من المتعارف عليه تربويا أن الطلبة والتلاميذ مهما بلغ مستواهم الاجتماعي التحصيلي ، يكونون في أمس الحاجة الى شحنة تشجيع خلال فترة الإعداد للامتحانات ، وهو تشجيع يصدر من آبائهم وأولياء امورهم ومعلميهم وأساتذتهم ، ليكون شحنة حماس تشجعهم على خوض ماهم مقبلون عليه . وزير التعليم العالي الذي ليس إلا لحسن الداودي ، يعتبر أستاذا ومربيا كان عليه أن يعطي المثال ويكون النموذج للأستاذ والمربي في مثل هذه المناسبات ، وذلك بأن يلهب حماس الطلبة ، وهم في غمار الاختبارات بعبارات لتقوية عزيمتهم وإلهاب حماسهم ، وقد ال على نفسه ألا يخلف هذا الوعد ففعل. بل إن الداودي قرر أن يواكب الطلبة طيلة السنة الجامعية بتصريحات من قبيل تقزيم الدراسات الأدبية والحقوقية ، وكل ما لا يمت الى التخصصات العلمية ، وقد فعلها اكثر من مرة ، ووصف المجازين ب / العالة/ ، وياتي منذ أيام ليدعو الطلبة الذين لا يجيدون اللغة الانجليزية الى حفر قبورهم ( هكذا) ، ليختم شطحاته بقرار يشترط على كل مرشح للدكتوراه أن يدلي بما يفيد تمكنه من لغة شكسبير ، مما أوقع العشرات بل المئات من هذا الصنف من المرشحين في حرج كبير لم يكونوا يتوقعونه . فأي هاجس يحرك مسؤولا من صنف الداودي ، وهو يقدم على مثل هذا القرارات ويدلي بمثل تلك التصريحات في كل مناسبة . الداودي وطيلة فترة استوزاره يعمل بمبدا( أجي يافم وقول ) دون توخي العواقب، الشيء الذي كان يدهش المتتبعين خاصة ممن يعرفون الرجل /الدكتور/ ، ويعرفون مستواه الكبير في اللغات وهم يتابعون أكثر من مرة لقطات محادثات له مع شخصيات تتحدث الانجليزية يلجأ خلالها إلى ترجمان لترجمة أبسط الجمل والكلمات ، ماعدا اذا كانت الاستعانة بالترجمان تندرج في إطار البروتوكول الذي يريد الداودي العمل بمقتضاه . وطبعا فان لحسن الداودي ، يعرف أكثر من غيره ، كم من وزير في الحكومة يتقن الانجليزية ، وكم منهم من عليه أن يحفر قبره، وربما فإن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران نجا بجلده ، بعد أن عسكر أخيرا في مخيم الانجليزية ببلجيكا بإلحاح من السفير الامريكي بالرباط وبعض الأصدقاء . على وزير التعليم العالي أن يعلم ان قراراته وتصريحاته غير المتوازنة أصابت الطلاب بالاحباط ، وأجمعوا على ان تصرفات لحسن الداودي هي أكبر مدعاة لعزوف الشباب عن السياسة ، وتمنوا أن تخلو الحكومات المقبلة من مثل نماذج الداودي، وما أكثرها في هذه الحكومة . وأخيرا يا وزير التعليم العالي قد يكون من حقك فرض إجادة لغات اجنبية على شرائح من الطلبة ، لكن بطريقة تدريجية، ومع تنسيق تام مع وزارة التربية الوطنية المشرفة على التعليم الثانوي ، فهي المنوط بها إعداد التلاميذ وتكوينهم وتعليمهم اللغات التي تشترطها وزارتكم ،حتى يتفادوا تعلم هذه اللغات كما يتعلمها ( لي فو كيد) les faux guides كما جاء في تصريحاتكم .