باخراج انساني يحمل كل قيم التضامن والمحبة الدائمة عادت ماما رحمة وبطاقم احترافي يضم كل من الاساتذة رضوان حلي وفريدة حنيفة ومحمد احنيني وبحضور وازن لفعاليات من المجتمع المدني بالرحامنة ،قدمت ليلة الجمعة الماضي تراجيديا من حفل انساني جمع بين نبل الفكرة وواقعيتها المستمدة من حياة تسعةواربعين طفلا شاء لهم القدر ان يعيشوا ما بين محن زمن قسى عليهم قبل ان يجدوا انفسهم وقد جرفتهم تيارات من عشق ومحبة وانسانية حفظت لهم ارواحهم ونطقت بهم كضمير حي لهذه الامة … البنية الدرامية للحفل تقوم على البحث عن معاني كثيرة تاهت في جنبات تلك القاعة الفسيحة الجميلة من مركب الصداقة كمعلمة عمرانية وتاريخية لن تنسى من ذاكرة من مروا بها وهي ان تدخل الفرحة الى قلب يتيم وان تخصص يوما من كل سنة لتعيده الى النبش في ذاته الصغيرة ، وان تجعله يغني ويرقص عل انغام متعددة وبايقاعات مختلفة ، وكيف تجعله يعيش فرحة العيد قبل حلولها وبملابس جديدة وبمعدات للاستحمام وبعشاء فاخر يحس فيه اليتامى من خلاله انهم كبارا كالاخرين وان تكريمهم هو تكريم للانسانية واستعادة لرمزية الموت الذي يصول بيننا ويتخطانا الى غيرنا قبل ان يتخطى غيرنا ليصل الينا … ماما رحمة كما كان لنا شرف تسميتها بذلك ذات يوم كانت حاسمة رفقة طاقمها الجميل وبضمير المؤنث والمذكر معا في الخروج الى العلن وهي المتوارية بعيدا في الظل في نسج حكاية اكثر من اربعين يتيما كانوا ابطالا حقيقيين بوقارهم وابتساماتهم وعفويتهم وهم يمارسون فعل تانيب ضمائرنا وبانفعالات متعددة تبرز للجميع اننا فقدنا كل معاني الاحساس الجميل وان هناك اطفال صغار يتامى يعيشون الى جانبنا وان لا احد فكر فيهم وان مبادرة اسعد يتيما هي وخز لضمائرنا الميتة وصرخة في وجه شخصياتنا المركبة المريضة بالانا وبعبث الحياة لاننا نسينا ان اغلب عظماء التاريخ عاشوا يتامى وان اليتم هو هو الوجه الحقيقي لحياة اريد لها ان توصف بالدنيا لانها دنئية ولا تساوي كل هذا الاهتمام … شكرا مامارحمة مرة اخرى وبكل لغات العالم ، شكرا لجميع من اخرجنا من سباتنا ليعدنا الى قوة الحقيقة المرتبطة بالموت الذي جعل الكثير من الحاضرين يسكب دمعة ساخنة وهو يحتضن يتيما ليقبل راسه ، ليزيح الغياب ويعيد صياغة هوية طفولة مشروخة قليلا ما تجد من يمسح دمعتها والمها السرمدي ….