أفاد آخر تقرير أصدرته وكالة"فرونتكس" (الشرطة الأوروبية لمراقبة الحدود الخارجية التابعة للاتحاد الأوروبي) أن المغاربة يعتبرون ثاني جالية أجنبية بأوروبا من حيث عدد المبعدين إلى موطنهم الأصلي بعد الرومانيين والبلغاريين والبرازيليين. و يوجد نوعان من قرارات الإبعاد والترحيل: نوع يتعلق بقرارات الترحيل والإبعاد نحو الموطن الأصلي، ويهم الذين لم يتمكنوا من دخول التراب الأوروبي، وهم المرحلين من الحدود الخارجية الذين تكلفت بهم، في الوقت الذي تهم قرارات الترحيل الثانية المقيمين على التراب الأوروبي في وضعية غير شرعية، وهم الذين لم يتمكنوا من تسوية وضعيتهم القانونية والحصول على وثائق الإقامة بإحدى البلدان الأوروبية، وهؤلاء تتم عملية ترحيلهم بمقتضى قرارات ترحيل إدارية تصدرها مصالح وزارة الداخلية تحت مراقبة السلطات القضائية. وقد صدر ببلجيكا مثلا 10 آلاف و 325 قرار ترحيل، وفق هاته المسطرة من أصل 76 ألفا و 497 قرار ترحيل في سنة 2013، بما يعني أن المغاربة يتصدرون قائمة الجاليات الأجنبية التي صدرت في حق مواطنيها قرارات ترحيل إدارية من بلجيكا. غير أن 722 مهاجرا مغربيا غير شرعي تم ترحيلهم، فيما ظل الباقي في انتظار قرارات القضاء البلجيكي بشأن الطعون المقدمة. وعلى مستوى قرار الترحيل والإبعاد الذي اتخذتها البلدان الأوروبية ضد المهاجرين المقيمين في وضعية غير شرعية على أراضيها في سنة 2013 تكشف أرقام "فرونتكس" أن المغاربة ضمن الثلاثي الذي يتصدر قائمة الجاليات الأجنبية التي صدرت في حق مواطنيها قرار الترحيل والإبعاد بعد الرومانيين والتونسيين في فرنسا. غير أنه مقارنة مع السنتين الماضيتين ، فقد انخفض عددهم من 3300 فأكثر في سنة 2011، و 2800 في سنة 2012 إلى 1370 في سنة 2013 ، متبوعين بالجزائريين ، مما يعني أن دول المغرب العربي الثلاث توجد ضمن قائمة الجاليات الأجنبية العشرة الأولى التي صدرت في حق مواطنيها قرارات الترحيل من فرنسا. وحسب التقرير ذاته، بلغ عدد المغاربة الذين حاولوا سنة 2013 والنصف الأول من سنة 2014 دخول فضاء "شنغن" بطرق غير شرعية حوالي 27 أٌلف مهاجرا سريا. وحسب تقرير "فرونتكس" فقد تم اكتشاف محاولات دخول التراب الأوروبي بعد أن تبين استخدام هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين لوثائق مزورة أو مختبئين داخل شاحنات، أو على متن قوارب الموت. وبلغ عدد المغاربة الذين تقدموا بطلب الحصول على اللجوء بأوروبا في سنة 2013 فقط 5. من جهة أخرى، وعلاقة بقضية الهجرة المغربية في بلجيكا، كشف التقرير الأخير الذي أنجزه مركز البحث الديمغرافي والمجتمعات التابع لجامعة "لوفان لا نوف" الكاثوليكية أن المهاجرين المغاربة يشكلون 4 في المائة من مجموع عدد سكان بلجيكا . وأن أغلبية الساكنة البلجيكية من أصل مغربي اكتسبت الجنسية البلجيكية، وصل عددهم أكثر من 80 بالمائة، تتراوح أعمار غالبيتهم ما بين 35 و 44 سنة أو تقل عن 15 سنة. وكان تقرير المركز البلجيكي لتكافؤ الفرص ومكافحة العنصرية قد أفاد كذلك بأن الساكنة المغربية في بلجيكا تمثل الجالية الرئيسية غير الأوروبية بما مجموعه 83 ألفا و 271 مهاجرا مغربيا مقيما بشكل قانوني، ويمثلون 7 في المائة من مجموع عدد المهاجرين المقيمين في وضعية قانونية ببلجيكا، بعد الهولنديين والفرنسيين والإيطاليين. ويتصدر المغاربة الأجانب المقيمين ببلجيكا في نهاية 2013، متبوعين بالكونغوليين والأمريكيين والصينيين والجزائريين، ويتصدرون أيضا قائمة الأجانب المجنسين خلال سنة 2013 بالرغم من تراجع حصتهم من 40 في المائة سنة 1990 إلى 13 في المائة في 2013، وأن أزيد من 218 ألفا مغربيا حصلوا على الجنسية البلجيكية خلال نفس الفترة.