سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خسائر جسيمة في الممتلكات الخاصة والعامة وإصابات في صفوف الأمن : زلزال الشغب يضرب بقوة في خريبكة بعد نهاية مباراة الوداد وشباب أطلس خنيفرة سيوف.. تخريب.. نهب..في ليلة الرعب و «الهوليغانز» كان أقوى من الأمن.
مرت مباراة فريق الوداد الرياضي البيضاوي، وشباب أطلس خنيفرة، برسم الدورة الثامنة من البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، والتي احتضنها ملعب الفوسفاط بخريبكة بسبب إقفال مركب محمد الخامس من أجل الإصلاح وإعادة تعشيت أرضيته، في أجواء رياضية واحتفالية حقيقة في المدرجات صنعتها على الخصوص الجماهير الودادية التي حلت بأعداد جد كبيرة لموطن الأولمبيك، ومعها كذلك الجمهور الخنيفري، إلى جانب عشاق الكرة الجميلة من ساكنة عاصمة الفوسفاط، الذين بدورهم حلوا بحثا عن متعة كروية بالفعل كانت حاضرة، لكن للأسف الشديد ما أن أطلق حكم اللقاء صافرة النهاية وبدأت الجماهير في مغادرة الملعب حتى انطلقت أعمال شغب جد خطيرة يمكن وصفها بالإجرامية إذ اجتاحت جحافل « الهوليغانز» أغلبيتها محسوبة على الجمهور البيضاوي، عددا من أحياء المدينة مدججة بكل أنواع الأسلحة البيضاء والحجارة، زارعة الرعب في نفوس الساكنة، ودمرت كل ما وجدته في طريقها من ممتلكات خاصة وعامة في مقدمتها مؤسسات بنكية ومحلات تجارية ومقاهي، هذه الأخيرة منها من تعرضت للسرقة والنهب الذي طال حتى الكراسي والطاولات، كما استهدفت هذه الهجمة الوحشية المنازل السكنية، لكن الخسائر الأكبر هي التي طالت العشرات من السيارات التي تم تهشيم زجاجها وتمزيق عجلاتها بالسكاكين والسيوف، بدون رحمة، مخلفين الخراب في كل الأحياء التي مروا منها في صورة يبدو أنها لم تعد بالظاهرة في ملاعبنا بل قضية خطيرة مازال المسؤولون عاجزين عن الحد منها. وامتدت أعمال الشغب هاته التي طالت المدينة في ليلة من جحيم لتشمل حتى الطريق الرابطة بين خريبكةوالدارالبيضاء إذ أكدت الأخبار الواردة علينا أن بعض المحلات التجارية بجماعة ثلاثاء الأولاد، هي الأخرى تم استهدافها بالنهب والتخريب، ولم تكف التعزيزات الأمنية التي تم تجنيدها ولا الخطط الموضوعة في السيطرة على الأمور قبل حدوث الكارثة، خاصة وأنه لا أحد كان يتوقع أن تحدث أعمال بهذا الحجم ما دام الفريقان معا ضيفين على المدينة. وتعرض عدد من رجال الأمن إلى الإصابة خلال تدخلاتهم تطلبت نقلهم إلى المستشفى الإقليمي لكن لم تكن حالتهم بالخطيرة فقد غادروا بعد تلقيهم الإسعافات الضرورية. ومن جهة ثانية عاشت الجماهير التي تقاطرت على ملعب الفوسفاط، محنة حقيقة بسب عدم قدرة هذه البنية على استيعاب كل الوافدين عليها ولكون التذاكر التي تم بيعها فاقت طاقته الاستيعابية مما حكم على المئات بالبقاء خارج الملعب وهو ما شحن البعض على الانخراط في التخريب والنهب وحرب الشوارع. ونشير أن الجماهير الخريبكية، من خلال معايشتنا اليومية لها وبعض جمعيات الأنصار عارضت منح الملعب للوداد البيضاوي، ليس توقعا منها وتخوفا من حدوث ما لا تحمد عقباه ولكن خوفا أولا على أرضية الملعب من التلف خاصة بعد التساقطات المطرية وفريق المدينة مقبل على مباراة من العيار الثقيل أمام فريق وازن اسمه الجيش الملكي، وثانيا لكون الأمن ربما سيجد صعوبة بالغة في تدبير أمور مقابلتين من العيار الثقيل بجمهوريهما الوداد الرياضي البيضاوي والجيش الملكي في مدة زمنية لا تتجاوز 48 ساعة وهما مبرران جد مقبولين لكن الدوائر المسؤولة كان لها رأي آخر بالموافقة للوداد باستقبال خنيفرة بملعب الفوسفاط، في الوقت الذي رفضت الجديدة الأمر وأشارت أصابع الاتهام بما فيها الإعلامية إلى كون العلاقات الخاصة بين ساسة التسيير بالوداد وبعض أصحاب القرار بخريبكة هي من سهلت الأمور وأدت إلى ما أدت إليه.