قال الحسين المجاهد، الكاتب العام للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، في افتتاح الندوة الدولية حول موضوع «تداخل الثقافة الأمازيغية والعربية» المنظمة في إطار المهرجان الرابع للثقافة الأمازيغية الذي احتضنته مدينة فاس في الأسبوع الأول من شهر يوليوز الجاري، إن النهوض بالثقافة الأمازيغية وإيلاءها المكانة اللائقة بها شرط أساسي لجعلها من عناصر تحقيق التنمية الاجتماعية والاسهام إلى جانب الثقافة العربية في بناء المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي المأمول. وأضاف مجاهد أن هذا المجتمع يجب أن يكون مبنيا على مفهوم التعاقد الاجتماعي لتتمكن الثقافتان الأمازيغية والعربية من الاضطلاع بدور يتناسب مع التحولات النوعية المنشودة في السياسة اللغوية والثقافية بالمغرب. وذكر في هذا العدد بانطلاق مسلسل النهوض باللغة الأمازيغية الذي يهدف إلى تعزيز مكانتها وفقا لمتطلبات هذا مشروع المجتمعي الجديد. وأشار أن هوية الثقافة المغربية عبر التاريخ المشترك تتميز بالطابع الوحدوي والتنوعي للشخصية الثقافية المغربية، مذكرا في هذا الصدد بالخطاب الملكي الذي أعلن فيه جلالته عن إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، من جهته أشار موحى الناجي مدير المهرجان إلى أن هذه الندوة تتوخ إبراز الأسس السوسيوثقافية للثقافة الأمازيغية التي تشكل تراثا تاريخيا لا يمكن الاستغناء عنه مضيفا أن المشاركين في الندوة ، يتطرقون إلى الخصوصية الثقافية التي طبعت شخصية المواطن المغرب،سواء كان يتحدث باللغة العربية أو باللغة الأمازيغية. من جانبه أكد سعد الكتاني المندوب السامي لجمعية 1200 سنة على تأسيس مدينة فاس أن الثقافة الأمازيغية تشكل مكونا أساسيا من مكونات الهوية المغربية. وحظي أحمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بتكريم خاص من المهرجان الرابع للثقافة الأمازيغية على إسهاماته من أجل الإرتقاء باللغة الأمازيغية. وسلط المشاركون في الندوة الضوء على ما قدمه بوكوس للثقافة الأمازيغية والجهود التي يبذلها من أجل إدماج تدريس الأمازيغية في البرامج التعليمية. وخلال المهرجان عاشت ساحة باب أبي الجنود على إيقاعات أصوات أمازيغية مغربية وجزائرية، وقد أمتع كل من الفنانة شريفة «كريست» التي تنحدر من منطقة الأطلس المتوسط والفنان عبد الرحمن أولحلو من «ستاكورابت» وهي قرية بمنطقة القبايل الجزائرية، بأغانيهما الجمهور واجتذباه إلى احضان المغرب. وبالمناسبة أكد موحى الناجي مدير المهرجان أن التعابير الأمازيغية بالمغرب هي عوامل لنشر الثقافات العريقة الخاصة بالجهات التي تتكلم الأمازيغية ،والنهوض بها. وقال الناجي في ندوة «تداخل الثقافة العربية والأمازيغية» التي نظمت من الثالث إلى السادس من شهر يوليوز تحت شعار «1200 سنة من وئام ووحدة الشعب المغربي، إن هناك تفاعلا متناغما والتحاما قويا بين الأمازيغية والعربية. وأوضح الناجي أن الأمازيغية في المغرب تتضمن على سبيل المثال ألفاظا ينطق بها في اللهجات العربية منها :الكأس أو الفطور أو الكتاب وأن عددا من الكلمات العربية لها موقع لغوي ملائم في الأمازيغية. وأشار إلى أن اللغة الأمازيغية بالمغرب تتحدث بها شريحة واسعة من الساكنة وبتعابيرها الثلاثة، تاريفيت وتامازيغت وتشلحيت. واعتبر الناجي أن من شأن إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية واعتماد «تيفيناغ» كحرف رسمي للغة الأمازيغية، المساهمة في نشر وتعلم هذه الحروف التيفيناغ على نطاق واسع، مؤكدا أن الأهم في الوقت الحالي هو العمل على ضبط اللغة الأمازيغية وإدماجها في المنظومة التربوية كأداة للتدريس.