بفخر واعتزاز خلدت ساكنة مدينة سطات مساء يوم : السبت 20 غشت 2016 بقاعة الاجتماعات الكبرى بعمالة اقليمسطات ذكرى ثورة الملك والشعب التي جسدت ملحمة عظيمة في مسيرة الكفاح الوطني الذي خاض غماره الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد من أجل حرية الوطن وتحقيق الاستقلال. وقد ترأس هذا الحفل عامل اقليمسطات مرفوقا بشخصيات مدنية وعسكرية وقضائية بالإضافة إلى المنتخبين الجماعيين والبرلمانيين وجمعيات المجتمع المدني وبعض المنابر الإعلامية وشريحة عريضة من المواطنين الذين عبروا بعد الإنصات للخطاب الملكي الذي بث مباشرة على شاشات القنوات المغربية الرسمية، عن فرحهم وسرورهم بهذه الذكرى الغالية على قلوب المغاربة قاطبة. وعرفت فقرات هذا الحفل تلاوة بعض كلمات أعدت لهذه المناسبة الغالية التي تعتبر من المفاخر التي يزخر بها تراث الكفاح الوطني، من أجل استقلال المغرب وتحقيق وحدته وعزته وكرامته ،فعندما تطاول الاستعمار على رمز السيادة الوطنية الملك المجاهد محمد الخامس طيب الله تراه ،ونفذ مؤامرة نفيه رفقة عائلته الكريمة إلى كورسيكا ثم مدغشقر .اعتقدت سلطات الحماية أنها وضعت بذلك حدا للكفاح التحرري ،مما سيمكنها من إحكام سيطرتها على البلاد واستغلال خيراتها واستعباد شعبها ،غير أن إبعاد الملك الشرعي كان بالنسبة للشعب المغربي الملتف حول ملكه هو بداية النهاية للاحتلال ،لأن المساس بالعرش كان بمثابة إشعال لفتيل المقاومة واندلاع ثورة الملك والشعب التي عجلت باستقلال المغرب. وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فان في مثل هذا اليوم وجه المرحوم علال الفاسي من إذاعة صوت العرب نداء القاهرة يدعو من خلاله الشعب المغربي إلى الثورة ويؤكد الشرعية التاريخية للعرش، وقد تحقق ذلك ونحن اليوم على مسافة زمانية تتجاوز ستة عقود عرفت البلاد خلال هذه المرحلة نضالا مستمرا ومريرا من أجل عودة محمد الخامس وأسرته من المنفى وكان ما أراد الشعب وأراد الملك وأعلن الاستقلال وتنفس الجميع الصعداء وأعلنت نهاية الجهاد الأصغر للانطلاق نحو الجهاد الأكبر، وكان الأمر بالفعل جهادا أكبر ،لأنه ليس جهدا فقط من أجل البناء بل كان كذلك جهادا من أجل إصلاح الذات وتغيير ما بالأنفس. إن ذكرى ثورة الملك والشعب يجب أن تحرك النخوة والعزة في نفوسنا جميعا حتى نتمم رسالة استكمال الوحدة الترابية في مسيرة متناغمة مع الوحدة الوطنية التي عمادها ركائز الهوية المغربية الإسلام والعربية والأمازيغية. إنها ذكرى تأتي والبلاد تستعد لخوض غمار معركة الانتخابات التشريعية المقبلة نرجو أن تؤخذ الدلالات والعبر من هذه الذكرى الغالية وتكون لبنة قوية وأساس في تحقيق التعادلية الاقتصادية والاجتماعية التي تضمن لكل المواطنين العيش الكريم ولن يتأتى هذا إلا ببرلمان قوي وحكومة ناجعة ذات رؤية واضحة واستراتيجية محكمة قادرة على تحقيق برامجها الانتخابية ومطالب وتطلعات الشعب المغربي على أرض الواقع.