نفى موحا الناجي مدير مهرجان فاس للثقافة الأمازيغية في تصريح ل»العلم» ، بأن يكون هذا المهرجان الذي أسدل الستار عن فعاليات دورته الخامسة نهاية الأسبوع الماضي، نخبويا مؤكدا على أنه منفتح على كل شرائح المجتمع بدليل أن قاعة المؤتمرات بفاس ظلت طيلة أيام المهرجان غاصة واحتضنت الكثير من النقاشات. وقال الناجي لقد نظمت هذه الدورة تحت شعار «التعددية الثقافية والديمقراطية في العالم الإسلامي»، لأن الأمازيغية ترمز إلى هذه التعددية باعتبارها مكونا أساسيا من مكونات الشخصية المغربية رغم الفرق بين عادات وتقاليد كل جهة من الجهات التي تتكلمها. وعن رمزية تكريم عبد الكبير الخطيبي أضاف أنه كاتب مرموق وله عدة مؤلفات أكد من خلالها أن الامازيغية كانت دائما مكونا أساسيا في الثقافة الأمازيغية وكان دائم الدفاع عن التعدد الثقافي الذي يتميز به المغرب وقد نال هذا التكريم رضا الجميع بدليل أن الخطيبي كاتب مغربي من العيار الثقيل، أعطى الكثير للأدب وللثقافة المغربيين. وللإشارة ففعاليات الدورة الخامسة للمهرجان الوطني للثقافة الأمازيغية قد نظمت على مدى أربعة أيام في موضوع «التعددية الثقافية والديمقراطية في العالم الإسلامي» من تنظيم مؤسسة روح فاس وجمعية فاس سايس ومركز جنوب شمال لحوار الثقافات وبدعم من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ومؤسسة البنك المغربي للتجارة الخارجية. وأشار أن هذه المقاربة الذي أتى بها مهرجان فاس للثقافة الأمازيغية تساهم في تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص والتفاهم الثقافي، وذلك من خلال إقصاء التمييز ومساعدة المؤسسات لتصبح أكثر استجابة للتنوع الثقافي. وأبرز «الثراء المشترك» الذي يمثله التعدد الثقافي بالمغرب، مضيفا أن «الأمر يتعلق بمسار متطور يندرج في إطار إرساء دولة القانون والمواطنة». وذكر أن الوضعية السوسيولوجية واللغوية بالمغرب «تتميز بالتعدد اللغوي والتنوع الثقافي اللذين تعكسهما لغات متعددة ومتنوعة، بالخصوص الأمازيغية والعربية الدارجة والعربية الكلاسيكية والفرنسية والإسبانية والإنجليزية». وتضمن برنامج مهرجان فاس للثقافة الأمازيغية، شقين يخصص الأول لمناقشة ودراسة التعدد الثقافي، فيما يهم الشق الثاني الأغنية والشعر الأمازيغي. وذكر أن أهم ما ميز هذه التظاهرة هو التركيز على الثقافة التي تمثل محورا أساسيا من محاور الديمقراطية. ويتعلق الأمر بوضع استراتيجيات متجانسة تسمح بجعل الثقافة في خدمة التنمية والديمقراطية. وقد شارك في مهرجان فاس للثقافة الأمازيغية 40 محاضرا من العيار الثقيل كسعد الدين ابراهيم وحسن حنفي وعبد الله ساعف وكفين ضواير ومارشا إنهورن وأحمد بوكوس وموحى الناجي وفاطمة صديقي وعبد الرحمان طنكول والمعطي قبال والفلالي عبدو أنصاري وغيرهم، حلقة مميزة سلطت الضوء على الأثر الحاسم للتعددية الثقافية عموما والثقافة الأمازيغية على وجه الخصوص في التنمية المستدامة. وأبرز الناجي أن هذا الملتقى سيساهم بشكل إيجابي في ترسيخ مبدأ القبول بالآخر والإيمان بالتنوع الثقافي، واعتباره واقعا ملموسا إن على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي، وناقش اللقاء كل الوسائل المتاحة التي من شأنها النهوض بهذه الثقافة في جميع مظاهرها. وخلال الجلسات العلمية تم تبادل وجهات النظر حول الوسائل التي تسمح بإمكانية القيام بمقاربة مندمجة للتعددية الثقافية، مقاربة ترتكز على البعد الديمقراطي والإنساني والاجتماعي. وقد تم خلال هذا المؤتمر تكريم السيد عزيز أخنوش والاحتفاء به اعترافا بأنشطته الاجتماعية وإسهاماته الكبرى في مجال الثقافة الأمازيغية. كما تم تكريم الكاتب المبدع المرحوم عبد الكبير الخطيبي لعطاءاته الضخمة في المجالين الأدبي والسوسيولوجي. وشارك في هذه الدورة 18 مجموعة ضمت في مجملها حوالي 80 فنانا تمثل مختلف المناطق المغربية و الجزائر والعراق وفرنسا وإيطاليا، وتم تكريم شخصيات فنية متميزة: نجاة اعتابو، فاطمة تيحيحيت، إيدير، ناس الغيوان، ونجاة الحسيمية، وذلك اعترافا بمواهبهم الفنية، وإسهاماتهم الهامة في مجال الأغنية. وخصصت اللجنة المنظمة لهذه الدورة عروضا مناسبة لأذواق الشباب المتراوحة أعمارهم ما بين 18 و25 سنة احتضنتها ساحة باب ماكينا وساحة آيت سقاطو وشارك في تنشيطها فرق موسيقية من الجيل الغنائي الجديد. كما تضمن المهرجان عروضا متميزة للمنشورات والكتب واللوحات الفنية والزربية الأمازيغية، وتم عرض شريطين سينمائيين الأول للمخرجة الفرنسية هيلين هاواد حول وضعية الطوارق في مالي والثاني حول وضعية النساء في جهة سوس لمخرجه نبيل عيوش. وخلص المهرجان إلى العديد من التوصيات كضرورة الاهتمام بالثقافة الأمازيغية والثقافة المحلية باعتبارها ثقافة وطنية أصيلة واستغلال الإمكانيات التي تتيحها العولمة لتكريس مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان في البلدان الإسلامية وضرورة ترسيخ الثقافة الديمقراطية كحل لمشاكل العالم الإسلامي بالإضافة إلى الاهتمام بالمرأة كعنصر أساسي للتنمية البشرية وإعادة الاعتبار للأقليات ودعمها معنويا وماديا وإدماج مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان في التربية والتكوين واستخدام وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة للتعريف بالثقافات الإسلامية ونشر صورة إيجابية للإسلام واحترام التعددية الثقافية والحق في الاختلاف.