شهدت ساحة "المنصورة" في مدينة "عدن" إشتباكات بين مسلحين يعتقد أنهم تابعين للحراك الجنوبي وقوات الأمن، وقد أسفرت حتى الآن عن قتلى وإصابة 9 آخرين بينهم ثلاثة من جنود الجيش. وفي "عدن" أيضا هز دوي انفجار شديد في مدينة "المعلا" فيما استمرت الإشتباكات بين مسلحين مجهولين يحاولون السيطرة على مراكز الإقتراع وإخلائها، وقوات الأمن التي تستخدم المدرعات والأسلحة المتوسطة، وشهدت شوارع المدينة، إحراق صناديق الإقتراع، وانتشار إستمارات الإقتراع في أيدي المواطنين. أيضا ً سقط في "عدن" الطفل "أنور محمد علي" 11 سنة في مديرية "دار سعد" على إثر اشتباكات بين مسلحين وقوات الأمن. وشهدت مدينة "حضر موت" اشتباكات بين أنصار الحراك الجنوبي، وقوات الأمن، تخللها قطع للطرق الرئيسية، وإشعال الإطارات، مما عطل حركة السير، فيما سيطر مسلحين الحراك الجنوبي على مركز الإنتخابات في منطقة "الشحر" وقاموا بإشعال النار فيه. فيما شهدت مدينة "صعده" إقتحام مسلحين "حوثيين" منزل "عبد الرحمن هادي ظافر" و"شريف طالب" مندوبو الدعاية الإنتخابية لمرشح التوافق في الدائرتين 265 و 267، بمحافظة "صعده" شمال "اليمن" فجر يوم أمس ويقتادونهم إلى مكان مجهول. فيما أغلقت باقي الدوائر الإنتخابية في المدينة بقوة السلاح، على أيدي المسلحين "الحوثيين". أما في "صنعاء" فقد تم رصد انتهاكات إنتخابية، منها وجود أطفال تتراوح أعمارهم بين الثانية عشر والخامسة عشر سنة، يقومون بالتصويت، حسب "شبكة عين الإخبارية" اليمينية. وأكد مسئول حكومي طالبا عدم الكشف عن إسمه أن "نصف مراكز الإقتراع في "عدن" سقطت بعد أن اقتحامها من قبل مسلحي الحراك الجنوبي" المطالب بالإنفصال. وتضم محافظة "عدن" عشر دوائر انتخابية وعشرين مركز اقتراع بينها عشرة مراكز باتت تحت سيطرة مناصري الحراك الجنوبي بحسب المصدر الحكومي. وذكر شهود عيان أن الناشطين اقتحموا المراكز وهم يحملون أعلام "اليمن" الجنوبي السابق وصادروا صناديق الإقتراع فيما سمعت طلقات نارية بشكل متقطع في سائر أنحاء المدينة التي كانت عاصمة دولة "اليمن" الجنوبي السابق. كما شوهدت المركبات العسكرية وهي تغادر مراكز الإقتراع بحسب الشهود. وفي وقت لاحق، أكد مصدر أمني أن باقي مراكز الإقتراع في "عدن" أغلقت بعد الظهر قبل موعد الإغلاق الرسمي بحوالي ثلاث ساعات ونقلت صناديقها إلى المركز الإنتخابي الرئيسي في حي "كريتر". من جهته، ذكر مصدر أمني أن مسلحي الحراك أطلقوا النار على مركز انتخابي في مدرسة "البيجاني" في حي "كريتر" ب"عدن" أثناء تواجد المبعوثة البريطانية إلى "اليمن" البارونة "إيما نيكولسون". وذكر المصدر أن "البارونة" لم تصب بأذى ولا يعتقد أنها كانت مستهدفة، إلا أن إطلاق النار أسفر عن إصابة جندي وتضرر مركبة تابعة للأمن. وينفذ أنصار التيار المتشدد في الحراك "عصيانا مدنيا" في سائر محافظات الجنوب لمنع الإنتخابات التي يعتبرون أنها بمثابة "استفتاء" على الوحدة مع الشمال، فيما تتفق سائر مكونات الحراك على مقاطعة الإنتخابات. من جانبه، اتهم الناشط الموالي للمعارضة البرلمانية والمؤيد للإنتخابات "خالد حيدان" قوات الأمن ب"التواطؤ" في ما يحدث في "عدن". وقال "حيدان": هناك تواطؤ أمني واضح لقوات الجيش والأمن بتسليم المراكز لعناصر الحراك" مشيرا إلى أن هذه الحوادث تركزت في أحياء الشيخ "عثمان" و"المنصورة" و"المعلا". وغابت صناديق الإقتراع عن مناطق واسعة من محافظتي "لحج" و"الضالع" الجنوبيتين حيث ينشط الحراك الجنوبي، كما سجلت أعمال عنف متفرقة واشتباكات بين القوات الحكومية والإنفصاليين الجنوبيين المتشددين الرافضين لإقامة الإنتخابات الرئاسية، بحسب مصادر أمنية وناشطين. وأسفرت هذه المواجهات في "المكلا" ب"حضر موت" وفي "لحج" و"عدن" عن مقتل ستة أشخاص. وقتل عسكريان بينهم ضابط برتبة مقدم إضافة إلى طفل وناشط في "عدن" كما قتل جندي في "المكلا" ومحتج في مدينة "الحوطة" عاصمة محافظة "لجح". وفي حي "المعلا"، أقدم أنصار الحراك على اقتحام ثلاثة مراكز انتخابية هي "أبو بكر الصديق" والشهيدة "فاطمة" و 14 أكتوبر، وقاموا بمصادرة صناديق الإقتراع وإحراق مبنى أحد المراكز بحسب شهود عيان. وذكر شاهد أن أنصار الحراك "مزقوا البطاقات الإنتخابية في الشارع الرئيسي وبعضهم كان يحمل السلاح وأطلقوا أعيرة نارية". إلا أن القيادي في التيار المتشدد للحراك الجنوبي "قاسم عسكر" أكد أن الحراك "ليس لديه جناح مسلح". وأوضح أنه "إذا كان هناك عناصر تدافع عن نفسها فهذا اجتهاد ذاتي، أما غير ذلك فهذه العناصر غير تابعة للحراك". ويقاطع الإنتخابات أيضا أنصار المتمردين "الحوثيين" الشيعة في شمال البلاد. واقترع اليمنيون أمس الثلاثاء للمرشح التوافقي والوحيد "عبد ربه منصور هادي" في انتخابات تاريخية تطوي صفحة حكم الرئيس "علي عبد الله صالح" التي استمرت 33 عاما.