توالت ردود الأفعال المستنكرة للإساءة التي أقدمت عليها قناة "الشروق الجزائرية" وتطاولها عى الملك محمد السادس في أحد برامجها، وقد عبرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، عن استنكارها لإساءة وتطاول القناة المقربة من السلطة الحاكمة في الجزائر، على المؤسسة الملكية ورمزها الملك محمد السادس، ب"أسلوب يفتقر لأبسط الضوابط المهنية". وقالت النقابة في بيان تنديدي اليوم الأحد، إن هذه القناة التي التي رسمت حدود التعبئة الرسمية لاستهداف المغرب ورموزه، تدرك جيدا أنه سلوك لا يعبر، لا من قريب أو بعيد، عن مواقف الشعب الجزائري الشقيق الذي أكد، في أكثر من محطة عن احترامه الشديد وتقديره البالغ لشخص الملك كأحد القادة الذين يسعون لتحقيق تقارب الشعوب وتثبيت مرتكزات السلم والأمن والتقارب والاحترام المتبادل وحسن الجوار، لكل ذلك فإن النقابة الوطنية للصحافة المغربية. وتددت النقابة بهذا المستوى الهزيل في ممارسة النقد المكفول في أعراف الديمقراطية، والذي يروم التقويم للسلوك والتدبير، لا أن يتحول الإعلام لخادم تحت الطلب، يتوسل أدوات نقدية تكشف عجز المخيال الذي أنتج بواسطتها شكلا مشوها في الإساءة لرمز دولة جارة دون احترام شعبها. وقالت النقابة،إن وصول الإعلام الموجه من قبل العسكر الجزائري لهكذا درجات الاسفاف والاستعداء، مؤشر خطير على وضع الشعب الجزائري في زاوية الاستسلام لأجندة الإلهاء عما يجري حقيقة داخل بلد جار يستحق شعبه أن ينعم بحياة فيها ما يسعده ويسمح له بتفجير طاقاته لبناء محيط إقليمي متساكن ومنتج للتنافسية، لا حشره لإنتاج الحقد والضغينة استعدادا لدفعه نحو محرقة التطاحن وسفك الدماء. واستغربت النقابة، اعتماد وسيلة اعلامية جزائرية وسيلة التعبير الأكثر استدعاء للإبداعية والجرأة لمهاجمة المغرب دون وجود ما يعلل ذلك، في الوقت الذي تصوم فيه عن الخوض في مشاكل البلاد التي تعيش أكثر درجات الاحتواء والاستبداد، ويحتاج فيه الشعب الجزائري لإعلامه المستقل والنزيه لمواجهة كل اشكال الظلم. واعتبرت النقابة الوطنية للصحافة أن المسؤولية التاريخية للإعلام الجزائري في هذه اللحظات التي يغامر فيها النظام الجزائري بدفع المنطقة لأقصى درجات التوتر، ستكون وصمة عار على المهنة وأخلاقياتها والأهداف النبيلة للإعلام في تقريب الشعوب ونشر ثقافة التعايش والتسامح. وتساءلت النقابة عن سر هذا العداء المتنامي للإعلام الجزائري اتجاه المغاربة ومؤسساتهم، وعن حدود الاستقلالية والضمير المهني للمنخرطين بلا كوابح في هذه البروباغندا العنيفة تجاه كل ما يمت للمغرب بصلة. وكررت النقابة نداءها الذي أطلقته من منطقة المحبس القريبة من تندوف خلال عقدها لاجتماع المكتب التنفيذي هناك، والداعي للإلتزام بأخلاقيات المهنة والضمير المهني، وعدم الانسياق في أجندة إشعال المنطقة، وهي بقدر ما تتأسف على تمادي النظام الجزائري في دفع إعلام البلد لمزيد من انتاج الحقد والتوتر، تدعو وسائل الإعلام المغربية أن تحافظ على مهنيتها في التعامل مع قضايا المنطقة، وعدم الانسياق لهذه الضحالة التي لا تشرف لا المهنة ولا المهنيين.