عندما طالب الأساتذة المتدربون بالتوظيف الجماعي شهر شتنبر فهم لا يدافعون عن مطالبهم العادلة و المشروعة فقط، و إنما يدافعون عن المدرسة العمومية في شموليتها و عن الأساتذة الممارسين في الأقسام و عن أبناء الشعب المغربي المهمشين و المكدسين في أقسام شبيهة بعلب السردين. فالمعروف أن التعليم ببلادنا يعاني خصاصا في الموارد البشرية بشكل عام لا يتصور و اليوم و في ظل استقرار التوظيف، يعرف كل موسم دراسي تعثرا كبيرا راجع بالأساس الى قلة الأطر التربوية و خاصة هيئة التدريس و يتم اللجوء دائما الى التكليفات التعسفية خارج الإطار حيث يصبح أستاذ الابتدائي يدرس بسلك الثانوي التأهيلي و كذلك بسلك الثانوي الاعدادي تحت مسمى التكليفات من أجل المصلحة و التكليفات خارج التخصص حيث يصبح أستاذ الرياضيات مثلا يدرس الاعلاميات و الفيزياء و أستاذ الفلسفة يدرس الاجتماعيات و التربية الاسلامية و اللغة العربية في إطار بدعة أطلق عليها اسم المواد المتآخية، و يتم تقليص بنية المؤسسات فيصبح القسم يضم أكثر من 50 تلميذا بهدف توفير الأطر التربوية للتلاميذ، و إذا ما استمرت الحكومة في عنادها و قررت توظيف أساتذة الغد حتى شهر يناير، فمن المتوقع أننا سنكون أمام نكبة تاريخية في قطاع التعليم ببلادنا و الضحايا هم أولا و أخير أبناء الشعب المغربي المتواجدين في أعالي الجبال و فيافي الصحراء و المناطق المنسية و النائية . إذن الحل يكمن في توظيف جميع أساتذة الغد شهر شتنبر و ليس بداية يناير. الأساتذة المتدربون عندما يطالبون بالتوظيف الجماعي شهر شتنبر فهم أولا يدافعون عن الأساتذة الممارسين حيث من المتوقع أن تلغي وزارة بلمختار عملية الحركة الانتقالية بشكل نهائي هذه السنة لأن عدم التوظيف أو تأخيره الى شهر يناير يعني عدم توفر الأساتذة الجدد الذين سيعوضون من يود الانتقال و بالتالي ستكون وزارة بلمختار مجبرة على عدم اعلان عملية الحركة الانتقالية هذه السنة، و كذلك ستكون الوزارة مضطرة لتمديد سن الإحالة على التقاعد بسبب غياب خريجين جدد. لذا، عندما يطالب الأساتذة المتدربون بتوظيفهم شهر شتنبر فهم لا يدافعون عن حقوقهم العادلة و المشروعة فقط و إنما يدافعون كذلك عن المدرسة العمومية في شموليتها و يدافعون عن الأساتذة الممارسين و عن أبناء الشعب المغربي المهمشين ليستفيدوا من تعليم جيد و مجاني للجميع، هذه هي الحقيقة التي على الجميع أن يستوعبها. و إذا كانت الحكومة التي تريد توظيف الأساتذة شهر يناير و تتحجج في ذلك بعدم استفادة أساتذة الغد من التكوين و خاصة في شقه التطبيقي، فعلى الجميع أن يتذكر و الى عهد جد قريب كيف كان يتم معالجة التكوين لأساتذة التوظيفات المباشرة الذين تم ادماجهم في الأقسام مباشرة في ظروف سياسية معروفة، و نعرف ماذا حصل سنة 2011 و ما قبلها من التحاق أفواج من الأطر العليا بقطاع التعليم مع العلم أنهم لم يستفيدوا من أي تكوين سواء شقه التطبيقي أو النظري، و تم تدارك ذلك بالتكوينات المستمرة حيث تمت متابعة و مواكبة الأساتذة المعنيين بهذه التكوينات.