كشفت وثائق متعلقة بالبحث الذي أنجزته السلطات الأمنية مع قادة "حراك الريف"، عن معلومات مثيرة سواء بناءً على اعترافات أو تسجيلات للمكالمات أو رسائل نصية، تخص علاقة مجموعة من الأسماء تصفها السلطات بذات "الفكر الانفصالي"، بقادة الحراك، واعتبر المحققون من خلال ما ورد في الوثائق أن "قادة الحراك كانوا قادة ميدانيين لمخطط خارجي يحركه مجموعة من الأشخاص ذوو فكر انفصالي ينتمي بعضهم إلى "حركة 18 شتنبر"، كما اعتبرت أنهم "كانوا ينوون الانتقال إلى مستوى آخر أكثر تصعيداً"، بعد الاحتجاجات التي عرفتها المنطقة منذ أشهر، وذلك خلال فصل الصيف وهو ما جعل السلطات الأمنية ترصد مجموعة من المكالمات، والتسجيلات والفيديوهات لتعتمدهم في بحثها هذا، هذا الأمر الذي يعتبره الزفزافي ورفاقه "مجرد تهم واهية وأنهم خرجوا للاحتجاج من أجل "مطالب اقتصادية واجتماعية"، وأن الدولة "لم تستطع الاستجابة لملفهم الحقوقي واختارت اعتقالهم عبر إلصاق تهمة الانفصال بهم"، وأن من يدعمونهم هم "أبناء الريف المهاجرين بالخارج وليس هناك أي مخطط للانفصال". وأهم هؤلاء الذين ذكرهم ملف البحث كما علم "الأول" من مصدر قضائي، فريد ولاد لحسن، المقيم بهولاندا، الذي كان عضواً ناشطاً بإحدى المنظمات الحقوقية شمال المغرب قبل أن يتم التبرؤ منه من قبل ذات المنظمة بعد أن تم التحقيق معه من قبل السلطات الهولندية بسبب قضية اختلاس وفساد متعلقة بدعم مالي موجه لعمل مدني، وتصفه وثائق البحث مع المعتقلين أنه عضو بحركة 18 شتنبر التي أسسها سعيد شعو سنة 2014″. وتأتي علاقة ولاد لحسن بقادة الحراك حسب ما جاء في أجوبتهم في ملف التحقيق، على الشكل التالي، حيث قال نبيل أحمجيق إنه "هو من أحضر أعلام جمهورية الريف والقبعات التي تحمل نفس العلم إلى نشطاء الحراك كدعم منه لهم، وأن أحمجيق كان يلتقيه بصفة مباشرة بالحسيمة أثناء كل زيارة له للمغرب، كما أن الهدف من زيارته أول الأمر هو ملاقاة محمد جلول عند خروجه من السجن"، وقال عنه محمد جلول "إنني أعرفه جيدا، لأنه يقطن في الحي الذي ترعرعت به في بني بوعياش، فقد جمعتنا علاقة الصداقة منذ الصغر، كما أننا درسنا معا خلال سنوات الدراسة الابتدائية، وبعدها سافر إلى هولندا، ورغم ذلك لم تنقطع الاتصالات بيننا، وقد استقبلني يوم خروجي من سجن "تيفلت". لكن ما ورد في تصريح المعتقل محمد الأصريحي كان أكثر دقة حيث أفاد حسب الوثائق الأمنية أن ولاد لحسن كان "هو من قام باستئجار سيارتين لفائدة ناصر الزفزافي ورفاقه للسفر إلى مدينة تيفلت حيث سيستقبل محمد جلول، بل وإن فريد أولاد لحسن هذا هو من اشترى الأثواب التي استعملت كأكفان في مسيرة بالحسيمة". ومن بين الأسماء التي وردت كذلك هو عبد الحافظ بوجيبار، هذا الأخير الذي ذكر في أكثر من محطة من مراحل البحث والذي تصفه السلطات بصاحب "الفكر الانفصالي"، وقد أفادت الوثائق أنه قام بتمزيق جواز سفره المغربي على الهواء مباشرةً، بوجيبار هذا سيذكر اسمه كعضو فاعل في لجنة بروكسيل لدعم الحراك، من خلال مكالمة جمعت بلال عزوز الذي ينتمي لذات اللجنة، بأحد قادة الحراك وهو جلول محمد هذه المكالمة التي ينقل فيها بلال عزوز طلب بوجيبار لجلول بأن يتولى قيادة الحراك بعد الزفزافي، لأن الزفزافي محاصر، وذلك يوم حادثة توقيف خطبة الجمعة. وذكر اسم بوجيبار في ملف التحقيق كذلك من خلال جواب نبيل أحمجيق أحد القياديين البارزين بحراك الريف المعتقل بعكاشة الذي قال أنه "كان يقوم بفيديوهات على المباشر من خلال صفحته بالفايسبوك حيث كان يتحدث عن المسيرات والمظاهرات بالريف، وكان يتواصل معه عبر الفايسبوك". والإسم الآخر هو بلال عزوز رفيق بوجيبار بلجنة بروكسيل لدعم الحراك، تصفه الوثائق كذلك بأن له فكر انفصالي، وصرح عنه أحمجيق أنه له علاقة بناصر الزفزافي، ويقوم بإنجاز فيديوهات لدعم الحراك، وقد سبق له أن اتصل به مباشرة عند زيارته للحسيمة بمناسبة الحراك الشعبي. كما يظهر كذلك اسم عز الدين ولاد خالي علي، المقيم ببلجيكا الذي تصفه وثائق البحث بأنه معروف لدى السلطات البلجيكية ومعروف بتورطه في قضايا السرقة وحيازة المخدرات، وقال عنه أحمجيق في ذات الوثائق أنه عضو نشيط في لجنة بروكسيل وكان على اتصال به. ولاد خالي علي سيذكر في عدة مراحل كذلك عبر مكالمات هاتفية من بينها مكالمة جمعته بقائد الحراك يوم 24 ماي الماضي، أي يوم واحد قبل واقعة المسجد بالحسيمة، حيث طلب ولاد خالي علي من الزفزافي أن يتصل به كلما كان بحاجة لشيء ما مخاطبا إياه بأن هنا "برنامج"، في إشارة إلى البرنامج الاحتجاجي.