في الأعراف الدبلوماسية، فإن مقام سفير بدولة معينة لا يقل في المعتاد عن ثلاث سنوات، وهو ما كان ينطبق عادة على سفراء الولاياتالمتحدةالأمريكية المتعاقبين على الرباط، غير أن وضع سفير واشنطن الحالي بالمغرب دافيد فيشر يبدو مختلفا تماما. فهذا السفير لم تمر على مقامه بالمغرب سوى شهور فقط، فهو لم يلتحق بشكل فعلي بعمله على رأس السفارة سوى في يناير الماضي، بعدما صادق مجلس الشيوخ الأمريكي بشكل متأخر على اسمه الذي تم رفضه من قبل. غير أن عدم تمكن صديقه دونالد ترامب من الفوز بولاية رئاسية جديدة سيفرض عليه العودة من حيث أتى ليهتم بأعماله المتمثلة بالأساس في تأجير السيارات. المؤكد أن دافيد فيشر ينتمي إلى الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب، بينما الرئيس المقبل للولايات المتحدةالأمريكية هو جو بايدن المنتمي للحزب الديمقراطي، الذي سيباشر مهامه الرئاسية في يناير المقبل، والأكيد أن إدارته ستقترح حوالي 200 سفير في مختلف أنحاء العالم تابعين بالأساس للحزب الديمقراطي، ليصادق عليهم مجلس الشيوخ الذي يتمتع فيه حزب بايدن بالأغلبية المطلقة، مما يعني أن مقام السفير دافيد فيشر سيدوم في المغرب أشهرا أخرى معدودة على رؤوس الأصابع، ليحل محله سفير جديد، فيكون بذلك فيشر السفير الأمريكي الذي قضى أقصر مدة في سفارة واشنطنبالرباط في العقود الأخيرة.