وسنساهم في العملية إذا لزم الأمر"، وتابع قائلا "في الوقت نفسه، نريد أن نتأكد من أننا نفهم تمامًا الوعود التي قُطعت لتحقيق هذه الاتفاقيات، وهذا ما ندرسه الآن".