لم يُخلف الجزائريون موعدهم الأسبوعي مع المظاهرات التي دأبوا على تنظيمها كل يوم جمعة، حيث توافد الآلاف منهم على ساحة مبنى البريد المركزي بالعاصمة، في أول جمعة من شهر رمضان، مجددين مطالبتهم بتغيير النظام بشكل جذري وضرورة القطيعة مع رموز فترة حكم الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة. وردد المتظاهرون عبارات مناوئة لرموز النظام القديم وعلى رأسهم عبد القادر بن صالح، رئيس الدولة المعين لقيادة المرحلة الانتقالية، ونور الدين بدوي الذي عين وزيرا أول للتحضير الانتخابات الرئاسية المقررة في الرابع من يوليوز المقبل والمرفوضة من الجزائريين، رافعين شعارات من قبيل “قايد ارحل، بدوي ارحل، بن صالح ارحل” و “صامدون صامدون في حراكنا ماضون” وبالرغم من تزامن هذه الاحتجاجات مع شهر الصيام إضافة إلى الحرارة المرتفعة التي تعرفها العاصمة الجزائر هذه الأيام، إلا أن مبنى البريد المركزي غص بالآلاف من المحتجين في الجمعة الثانية عشر من الحراك الشعبي الذي انطلق في شهر فبراير الماضي. وحظي توقيف شقيق الرئيس المستقيل، سعيد بوتفليقة، بترحيب واسع من لدن فئات واسعة من الشعب الجزائري؛ على اعتبار أنه كان له دور في إبقاء شقيقه بأي ثمن في الحكم، رغم الجلطة الدماغية التي تعرض لها في 2013. احتجاجات هذه الجمعة، تأتي عقب ساعات من إيداع زعيمة حزب العمال، لويزة حنون، السجن المؤقت في قضية تتعلق بالمشاركة في التآمر ضد سلطة الجيش وأمن الدولة، والمتهم فيها سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس المستقيل، عبد العزيز بوتفليقة، واثنين من كبار المسؤولين السابقين في الاستخبارات الموجودين رهن الحبس المؤقت.