وجه الناخبون اليمنيون اليوم الثلاثاء الى صناديق الاقتراع في مختلف مدن البلاد لانتخاب عبد ربه منصور هادي رئيسا جديدا للبلاد وسط اجراءات امنية مشددة، وتسير عملية التصويت التي بدأت في الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي بشكل طبيعي في المحافظات الشمالية بما فيها صعده التي أعلن الحوثيون فيها مقاطعتهم للانتخابات. وأفاد مراسل بي بي سي بأن المحافظات الجنوبية شهدت اضطرابات أمنية متزايدة، فقد قتل جندي فجر الثلاثاء في تفجير استهدف مركزا انتخابيا بحي المعلا بمدينة عدن، كما انتشر مسلحون يعتقد أنهم يتبعون فصيلا متشدددا في الحراك الجنوبي على الطرقات لمنع المواطنين من التوجه الى المراكز الانتخابية. وقالت مصادر عسكرية لمراسلنا عبد الله غراب إن ضابطا وجنديا من القوات الحكومية قتلا في اشتباكات مع مسلحين يتبعون فصيلا متشددا في الحراك الجنوبي أدت كذلك الى إصابة ثلاثة من مسلحي الحراك. وفي عدن أفادت مصادر باقتحام مسلحين يعتقد بانتمائهم للحراك الجنوبي لعدد من مراكز الاقتراع واختطاف صناديق الاقتراع بالقوة وتحت تهديد السلاح. وسجلت حوادث اطلاق نار في الهواء لتخويف المقترعين في أكثر من مدينة جنوبية كما قطع المسلحون في مديرية القطن بمحافظة حضرموت الطرق المؤدية الى المراكز الانتخابية بالاطارات والحجارة. وأكد الرئيس اليمني المقبل اثناء ادلائه بصوته في صنعاء وسط تدابير امنية مشددة, أن "استحقاق الانتخابات هو اغلاق لصفحة الماضي وفتح لصفحة جديدة ناصعة البياض نكتب عليها مستقبل اليمن الجديد". ويأخذ التصويت طابعا رمزيا الى حد بعيد اذ يحظى هادي بدعم غالبية القوى السياسية في البلاد ، ويأتي انتخابه في اطار اتفاق المبادرة الخليجية الذي تخلى بموجبه صالح عن السلطة لنائبه أي هادي مقابل حصوله على حصانة من الملاحقة. وبعد سنة من الاحتجاجات أصبح صالح الموجود حاليا في الولاياتالمتحدة للعلاج اول رئيس في دولة من دول الربيع العربي يتنحى عن السلطة بموجب اتفاق سياسي ، وذلك بعد حكم استمر 33 عاما وكان هادي قد وعد الانفصاليين الجنوبيين والمتمردين الشماليين بانه سيعمل على اصلاح النظام السياسي وايجاد حل لقضيتي الجنوب والتمرد الحوثي مع تصاعد المخاوف بشان مقاطعة الانتخابات. وكانت الدول المانحة تعهدت في مؤتمر عقد في لندن عام 2006 بتقديم مليارات الدولارات لليمن ثم عززت هذه التعهدات مجموعة "اصدقاء اليمن" التي تشكلت مطلع 2010، الا ان السواد الاعظم من هذه الاموال لم تصل الى اليمن كما تجمد عمل مجموعة اصدقاء اليمن مع انطلاق الاحتجاجات المناهضة للنظام.