لم نعتقد للحظة واحدة أن يلتزم الإعلام الجزائري الحياد في تعاطيه مع قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية، لأن الجميع يعرف عقيدة الإعلام الجزائري التي هي الأقرب إلى عقيدة عسكره منها إلى الشعب الجزائري ، لكن أن يصل به الأمر إلى حد اختلاق سيناريوهات وفبركة أحداث لا وجود لها على أرض الواقع، فهذا ما لم نكن نتوقعه ولو نسبيا. لقد أبان إعلام « أشقائنا « الجزائريين عن خبث وحقد غير مسبوقين في تاريخ المواجهة المعلنة وغير معلنة، وزاد في سمومه بعد قرار المغرب إنهاء عبث عصابة البوليساريو بمنطقة الكركرات، وقطعها الطريق أمام حركة المرور إلى موريتانيا ومن ثم إلى العمق الإفريقي. عشرات القصاصات والفيديوهات غالبيتها كذب وافتراء يروج لها من طرف الصحافة الجزائرية بشقيها الورقي والإلكتروني والإذاعي والتلفزي، واضعة نفسها في مواجهة مباشرة مع المغرب والمغاربة، حيث الشغل الشاغل لعدد من الصحفيين والإعلاميين هو استهداف المغرب ووحدته الترابية بتسميات لا تجدها إلا على صفحات الجرائد الجزائرية التي تركت كل مشاكل شعبها ومعضلاته التي لم تعد خافية على أحد، وانبرت في أسلوب رخيص بعيد عن الموضوعية والمهنية في نشر الإشاعة والأخبار الزائفة بل الأكثر من هذا تمرير خطاب عدائي يحمل بين ثناياه حقدا كبيرا لبلد اسمه المغرب . وبحسب بعض الإحصائيات، فإن الصحافة الجزائرية تخط أزيد من 1600 قصاصة في السنة تستهدف المغرب بمعدل 4 إلى 5 مقالات في اليوم، وهو رقم كبير مقارنة مع ما تكتبه الصحافة المغربية في حق الجارة الشرقية الذي لا يتجاوز بعض مقالات في السنة، وهو ما علينا التفطن له ووضعه في سياقه العام والتفاعل معه من منطلق الضرر الذي يريدون إحداثه، فعدد من الأسماء الصحفية الجزائرية لم يعد له من أمر سوى استهداف المغرب بمقالات وتصريحات مدفوعة الأجر من خزانة الدولة الجزائرية وبدعم كامل من مؤسستها العسكرية التي لم تترك أي وسيلة إلا وجندتها وأغدقت عليها العطايا. لقد كشفت واقعة الكركرات عن الوجه الحقيقي للإعلام الجزائري البشع ، وفضحت زيف حيادها المفترى عليه، فأفردت مساحات مهمة على صفحاتها الورقية والإلكترونية وفضائياتها وأثيرها لاستهداف المغرب وطنا وشعبا ومؤسسات رسمية بعبارات تجاوزت حدود اللياقة والأدب المفروض أن يتحلى بها أبواق الجزائر من صحفيين وإعلاميين، لكنها ورغم منسوب الحقد الذي يحمله الإعلام الجزائري تُجاه المغرب، فإنها فشلت في تأليب الرأي العام في الجزائر وحتى خارج حدود الجزائر . فبدلا من أن تذهب الصحافة الجزائرية في التعاطي مع ما تعيشه الجزائر من مشاكل والبحث في ملفات الفساد الذي أزكم الأنوف وإعطاء المتلقي الجزائري مادة صحفية هادفة تقارب معاناته اليومية من نظام بيروقراطي، تحولت إلى ناطق رسمي باسم مرتزقة البوليساريو وشطحاته التي لا يصدقها أحد من أبناء الجزائر، الذين يعرفون حقيقة النظام العسكري الذي يغطي على فشله في تدبير شؤون البلاد وفي توفير سبل العيش الكريم للجزائريين بلعب ورقة البوليساريو ،التي دقت عملية استعادت معبر الكركرات من طرف القوات المسلحة الملكية آخر مسمار في نعشها في انتظار تشييعها وإقبارها بشكل نهائي.