تخليد الذكرى ال69 لعودة الملك الراحل محمد الخامس من المنفى إلى أرض الوطن    "خطير".. هل صحيح تم خفض رسوم استيراد العسل لصالح أحد البرلمانيين؟    تقرير إسباني يكشف مفاجأة بشأن اعتراف الصين بمغربية الصحراء    التوقيت والقنوات الناقلة لمواجهة الأسود والغابون    توقعات أحوال الطقس ليوم غد السبت    مأساة جديدة في إسبانيا.. حريق يودي بحياة عشرة نزلاء في دار للمسنين    وكالة الأدوية الأوروبية توافق على علاج ضد ألزهايمر بعد أشهر من منعه    بمعسكر بنسليمان.. الوداد يواصل استعداداته لمواجهة الرجاء في الديربي    المغرب يترقب اللحظة المواتية لخروج الخزينة إلى السوق الدولية        مدينة بنسليمان تحتضن الدورة 12 للمهرجان الوطني الوتار    الرباط.. اختتام أشغال مؤتمر دولي حول الزراعة البيولوجية والإيكولوجية    ارتفاع كبير في الإصابات بالحصبة حول العالم في 2023    رصاصة تقتل مُخترق حاجز أمني بكلميمة    "كوباك" تدعم التلاميذ ب "حليب المدرسة"    ترامب يواصل تعييناته المثيرة للجدل مع ترشيح مشكك في اللقاحات وزيرا للصحة    رئيس الكونفدرالية المغربية: الحكومة تهمش المقاولات الصغيرة وتضاعف أعباءها الضريبية    نفق طنجة-طريفة .. هذه تفاصيل خطة ربط افريقيا واوروبا عبر مضيق جبل طارق    الأحمر يفتتح تداولات بورصة الدار البيضاء    وليد الركراكي: مواجهة المغرب والغابون ستكون هجومية ومفتوحة    مجلس النواب يصادق بالأغلبية على الجزء الأول من مشروع قانون المالية 2025            التحاق 707 أساتذة متدربين بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بدرعة-تافيلالت    كيوسك الجمعة | المغرب يسجل 8800 إصابة بسرطان الرئة سنويا    الأردن تخصص استقبالا رائعا لطواف المسيرة الخضراء للدراجات النارية    فيضانات إسبانيا.. طبقا للتعليمات الملكية المغرب يعبئ جهازا لوجستيا مهما تضامنا مع الشعب الإسباني    تصريح صادم لمبابي: ريال مدريد أهم من المنتخب    زيارة المسؤول الإيراني للمغرب.. هل هي خطوة نحو فتح باب التفاوض لإعادة العلاقات بين البلدين؟    وفاة الأميرة اليابانية يوريكو عن عمر 101 عاما    محكمة استئناف أمريكية تعلق الإجراءات ضد ترامب في قضية حجب وثائق سرية    النيابة العامة وتطبيق القانون    حرب إسرائيل على حزب الله كبدت لبنان 5 مليارات دولار من الخسائر الاقتصادية    10 قتلى جراء حريق بدار مسنين في إسبانيا    أسعار النفط تتراجع وتتجه لخسارة أسبوعية    "الأمم المتحدة" و"هيومن رايتس ووتش": إسرائيل ارتكبت جرائم حرب ضد الإنسانية وجرائم تطهير عرقي    غسل الأموال وتمويل الإرهاب… وزارة الداخلية تضع الكازينوهات تحت المجهر    اكادير تحتضن كأس محمد السادس الدولية للجيت سكي    صحيفة إيطالية: المغرب فرض نفسه كفاعل رئيسي في إفريقيا بفضل "موثوقيته" و"تأثيره"    عامل إقليم الجديدة يزور جماعة أزمور للاطلاع على الملفات العالقة    بوريطة: المغرب شريك استراتيجي لأوروبا .. والموقف ثابت من قضية فلسطين    مثل الهواتف والتلفزيونات.. المقلاة الهوائية "جاسوس" بالمنزل    عنصر غذائي هام لتحسين مقاومة الأنسولين .. تعرف عليه!    ‬المنافسة ‬وضيق ‬التنفس ‬الديموقراطي    حوالي 5 مليون مغربي مصابون بالسكري أو في مرحلة ما قبل الإصابة    الروائي والمسرحي عبد الإله السماع في إصدار جديد    ملتقى الزجل والفنون التراثية يحتفي بالتراث المغربي بطنجة    الإعلان عن العروض المنتقاة للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للمسرح    معدل الإصابة بمرض السكري تضاعف خلال السنوات الثلاثين الماضية (دراسة)    تمديد آجال إيداع ملفات الترشيح للاستفادة من دعم الجولات المسرحية    حفل توزيع جوائز صنّاع الترفيه "JOY AWARDS" يستعد للإحتفاء بنجوم السينماوالموسيقى والرياضة من قلب الرياض    أكاديمية المملكة تفكر في تحسين "الترجمة الآلية" بالخبرات البشرية والتقنية    الناقد المغربي عبدالله الشيخ يفوز بجائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    جرافات الهدم تطال مقابر أسرة محمد علي باشا في مصر القديمة    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المشاريع الأمريكية لتوسيع ساحات الصراع: الشرق الأوسط منطقة التحول الحاسم للخارطة الدولية.. بقلم // عمر نجيب
نشر في العلم يوم 27 - 04 - 2015

تعد منطقة الشرق الأوسط الكبير أحد أخطر مناطق الصراع في العالم فقد شهدت وتشهد منذ عقود عديدة أعنف وأخطر أشكال التدخلات الأجنبية سواء المباشرة أو عبر أطراف ثالثة من القوى الإقليمية التي تتطلع لتقاسم مناطق النفوذ مع القوى الكبرى خاصة تلك التي استعمرت بشكل أو بآخر أقطار المنطقة.
لعب الكيان الصهيوني منذ زرعه في قلب منطقة الشرق الأوسط سنة 1948 دور رأس حربة القوى الإستعمارية القديمة، أي بريطانيا وفرنسا، والجديدة المتطلعة لوراثة الأمبراطوريتين العجوزتين أي الولايات المتحدة، لبلورة تشكل المنطقة وسبل الإستمرار في الهيمنة على ثرواتها وإختياراتها. شكلت حروب العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956، ثم معركة اليمن بعد ثورة 26 سبتمبر 1962، وعملية تخريب الوحدة بين القاهرة ودمشق يوم 28 سبتمبر 1961، وحرب الأيام الستة سنة 1967، والتدخلات العسكرية الإيرانية ضد وحدة العراق خلال عهد الشاه رضا بهلوي، والحرب الإسرائيلية على لبنان سنة 1982 التي شاركت فيها القوات الأمريكية، وحرب الثمانية أعوام بين العراق وإيران 1980 حتى 1988، وما تبعها من تدخلات، ثم الغزو الأمريكي للعراق سنة 2003، أهم المحطات التي ميزت الصراع في المنطقة العربية.
أساليب القوى الإستعمارية في التعامل مع التحديات التي برزت وهددت نفوذها في منطقة الشرق الأوسط تميزت بالقدرة على التطور والسعي إلى تحقيق مرونة تكفل الوصول إلى الأهداف المتوخاة بأقل التكاليف خاصة منذ مسلسل الفشل الدامي والمكلف للقوة الأمريكية في العراق وأفغانستان.
نجحت واشنطن في ركوب حركة التطور الطبيعية في إجزاء من المنطقة العربية وحولتها إلى ما تسميه فوضى خلاقة تحت غطاء ما سمي بالربيع العربي، وتمكنت من صنع دول فاشلة متفككة وغارقة في حروب وصراعات داخلية، وعندما تعرقلت عملية توسيع نطاق الفوضى الخلاقة نتيجة التحولات في 3 يوليو 2013 في مصر، لجأت الإدارة الأمريكية إلى خلط أوراق اللعبة السياسية كما يحب أن يسميها السياسيون في البيت الأبيض لتوسيع نطاق الصراعات الإقليمية وجعل الفوضى الخلاقة معادلة إقليمية بعد أن كانت في الأصل مخصصة لتكون داخل حدود الأقطار.
ساسة البيت الأبيض رغم التعديلات التي أدخلوها على تكتيكاتهم لم يبدلوا هدفهم الرئيسي أي مشروع الشرق الأوسط الجديد، القائم على تقسيم المنطقة إلى ما بين 54 و 56 دولة على أساس عرقي وديني وقبائلي ومناطقي، وهو أمر إن تحقق سيكفل الأمن لإسرائيل وسيضع كل المنطقة من العراق حتى السواحل الشمالية لأفريقيا تحت سيطرتهم والقوى الإقليمية التي ستتقاسم معهم الغنيمة، وفي نفس الوقت يبعد خطر تهديد روسيا والصين لهيمنتهم.
سياسة ملتوية
استفادت الولايات المتحدة من تنظيم داعش ليرسم بالدم حدودا لدول جديدة تبدل بها تلك التي وضعت بناء على اتفاقية سايكس بيكو عام 1916، وتحاول ركوب ساحة الفوضى المتسعة في الجزيرة العربية وخاصة اليمن، وفي شمال أفريقيا في ليبيا ومنطقة الساحل، وبلاد الشام، سوريا ولبنان لصنع ساحات حروب جديدة، وأسسا لتفتيت الأقطار كما فعلت في السودان وتحاول أن تكرره في العراق وسوريا وغيرهما.
يسجل المراقبون أن البيت الأبيض يتبع سياسة ملتوية تجاه الصراع الدائر في جنوب الجزيرة العربية سياسة توحي أنه يريد الزج بأطراف معينة في متاهات وأزمات يمكن أن يستغلها، ويشار أن تلك السياسة لا تقتصر على الحرب التي تقودها السعودية في اليمن بل على صراعات أخرى حيث تبدأ واشنطن بسلوكات وتحركات توهم بدعمها لخيار معين ثم لا تلبث أن تنقلب على أمرها.
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية يوم 25 أبريل 2015: إن السعودية شنت هجمات جوية جديدة ضد أهداف تابعة للحوثيين وقوات الجيش الموالية للرئيس السابق على صالح، في ظل تنامي المخاوف الأمريكية بشأن الحرب اليمنية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تخشى من أن العملية العسكرية المستمرة منذ 4 أسابيع، تجاوزت الفائدة العسكرية، وأصبحت لها نتائج عكسية بالنسبة للتسوية السياسية.
وأضافت أن التقارير تتحدث عن قصف سعودي عنيف على مواقع صالح والحوثيين في محافظة تعز اليمنية، في وقت أعلن فيه السفير السعودي لدى واشنطن عن أن المملكة ستتخذ خطوات لوقف قوات المتمردين، الذين يتحركون باتجاه ميناء عدن من 3 اتجاهات ويوشكون على السيطرة الكاملة عليه.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي رفض الإفصاح عن هويته، أن الولايات المتحدة مستمرة في تقديم الدعم الاستخباري واللوجستي للحملة الجوية التي تقودها السعودية، إلا أن العملية تصل إلى نقطة تتقلص فيها نتائجها، وفي بعض الحالات تأتي نتائجها سلبية، خاصة ما يتعلق بالتأثير الإنساني.
وذكرت الصحيفة أن تلك الرسالة أرسلت مرارا إلى الرياض، عبر محادثات بين مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى، وبين دبلوماسيين ومسؤولين عسكريين سعوديين خلال الأسبوع الثالث من أبريل، وقد أبلغت الإدارة الأمريكية الاثنين 20 أبريل، أن الحملة ستنتهي في غضون 24 إلى 48 ساعة ولكن ذلك لم يحدث.
وأضافت الصحيفة نقلا عن مسؤولين أمريكيين، أنه في ظل عدم وجود قوة برية تسيطر على الأرض من الحوثيين وحلفائهم، فإن الأهداف الثابتة المطلوب قصفها بدأت تنفد لدى السعودية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي ثان، أنه بينما كان من المهم في البداية للسعودية استهداف الأسلحة الهجومية للحوثيين، التي بإمكانهم استخدامها، فإن الإدارة الأمريكية تعتقد الآن أن العملية وصلت إلى نهاية فعاليتها.
وتحدثت الصحيفة عن زيادة الخسائر في صفوف المدنيين باليمن، وسط نقص حاد في مخزون الغذاء والمياه والوقود، فضلا عن انهيار البنية التحتية للنقل والصحة، في وقت يتزايد فيه القلق الأمريكي من أن الحملة الجوية ضد الحوثيين تضر بجهود استهداف تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
وذكرت الصحيفة أن الدعم الأمريكي للسعودية هدفه طمأنة السعودية، بأن المفاوضات النووية مع إيران لن تؤدي إلى تغير التحالفات الأمريكية في المنطقة، وفي نفس الوقت يشارك بعض الشركاء الإقليميين الولايات المتحدة في المخاوف من أن الصراع اليمني قد يتصاعد، ليصل إلى صراع طائفي أشبه بما يحدث في سوريا والعراق.
وذكرت الصحيفة أن عودة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى السلطة، تبدو غير مرجحة بشكل كبير.
خلط الأوراق
مصادر إعلامية أمريكية ذكرت في نفس التوقيت تقريبا: على ما يبدو، فإن عدم تمكن الرياض وحلفائها من السيطرة على عدن، دفعهم إلى البحث عن بديل بهدف إعادة الرئيس اليمني هادي وحكومته إلى الداخل اليمني، وتحديدا إلى حضرموت حيث يسيطر تنظيم "القاعدة" على أجزاء واسعة من المحافظة، وتحديدا عاصمتها المكلا وما جاورها على ساحل بحر العرب.
وقالت قناة تلفزيونية تابعة لهادي، إن مدينة سيئون التابعة لمحافظة حضرموت، ستكون العاصمة المؤقتة للجمهورية اليمنية. وأضافت أن هادي سيعود إلى سيئون وسيعلنها عاصمة مؤقتة مطلع مايو المقبل.
وفي وقت رفض فيه وزير خارجية هادي، رياض ياسين، دعوة صالح إلى إجراء محادثات سلام، مؤكدا أن عملية "عاصفة الحزم" لم تنته، اشترط الحوثيون، مجددا وقف الهجمات والعودة إلى الحوار من حيث توقف، بينما حثت واشنطن على إجراء مفاوضات للتسوية.
ياسين، أكد في مؤتمر صحافي في لندن، أن دعوات صالح "غير مقبولة بعد كل هذا الدمار الذي سببه. وأضاف لا مكان لصالح في أي محادثات سياسية في المستقبل"، مشيرا إلى أن "عملية عاصفة الحزم لم تنته.. لن يكون هناك أي تعامل مع الحوثيين حتى ينسحبوا من المناطق التي يسيطرون عليها".
الولايات المتحدة دعت على لسان وزير خارجيتها جون كيري "الحوثيين وأولئك الذين لديهم تأثير عليهم للذهاب إلى طاولة المفاوضات". وأضاف "نأمل أن تحمل الأيام المقبلة مزيدا من التهدئة وأن نتمكن من الوصول إلى مكان يمكن فيه إجراء مفاوضات".
في هذه الأثناء، أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الذي تحارب قوات بلاده إلى جانب الأمريكيين في العراق، أن سلوك الرياض في محاصرة اليمن ومنع إرسال المساعدات الإنسانية إليه، لن يبقى من دون رد، مشددا على أن الرياض لا يحق لها أن تقرر مصير الآخرين في المنطقة.
وأوضح عبد اللهيان أن جميع الخيارات تحظى باهتمامنا، معتبرا أن نتيجة استمرار الحرب السعودية على اليمن، لن تكون سوى عدم الاستقرار في السعودية ومنطقتنا المشتركة.
من جهته، أكد قائد القوة البحرية الإيرانية العميد حبيب الله سياري أن الأسطول ال34 للقوات البحرية الإيرانية موجود في خليج عدن بالقرب من مضيق باب المندب، ويقوم بإدارة الدوريات والمهام في المنطقة، ليناقض بذلك رواية مسؤولين أمريكيين قالوا إن السفن الحربية الإيرانية تتجه شرقا بعيدا عن اليمن، وهو ما دفع بالولايات المتحدة إلى سحب حاملة الطائرات "روزفلت" والبارجة القاذفة للصواريخ "نورماندي" من المياه القريبة من السواحل اليمنية.
ونفى سياري، في مقابلة تلفزيونية، ما نشر من أخبار حول توجيه تحذيرات إلى السفن الحربية الإيرانية في خليج عدن من جانب الأسطول الأمريكي، موضحا أن سلاح البحرية الإيراني موجود في خليج عدن لمرافقة السفن التجارية ومكافحة القرصنة.
ونقلت وكالة أنباء "إرنا" عن سياري قوله، إن البحرية الإيرانية تعتزم إرسال الأسطول ال35 التابع لها إلى خليج عدن والبحر الأحمر ومضيق باب المندب في 11 يوليو المقبل، بعد انتهاء مهمة أسطولها ال34، الذي وصل قرب سواحل اليمن في 22 أبريل.
لعبة فرق تسد
يسجل الملاحظون أن أوساط سياسية ووسائل إعلام الأمريكية معروفة بعلاقاتها الوثيقة بمراكز القرار بالبيت البيض، حرصت خلال الأسابيع الأخيرة على تركيز الحديث عما سمته خلافات عديدة داخل التحالف الذي تقوده الرياض، مصادر أخرى روجت لأخبار مفادها أن الرياض ستقوم بالتعاون مع تركيا وقطر بعمل عسكري ضد حكومة سوريا لترجيح كفة القوى التي تقاتل الجيش السوري منذ أربعة سنوات.
يوم الأحد 26 أبريل قام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية إلى السعودية بزيارة للسعودية استمرت عدة ساعات التقي خلالها وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وأكد دعمه الكامل للرياض.
غير أن مصادر أمريكية تحدثت عن وجود خلافات مشيرة إلى أن ولي عهد أبوظبي حل بالرياض في ختام زيارة قام بها إلى واشنطن حيث التقى الرئيس الأمريكي باراك اوباما، وأنباء عن عدم رضى بلاده من تقارب السعودية مع حركة "الاخوان المسلمين".
وذكرت "صحيفة لوس انجلس تايمز" الأمريكية نقلا عما قالت أنه مصادر وثيقة: زادت الخلافات بين الامارات والسعودية بشأن "عاصفة الحزم" من جهة وتفضيل الأولى حوارا مع الرئيس صالح، كما اتسعت الفجوة في المواقف السعودية الامريكية من جهة أخرى، بسبب زيادة ضغوط واشنطن على الرياض لإيجاد مخرج وإنهاء "عاصفة الحزم".
وأضافت الصحيفة أن السعودية قررت انهاء "عاصفة" الحزم" والبدء في عملية "اعادة الامل" كما اطلقت عليها كمرحلة ثانية مكملة لحربها في اليمن، مفضلة الاعتماد على نفسها وحماية مصالحها، دون انتظار، او الأخذ بالحسبان، الموقف الأمريكي وحلفاؤها العرب.
وجاءت زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى واشنطن ولقاءاته مع الرئيس اوباما ونواب من الكونغرس وكبار القادة العسكريين والاستخبارات والتصريحات التي أدلى بها من واشنطن على "بلورة رؤية مشتركة مع الولايات المتحدة لأمن المنطقة"، تأكيدا على التقارب الاستراتيجي الجديد، والتي عبر عنه الشيخ محمد بن زايد بالإعلان عن اتفاقات "عسكرية واستراتيجية" جديدة لم يعلن عنها من قبل.
ورغم ان الشيخ محمد بن زايد لم يفصح عن الاتفاقات إلا ان صحيفة "وول ستريت جورنال" قالت في عددها الصادر الخميس 23 أبريل ان الاتفاقات الاماراتية الامريكية تتضمت "ضمانات امنية اكبر للامارات وشقيقاتها في دول مجلس التعاون الخليجي تشمل مبيعات الأسلحة الجديدة، وزيادة عدد قوات الجيش الأمريكي في الخليج، وإنشاء خطوط حمراء واضحة تفرض على أمريكا القيام بعمل عسكري ضد ايران".
وما يدلل على هذا التقارب الامريكي الاماراتي دعوة الرئيس اوباما للشيخ محمد بن زايد لزيارة واشنطن قبل شهر تقريبا من اللقاء المقرر عقده مع قادة دول الخليج في الثالث والعشرين من شهر مايو المقبل لطمأنتهم حول الاتفاق النووي مع ايران وتاكيد التزام الولايات المتحدة بتعهداتها العسكرية لحماية دولهم.
توسيع مدى الصراعات
يوم 22 أبريل نشر في العاصمة البريطانية لندن تقرير حول تشكيل تحالف عسكري تركي سعودي قطري للتدخل في سوريا بشكل مباشر جاء فيه: رغم أن تركيا والسعودية يجمعهما تاريخ طويل من المنافسة، فهما يجريان محادثات على مستوى رفيع بهدف تشكيل تحالف عسكري للاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وتجرى تلك المحادثات بوساطة من قطر. وكما هو متوقع من تلك الشراكة حاليا، ستقدم تركيا القوات البرية، بدعم من الغارات الجوية السعودية، لمساعدة مقاتلي المعارضة السورية المعتدلين ضد نظام الأسد، وفقا لأحد المصادر.
وقال أحد المصادر أن الرئيس باراك أوباما جرى تبليغه بالمحادثات في شهر فبراير من قبل أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال زيارة الأمير إلى البيت الأبيض. وامتنع متحدث باسم البيت الأبيض عن التعليق.
ولطالما شجعت الإدارة الأمريكية دول الخليج العربي على أن تأخذ دورا وتبذل المزيد من الجهد بمفردها لتعزيز الأمن الإقليمي، لا سيما في سوريا، ولكن ظلت تلك المحادثات إلى حد كبير مجرد كلام. ومن غير الواضح ما إذا كانت هذه الحالة ستكون مختلفة، ولكن يشار إلى أن تدخل السعودية الأخير في اليمن بين أنها قد أصبحت أكثر جرأة في تعاملها مع قواتها الخاصة، بدلا من الاعتماد على الوكلاء.
بعد لقائه مع أمير قطر، قال أوباما إن الزعيمين "تبادلا الأفكار" عن كيفية إزاحة الأسد.
وقال "إن كلانا يشعر بقلق عميق بشأن الوضع في سوريا." وأضاف " سنواصل دعم المعارضة المعتدلة هناك وسنواصل الاعتقاد أنه لن يكون من الممكن تحقيق الاستقرار تماما في تلك البلاد حتى ينتقل السيد بشار الأسد، الذي فقد الشرعية في البلاد، إلى خارج السلطة".
واضاف: "لكن من الواضح أن كيفية الوصول إلى هذه المرحلة يشكل تحديا عظيما، وقد تبادلنا الأفكار حول كيفية تحقق ذلك".
منذ تلك التصريحات، واصلت الولايات المتحدة الغارات الجوية اليومية ضد أهداف داعش في سوريا، وبرامج التدريب المتواضعة لأعضاء من المعارضة السورية ولكن الأمريكيين لم يقدموا علنا أي استراتيجية لكيفية التفاوض لإنهاء حكم الأسد.
وقال مصدر مشارك في المحادثات إنه إذا سارت المحادثات بين تركيا والسعودية بنجاح، سوف يمضى تدخلهم في سوريا قدما سواء عرضت الولايات المتحدة عليهم الدعم أم لا.
عباب خليل، رئيس موظفي مكتب واشنطن للائتلاف الوطني للثورة السورية وقوات المعارضة، رحب بالخبر. وقال ل "هفينغتون بوست" إنه يأمل أن تحول المحادثات الزخم على الأرض لصالح المعارضة السورية وتجبر النظام إلى العودة إلى طاولة المفاوضات.
يدعم الأتراك الإطاحة بالأسد، ولكنهم قالوا إنه بسبب كونهم دولة غير عربية، فهم غير مستعدون للقيام بدور أكبر في سوريا دون تدخل موسع من السعودية، حيث أنها قوة عربية سنية. وانتقدت قيادة تركيا قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويضرب أهداف الدولة الإسلامية في العراق وسوريا لرفضه مهاجمة النظام السوري أيضا.
وكانت هناك مؤشرات سابقة على أن تركيا والسعودية تناقشان القيام بعملية مشتركة في سوريا. يوم 2 مارس، التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود سلمان، في العاصمة السعودية الرياض، حيث أعلنا عن اتفاق مشترك لتعزيز المساعدات للمعارضة السورية وتوسيع نطاق التعاون الشامل في مجال الدفاع و المسائل الأمنية.
إلا إن آخر أخبار المحادثات رفيعة المستوى، هي أول مؤشر على المشاركة العسكرية المباشرة ضد الأسد من أي من الدولتين.
وقد اتخذ أردوغان عددا من الخطوات تشير إلى أنه يستعد لنشر قوات برية إلى سوريا. بعد أسابيع اجتمع مع العاهل السعودي، وقع الزعيم التركي اتفاقية عسكرية مع قطر لتسهيل تبادل المعلومات الاستخبارية والتعاون العسكري وإمكانية نشر القوات التركية والقطرية كل في بلد الأخرى. ويستند هذا الاتفاق على اتفاقية تدريب مشترك بين البلدين وقعت في عام 2012، وهو يؤهل قطر جيدا للتوسط في المحادثات بين تركيا والمملكة العربية السعودية.
ويشمل التقارب المستمر أيضا تخفيف خلاف السعودية تجاه الإخوان المسلمين، وهذه نقطة خلاف رئيسية بالنسبة لتركيا.
وقال أرون شتاين، وهو خبير حول شئون تركيا في معهد الخدمات الملكية المتحدة في لندن، أن الاجتماع بين أردوغان وسلمان في مارس "وقع بسبب إن سلمان لديه وجهة نظر مختلفة حول جماعة الإخوان المسلمين" عن فكر شقيقه الراحل، الذي كان يجلس سابقا على عرش السعودية.
وفقا لشتاين، قام سلمان بتحول استراتيجي لتقف بلاده مع تركيا وقطر حول سياسة سوريا، مع التركيز على توحيد المقاتلين الاسلاميين لمحاربة كلا من النظام السوري ومتطرفي الدولة الإسلامية.
مقدمات لحرب عالمية ثالثة
تقدر عدد من مصادر الرصد أن ما اصلح على وصفه بالتلاعب السياسي الأمريكي يهدد بأخطار كبيرة تتجاوز حدود منطقة الشرق الأوسط. يوم 24 أبريل نشر في العاصمة الروسية موسكو تقرير جاء فيه: اعتبر خبراء روس أن الأوضاع والنزاعات المشتعلة في الشرق الأوسط هي "مقدمات" لحرب عالمية ثالثة، وأن أزمات المنطقة قادت إلى "أفول" نجم دول إقليمية كبرى، كما أنها ستقود إلى خارطة جيوسياسية جديدة ستلقي بظلالها ليس على المنطقة فحسب بل على العالم كله.
وقال شامل سلطانوف رئيس مركز الابحاث الاستراتيجية "روسيا والعالم الاسلامي" غير الحكومي، في ندوة نظمتها يوم الجمعة 24 أبريل، وكالة روسيا اليوم الدولية الرسمية، تحت عنوان "الأوضاع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، إن ما يجري اليوم في الشرق الاوسط هو "مقدمات لحرب عالمية ثالثة".
ورأى رئيس المركز خلال حديثه في الندوة التي حضرها باحثون من معهد الاستشراق التابع لاكاديمية العلوم الروسية الحكومية ومن معهد دراسات الشرق الأوسط غير الحكومي وحشد من الصحفيين، أن تلك الحرب ستبدأ نتيجة "سلسلة الصراعات الاقليمية في الشرق الأوسط التي ستؤدي إلى انفجار جيوسياسي كبير، أو أنها ستتخذ شكل الحرب الشمولية التي شهدناها قبيل الحرب العالمية الثانية التي تواجه فيها معسكرين أو تحالفين كبيرين".
وأضاف أن "المواجهة الكونية تقترب، وعلينا أن ننظر إلى الأمر من هذه الجهة وليس من وجهة نظر نضالات الشعوب وتوقها للسلام والعدالة الاجتماعية".
كما استنتج سلطانوف أن النزاعات في الشرق الأوسط "ستؤدي إلى اضعاف كافة اللاعبين المحليين والاقليميين وليس فقط البلدان المنخرطة في النزاعات".
من جهته، أكد حيدر جمال رئيس اللجنة الاسلامية في روسيا وهي هيئة غير حكومية تعنى بتقديم خدمات للمسلمين في روسيا، موافقته على ما ذهب إليه سلطانوف بخصوص أن العالم على أعتاب حرب عالمية ثالثة، إلا أنه اختلف مع الأول في العوامل التي ستؤدي إلى تلك الحرب.
وأضاف جمال أن "الحرب العالمية التي يتوقعها ستنتج بسبب اتجاهيين الأول الصراع بين البيروقراطية العالمية كصندوق النقد الدولي والمؤسسات المالية الاخرى والاتحاد الاوروبي من جهة وبين البيروقراطيات الوطنية التي تتحول إلى هياكل عتيقة ترفض التنازل عن مكتسباتها أو الخروج من المسرح السياسي والقيادي".
ومضى قائلا: "الاتجاه الثاني، هو الصراع بين الطبقات الحاكمة والطبقات المعدمة التي لا تجد ما يسد رمقها ولا يروقها بالطبع بل ولا يعنيها ما يسمى بالعولمة أو الحضارة العالمية".
ورأى رئيس اللجنة الإسلامية أن "الشرق الأوسط أضحى وكما كان تاريخيا منطقة التحول الحاسم والدفن النهائي للراسمالية والليبرالية، كما سيعود له مركزه القيادي الذي سرقته اوروبا لقرنين ماضيين من الزمان".
واعتبر جمال أن ما يجري في الشرق الأوسط أسقط الأقنعة وكشف كذب ما وصفها ب"النظريات والأساطير"، مثل أن إيران "طليعة الثورة"، حيث أن علاقات طهران ما بعد إسقاط الشاه مع واشنطن وتل أبيب "باتت مكشوفة"، حتى أنه اتضح أنها "تريد أن تكون شرطي الإقليم لمصلحة الغرب".
وتوقع أن المواجهة الحقيقية القادمة ستكون بين تنظيم "داعش" والسعودية.
واعتبر رئيس اللجنة أن "ما يشاع حول أن الصراع في اليمن شيعي سني غير صحيح، فكل طرف يبحث عن مصالحه، نحن نشهد اعادة توزيع وتقسيم المنطقة وخيراتها".
من جهته قال الكسندر كوزنيتسوف، نائب رئيس معهد التنبؤ والتسويات وهو مركز دراسات غير حكومي، أن فبراير 2015 حمل الذكرى الرابعة لما يسمى ب"الربيع العربي" الذي "لم يجلب الخير لأحد، وتبخرت من خلاله كل آمال الشعوب وحدثت كوارث انسانية في معظم الدول التي حصل فيها".
ورأى كوزنيتسوف أن نتائج الربيع العربي كانت "تفكيك نظام العلاقات الدولية الذي كان قائما على اتفاقية سايكس بيكو وتلاشت الحدود بين بعض الدول والمؤكد أن الحدود ستتغير وسيترافق ذلك مع سفك الدماء، ثانيا إضعاف كبير لدور الدولة الوطنية واضمحلال دور القوى الاقليمية وكان أهمها العراق وسوريا ومصر".
واعتبر أن الدول العربية الإقليمية فشلت في تعزيز مواقعها في حين أن دور ايران ينمو ويسيطر على أجزاء كبيرة من العراق وسوريا ولبنان، وقد تتحول إيران إلى امبراطورية إقليمية كبيرة، ولكن ظروفها الداخلية قد لا تساعدها في ذلك بالمرحلة الراهنة".
وأشار نائب رئيس المعهد أن العنصر المهم الآخر لنتائج الربيع العربي هو "زيادة دور ونفوذ التنظيمات غير الحكومية المتطرفة كداعش وجبهة النصرة في كل من سوريا والعراق"، لافتا إلى أن تلك التنظيمات "باتت تنافس دولا بكاملها، بل وتقوم بدور الدولة احيانا وتسيطر على مساحات واسعة من الأراضي وتقيم عليها أنظمتها وتمارس سلطتها هناك".
تداخل محاور التحالفات
في نطاق صراع القوى الكبرى في منطقة الشرق الأوسط وتداخلها مع جهود دول المنطقة للإنعتاق من التهديدات والوصايات الأجنبية كتبت مجلة فورين بوليسي الأمريكية يوم 26 أبريل 2015 تحت عنوان "محور الشرق الأوسط إلى آسيا":
هل تتذكر محور آسيا ؟. هذه الخطوة الكبيرة في السياسة الخارجية لأوباما في فترته الرئاسية الأولى والتي يصفها البعض بأنها "إعادة التوازن الاستراتيجي"، "نحن سنعيد ترتيب أولوياتنا، ونتجاهل الصراعات في الشرق الأوسط، ونبذل قصارى جهدنا لوضع وتنفيذ استراتيجية للتعامل مع التحركات الاستراتيجية الحيوية التي تحتاجها أمريكا لتفسير صعود المنطقة الأسرع نموا في العالم".
كما حدث، ومثل أي شخص له أعين يرى بها، فبعد أن تركت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ومستشار الأمن القومي توم دونيلون، منصبهما في إدارة باراك أوباما، فقدت المبادرة قوتها الدافعة. منذ عام 2013، كان هناك شكوك حول استمرار هذا المحور على الرغم من وجود أدلة ملموسة لهذه لنتيجة. منطقة الشرق الأوسط التي أرادت الإدارة الأمريكية التمحور بعيدا عنها، لا تزال تستحوذ على الطاقة، ولم يستطع كبار المسؤولين في الإدارة جمع أي شيء أكثر من مجرد حركات رمزية أو مبادرات صغيرة لإثبات إعادة تحديد الأولويات الأمريكية في آسيا ووضعها على قمة جدول أعمال سياستها الخارجية.
حدث شيء مضحك على الرغم من ذلك. في حين انتقالنا من محور إلى دوران سريع في الشرق الأوسط في محاولة للابتعاد ولكننا عدنا مرة اخرى إلى حيث بدأنا، رأت الدول في المنطقة، والحلفاء والخصوم على حد سواء، أمريكا وهي تحاول الخروج، والتعامل مع الوضع بحذر، أو تتبع سياسة القيادة من الخلف. وعندما تدخلت واشنطن، كان ردا على حدوث أزمة، وحتى ذلك الحين، كان معظم ما فعلته يبدو وكأنها تحاول بأقصى جهد أن تفعل أقل ما يمكن فعله. ورأى جميع حلفائنا التقليديين مبادرة الإدارة الكبيرة في الشرق الأوسط، وهي الضغط للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، في هذه المنطقة، بأنها شيء أسوأ من إعادة التوازن في آسيا، وقلقوا من أن تكون إشارة إلى الانسحاب الأمريكي. بالنسبة لهم، من إسرائيل إلى الخليج، ينظر إلى هذا الاتفاق باعتباره محورا ليس خارج المنطقة، ولكن عدوا في داخلها.
غير مستقرة بسبب الدوامة التي تدور فيها والقوة العظمى التي تتمايل بينها، أو ربما بسبب حالة الدوار التي تعيش فيها، فإن العديد من أهم الدول في الشرق الأوسط قررت أن تفعل ما لم تفعله أمريكا: بدأت هذه الدول في تنفيذ دورها الخاص تجاه آسيا، أو في بعض الحالات قامت بتسريع اتجاه كان قد بدأ بالفعل. وكما أخبرني زعيم إقليمي مؤخرا: "نحن بحاجة إلى علاقة يمكن الاعتماد عليها مع قوة عظمى. وإذا كانت الولايات المتحدة لا يمكن الاعتماد عليها، إذن سيتوجب علينا التحول إلى مكان آخر".
خلال عام 2014، تدفق القادة الصينيين إلى الشرق الأوسط، إلى جانب دول مجاورة لديها أهمية استراتيجية مثل باكستان. وفي الواقع، فإن زيارة شى إلى إسلام آباد شهر أبريل 2015 هي خير مثال على تأثير مثل هذه التبادلات. خلال الرحلة، وعد الرئيس الصيني، الذي يتحدث أحيانا عن الباكستانيين بأنهم "الإخوة الحديديون" ويرى أن باكستان ممر استراتيجي حاسم لموارد الشرق الأوسط وقوة موازنة للتنافس مع الهند، بالاستثمار في باكستان بقيمة 46 مليار دولار أي ثلاثة أضعاف إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر في باكستان منذ عام 2008، وفقا لموقع بي بي سي. وتضمنت المشاريع التزامات كبيرة في مجال الطاقة، والنقل، والاتصالات.
باكستان ليست مثالا معزولا، حتى لو كانت دولة محورية. كان وزير التجارة الصيني لاعبا مهما في قمة شرم الشيخ الأخيرة حيث ركز على الاستثمار في مصر، وأجرت الدولتان اجتماعات متعددة رفيعة المستوى لتعزيز العلاقات بين البلدين.
روسيا تتحول إلى قوة ناعمة
موسكو إلى جانب بكين قوة تحاول عن طريقها أطراف عربية الحد من السطوة الأمريكية، صحيفة "المونيتور" الأمريكية كتبت: صورة روسيا في الشرق الأوسط هي أنها دولة قوية، ذات حكم سياسي صارم وميول نحو استخدام القوة الصلبة في سياستها الخارجية. في الواقع، فإن دعم موسكو لبعض الجماعات في المنطقة ومعارضتها للآخرين، وكذلك موقفها باعتبارها واحدة من أكبر موردي الأسلحة في الشرق الأوسط، كلها أسباب لهذا التصور في منطقة الشرق الأوسط. وعلى الرغم من أن الروس قد بدأوا في الآونة الأخيرة بالاهتمام بالقوة الناعمة في أجزاء مختلفة من العالم، إلا أن موسكو أمامها طريق طويل لجعل نفسها تبدو أكثر جاذبية على هذه الجبهة. والشرق الأوسط استثناء.
ويمكن تقسيم أدوات القوة الناعمة الروسية إلى قسمين: الأول، أدوات تحركها الدولة من أجل مشاركة أكبر، والثاني، عوامل سياسية تبني صورة روسيا في المنطقة.
عمر نجيب
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.