حملت احدى المشاركات في مسيرة 8 مارس لافتة تطالب المسؤولين بحماية النساء من التحرش الجنسي. والحقيقة ان ما طالبت به هذه المشاركة مازال يشكل عقبة كأداء تحط من كرامة المرأة المغربية . وأعتقد أن المغرب يوجد في مصاف البلاد العربية الى جانب كل من الشقيقة مصر في مجال التحرش بالمرأة ، حيث يلاحظ الجميع كيف تتحول شوارعنا وأزقتها الى مراعي خصبة لذئاب بشرية لا يستهويها سوى الملاحقة والمتابعة والغمز واللمز واستعمال قاموس من الألفاظ الماجنة. لا يكاد المرء منا وهو يرافق أسرته في الشارع ان يترجل أمتارا قليلة دون ان تخدش أذنه وآذان أفراد أسرته كلمات نابية يرسلها معاكس يحاول استمالة فتاة ، مما قد يدفعه الى العودة و أفراد أسرته من حيث أتى وقد ألغى كل برامجه التي دفعته للخروج من البيت . وبعض المتحرشين أناس مرضى بدون شك ، فقد تفاجأ بشخص يحتسي فنجان قهوة ويتصفح جريدته ، وهو يهب على حين غرة وقد ترك قهوته وجريدته لينطلق في سباق الألف ميل وراء فتاة يغمرها بألفاظ تتفاوت بين الرفق والمجون، حتى اذا كل ومل عاد بعد ساعة أو يزيد الى قهوته وجريدته ليطلب من النادل تسخين القهوة . ومن الغريب ان التحرش الجنسي ينتج عن الحرمان والضغط. ، وأي حرمان وضغط يعيشه جل المغاربة في ظل الميوعة والفساد الاخلاقي المستشريين في البلاد بعد أن أصبح المغرب ينعت بتصدر دول المجون والفسق والدعارة والفساد الذي ظهر في البر والبحر. بعض دول أوربا وفي مقدمتها إنجلترا أصدرت تقريرا ينبه الى ان السائحات يشتكين من مظاهر التحرش بهن في الغدو والرواح ، داخل الفنادق وفي المتاجر وفي الطرقات ، بعضهن تعرض للاختطاف والاغتصاب ، اخرهن ايطالية كانت ضحية لمحاولة اغتصاب من طرف مستخدم في التدليك ، في حمام مراكشي، واُخرى اغتصبت في مكناس ، وثالثة في فاس ، ورابعة في الجديدة . افة التحرش الجنسي استفحلت في المغرب ، فقد اختلط الحابل بالنابل ، طبقات اجتماعية مختلفة انخرطت في هذا الوباء حتى أصبحت تخال ان الكل يتحرش ، المسؤولون يتحرشون بالموظفات ، والرؤساء بالمرؤوسات ، والأساتذة بتلاميذهم ذكورا وإناثا ، والفقهاء في الكتاتيب القرانية بصغارهم ، والاباء بأبنائهم وبناتهم، الأبناء باخواتهم وأمهاتهم ، والصحف لا تكل ولا تمل من نشر هذه الفضائح يوميا ، وملفات المحاكم تعري عن هذا الواقع المخزي . هل نجحت الحكومة في تفعيل قوانين .المعاقبة على التحرش ؟ ثم هل هناك شرطة اداب ؟ وهل هناك فعلا شرطة سياحة تحمي السياح من الذئاب البشرية ؟ وهل بإمكان الادارة العامة للامن الوطني تكوين فرق أمنية مؤهلة أخلاقيا ومهنيا للاستماع الى المشتكيات من التحرش ؟ . في انتظار ان يقوم المسؤولون بحماية المرأة من التحرش ، أتحدى أن تخرج امرأة لقضاء حاجياتها في الشارع العام دون ان تتعرض لعشرات التحرشات على اختلاف أنواعها ، هذه المرأة قد تكون اختك او بنتك او زوجتك او أمك .