أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن "نحو 1300" جندي أوكراني قُتلوا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير. واكتفى زيلينسكي بالكشف عن حصيلة القتلى، في مؤتمر صحافي في كييف، السبت، من دون تفاصيل إضافية. وهذه المرة الأولى منذ بدء النزاع تعلن فيها السلطات الأوكرانية حصيلة رسمية. وأوضح زيلينسكي أن الجيش الروسي خسر "نحو 12 ألف جندي"، مضيفا "أنها نسبة واحد على عشرة، لكنني لست سعيدا بذلك". وكان الجيش الروسي قد أعلن في الثاني مارس مقتل نحو 500 جندي في صفوفه، في حصيلة لم يتمّ تحديثها مذاك، علما أن المعارك تستمر في مدن أوكرانية عدة وخصوصا حول مدينة ماريوبول المحاصرة على بحر آزوف وفي محيط كييف التي تحاول القوات الروسية تطويقها. وفي الثامن من مارس، بعد نحو أسبوعين من اندلاع النزاع، قدرت وزارة الدفاع الأميركية خسائر الجيش الروسي بما بين ألفين وأربعة آلاف قتيل. إلى ذلك، أكد زيلينسكي، أن روسيا، التي غزت بلاده 24 فبراير، تبنّت "نهجا مختلفا بشكل جوهري" عن توجّهاتها السابقة خلال المفاوضات الرامية لإنهاء الحرب. وقال للصحافيين إن هذا النهج يتناقض مع محادثات سابقة عندما كانت تكتفي موسكو ب"إصدار إنذارات" وأكد أنه "سعيد بتلقي إشارة من روسيا" بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه يرى "بعض التحوّلات الإيجابية" في المفاوضات. وخرج وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأوكراني، دميترو كوليبا، اللذان اجتمعا برعاية نظيرهما التركي مولود تشاوش أوغلو، الخميس، بعد أقل من ساعتين من المفاوضات من دون الإعلان عن إحراز تقدم، لكنهما تعهدا بمواصلة الحوار. ويرى محللون إنه على الرغم من أن المحادثات الأولية رفيعة المستوى بين روسياوأوكرانيا في تركيا أحيت أملا عابرا في التوصل إلى حل تفاوضي بين البلدين، إلا أن تسوية الصراع ستتم بشكل أساسي عسكريا على الأرض. ميدانيا، لا يزال الجيش الروسي، يركّز على كييف وشرق أوكرانيا حيث وسّع هجومه ليشمل مدينة دنيبرو الكبيرة، فيما فرض الغرب عقوبات تجارية شديدة على روسيا ردا على ذلك. وقال الجيش الأوكراني في بيان إن العاصمة الأوكرانية إلى جانب ماريوبول المطلة على بحر أزوف وكريفي ريغ وكريمنتشوغ ونيكوبول وزابوريجيا هي المناطق الرئيسة التي ما زالت جهود القوات الروسية تتركز فيها. على الأرض، دفعت الحرب حتى الآن أكثر من 2,5 مليون شخص إلى مغادرة البلاد، معظمهم إلى بولندا، ونزح حوالى مليوني شخص داخل أوكرانيا نفسها، بحسب مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين. وأضاف أنه نظرا إلى "عدم قدرته على تحقيق نجاح، يواصل العدو هجماته بالصواريخ والقنابل على مدن واقعة في عمق الأراضي الأوكرانية هي دنيبرو ولوتسك وإيفانو-فرانكيفسك".