يواجه "أسود الأطلس" اليوم على الساعة السادسة مساء بالرباط "صقور الطوغو" ، برسم الجولة الثالثة من الاقصائيات المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأسي العالم وإفريقيا للأمم 2010 (المجموعة الأولى)، وهم واعون بحتمية الفوز إن هم أرادوا البقاء في دائرة السباق من أجل الظفر بتأشيرة المرور إلى نهائيات العرس الكروي العالمي. فبعد كبوتهم في الجولة الأولى بالدار البيضاء (2-1) أمام منتخب الغابون، وعودتهم بنقطة الأمل من ياوندي إثر تعادلهم سلبا أمام منتخب الكاميرون في الجولة الثانية، سيمكن فوز أشبال روجي لومير على منتخب الطوغو من استعادة التوازن والثقة، كعامل أساسي لمواصلة مشوار هذه الإقصائيات.
ومن هذا المنطلق، يتوجب على المنتخب الوطني الذي خاض تربصا إعداديا بالمركز الوطني لكرة القدم بالمعمورة، تجاوز هذه المرحلة الهامة للحفاظ على حظوظه وبالتالي تحقيق المصالحة مع الجمهور والتأكيد على أن تعثره أمام منتخب الغابون لا يعدو أن يكون كبوة جواد ليس إلا.
فخلال المباراة ضد منتخب الكاميرون، قدمت العناصر الوطنية بالرغم من أنها كانت تحت الضغط النفسي ولم تكن تؤمن بما فيه الكفاية في قدرتها على تحقيق الفوز، عرضا مقنعا وأبانت أنها تتوفر على إمكانيات تسمح لها بحضور أول مونديال يقام على أرض بالقارة السمراء.
فخط الدفاع الذي طالما اعتبر الحلقة الأضعف في المجموعة، أدى مهمته بامتياز ونجح في إجهاض محاولات الهجوم الكاميروني بفضل فعالية ومستوى الوافد الجديد ،المهدي بنعطية (فريق كليرمون الفرنسي)، في ثاني ظهور رسمي له بألوان الفريق الوطني.
وسرق بنعطية إلى جانبه حارس المرمى نادر المياغري الذي ما فتيء مع توالي المباريات يبرهن عن تألق لافت، الأضواء وملء الفراغ الذي تركه غياب المخضرمين طلال القرقوري وعبد السلام وادو.
واستعدادا لمباراة اليوم، حافظ روجي لومير على التشكيلة ذاتها التي خاضت لقاء ياوندي مع التحاق عبد السلام بنجلون مهاجم فريق روليرس البلجيكي، بالمعسكر التدريبي بمركز "كلير فونطين" بالعاصمة الفرنسية باريس.
في المقابل، سيحل منتخب الطوغو الذي يحتل المركز الثاني في المجموعة برصيد ثلاث نقط (من فوز على الكاميرون وخسارة أمام الغابون)، بالرباط بهدف تحقيق نتيجة إيجابية وتعزيز آماله في بلوغ النهائيات.
وسيعمل منتخب "الصقور" الذي سبق له أن مثل القارة الإفريقية في مونديال ألمانيا 2006، على إعادة الإنجاز ذاته الذي حققه في الجولة الأولى أمام منتخب الكاميرون وإضافة ثلاث نقط إلى رصيده، وهو ما يحتم على النخبة الوطنية التعامل بكثير من الحيطة والحذر مع مجريات هذا اللقاء.
من جانبه سيحاول البلجيكي جان تيسين الذي عين في شهر مارس الماضي للإشراف على تدريب منتخب الطوغو بهدف قيادة الأخير إلى نهائيات المونديال، ترك بصماته خلال مروره بالمغرب، الذي سبق له أن عمل به مدربا لفريق الرجاء البيضاوي موسم 1994-1995.
وسيكون الطوغو محروما من خدمات النجم إيمانويل أديبايور (مهاجم فريق أرسنال الإنجليزي) بسبب حصوله على الإنذار الثاني في الجولة الماضية وكذا من خدمات مدافعه طوماس دوسيفي، الذي تلقى بطاقة حمراء أمام منتخب الغابون.
وسبق للمنتخبين المغربي والطوغولي أن التقيا ست مرات فاز "أسود الأطلس" في ثلاثة منها و"صقور الطوغو" في إثنتين وتعادلا في واحدة لتبقى أكبر خسارة عالقة بأذهان الطوغوليين تلك التي منوا بها يوم 28 أكتوبر 1979 بالمحمدية (7-0) ضمن الإقصائيات المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 1980.
يذكر أن اللقاء الثاني عن المجموعة الأولى، والذي كان مقررا يوم السبت المقبل بين المنتخبين الغابوني والكاميروني، تأجل إلى غاية خامس شتنبر القادم لكون العاصمة ليبروفيل ليست مستعدة بعد لاحتضان هذه المباراة، التي ستجرى بعد ثلاثة أيام من مراسيم جنازة الرئيس الغابوني الراحل الحاج عمر بونغو.