مستشفى جبر العظام الشمس.. بعين واحدة، بعين نصف مغمضة ووجه عبوس، تطل من مشرق غطته الغيوم. فاجأتها مدينة لم ترحل خيام البدو عن ساحاتها، ولم تهرب قطط الليل عن مزابلها... الشمس.. رأت طائرات وخفافيش تعربد في سماء المدينة، ورأت الطريق نحو مغربها مغلقا بأقمار التجسس. الشمس.. عادت تكمل نومها، وعاد الليل يأكل النهار... ب ليلي مثل ليلك حالك قالت نجمة لنجمها، وتضاءلت في الغياب. النجم مات شوقا للضياء، والنجمة صارت رذاذا في السحاب. ج الشمس.. برجل واحدة، نصفها جبس ونصفها من تراب، تدب فوق سماء مهجورة لعل ريحا شاردة، ريحا شرقية أو غربية، تحملها إلى مستشفى لجبر العظام. عشب تأكله الشياه قال القاتل للقتيل، وقال القتيل لقاتله: الأرض مثلنا تحتاج لدم غزير يجري في شرايينها كي تحيا كما نحيا. تعانقا في الظلام، والشمس تجبر رجلها والسحاب يهمس للضباب، وخرجت القبائل من قصائدها وأحقادها وأحاجيها، تعلق أحزانها على جدران البيت العتيق، ويفني بعضها بعضا من أجل عشب تأكله الشياه. قال القاتل للقتيل، وقال القتيل لقاتله: الأرض مثلنا تدور حول نفسها مثل أي معتوه.