بفخر واعتزاز خلدت ساكنة مدينة سطات مساء يوم: الأربعاء 20 غشت الجاري بقاعة الاجتماعات الكبرى بولاية جهة الشاوية ورديغة ذكرى عيد الشباب المجيد وثورة الملك والشعب التي جسدت ملحمة عظيمة في مسيرة الكفاح الوطني الذي خاض غماره الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد من أجل حرية الوطن وتحقيق الاستقلال. وقد ترأس هذا الحفل والي الجهة مرفوقا بشخصيات مدنية وعسكرية وقضائية بالإضافة إلى المنتخبين الجماعيين والبرلمانيين وجمعيات المجتمع المدني وبعض المنابر الإعلامية وشريحة عريضة من المواطنين الذين عبروا بعد الإنصات للخطاب الملكي الذي بث مباشرة على شاشات القنوات المغربية الرسمية، عن فرحهم وسرورهم بهذه الذكرى الغالية على قلوب المغاربة قاطبة. وعرفت فقرات هذا الحفل توشيح بعض المنعم عليهم من طرف عاهل البلاد الذي قدموا خدمات جليلة لهذا الوطن ،وكلمات أعدت لهذه المناسبة الغالية التي تعتبر من المفاخر التي يزخر بها تراث الكفاح الوطني ،من أجل استقلال المغرب وتحقيق وحدته وعزته وكرامته ،فعندما تطاول الاستعمار على رمز السيادة الوطنية الملك المجاهد محمد الخامس طيب الله تراه ،ونفذ مؤامرة نفيه رفقة عائلته الكريمة إلى كورسيكا ثم مدغشقر ،اعتقدت سلطات الحماية أنها وضعت بذلك حدا للكفاح التحرري ،مما سيمكنها من إحكام سيطرتها على البلاد واستغلال خيراتها واستعباد شعبها ،غير أن إبعاد الملك الشرعي كان بالنسبة للشعب المغربي الملتف حول ملكه هو بداية النهاية للاحتلال ،لأن المساس بالعرش كان بمثابة إشعال لفتيل المقاومة واندلاع ثورة الملك والشعب التي عجلت باستقلال المغرب. وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فان في مثل هذا اليوم وجه المرحوم علال الفاسي من إذاعة صوت العرب نداء القاهرة يدعو من خلاله الشعب المغربي إلى الثورة ويؤكد الشرعية التاريخية للعرش،وقد تحقق ذلك ونحن اليوم على مسافة زمانية تتجاوز ستة عقود عرفنا خلال هذه المرحلة نضالا مستمرا ومريرا من أجل عودة محمد الخامس وأسرته من المنفى وكان ما أراد الشعب وأراد الملك وأعلن الاستقلال وتنفس الجميع الصعداء وأعلنت نهاية الجهاد الأصغر للانطلاق نحو الجهاد الأكبر،وكان الأمر بالفعل جهادا أكبر ،لأنه ليس جهدا فقط من أجل البناء بل كان كذلك جهادا من أجل إصلاح الذات وتغيير ما بالأنفس. إن ذكرى ثورة الملك والشعب يجب أن تحرك النخوة والعزة في نفوسنا جميعا حتى نتمم رسالة استكمال الوحدة الترابية في مسيرة متناغمة مع الوحدة الوطنية التي عمادها ركائز الهوية المغربية الإسلام والعربية والأمازيغية. إنها ذكرى تأتي ونحن في غمرة الزيادات المتتالية في المحروقات والمواد الغذائية والاقتطاع من أجور المضربين عن العمل من طرف هذه الحكومة التي أتقلت كاهل المواطن المغربي البسيط ،نرجو أن تؤخذ الدلالات والعبر من هذه الذكرى الغالية وتكون لبنة قوية وأساس في تحقيق التعادلية الاقتصادية والاجتماعية التي تضمن لكل المواطنين العيش الكريم.